- شخصيتي في المسلسل نموذج للأم الأصيلة والمثابرة التي تحدت نفسها والظروف للحفاظ على أبنائها
- صفعي لأحمد العوضي أوجعه.. وبكائي على ابني كان حقيقيًا
- مشهد معرفة إدمان ابني للمخدرات كان الأصعب.. وأصررت كأي أم على دعمه وألا أتركه
أداء صادق وإحساس مميز اتسمت به الفنانة المصرية سلوى عثمان في تجسيد أدوارها المختلفة لتصبح مشاركتها في أي عمل تأكيدًا لأن الجمهور سيكون على موعد مع مثال حي للتعايش مع الشخصية بصدق، وهذا ما نجحت في إثباته هذا العام من خلال مشاركتها في 4 مسلسلات دفعة واحدة، لكن بقيت "ماجدة" في "حق عرب" الأكثر تأثيرًا لما حمله العمل من مشاعر الأم المكافحة التي تحارب الظروف للحفاظ على أبنائها رغم تنكر أحدهما لها، بينما قادت الآخر الظروف إلى الإدمان لتجد الأم نفسها أمام مخاطر تفرضها الحياة، وعليها فقط الثبات وتحدي كل هذه المصاعب.
وحرصت سلوى عثمان في هذا العمل وكعادتها، على أن تتعايش مع الشخصية وتشعر بمأساة ظروفها لتجسيد أداء مبهر ولافت للجمهور الذي تابع العمل وتأثر بـ"ماجدة"، وحول هذه الشخصية تحدثت لموقع "القاهرة الإخبارية" عن التحضير للدور ومعايشتها له، وتفاعلها مع كل الأحداث والظروف التي مر بها أبنائها، وكيف نجحت في خطف أنظار الجمهور، كواليس صفعها للفنان أحمد العوضي ضمن أحداث العمل، وماذا قال لها، وتفاصيل أخرى في هذا الحوار.
حققت شخصية "ماجدة" في مسلسل "حق عرب" تأثيرًا واضحًا في أحداث العمل كيف كانت ردود الفعل عليها؟
بالفعل لمست تفاعلًا إيجابيًا ملحوظًا مع الشخصية سواء في الشارع أو على السوشيال ميديا، فالجميع متعاطف معها بسبب المشاهد الصعبة التي تعرضت لها في الحلقات السابقة، مثل مشهد إدمان ابنها "عرب" الذي جسّد دوره الفنان أحمد العوضي، وطرد ابنها الآخر "علي" لها يوم فرحه، الذي جسّد دوره الفنان محمد أحمد ماهر، وكانت من بين ردود الفعل التي أعجبتني بكاء بعض الرجال على مشاهد بكائي، وهو ما أسعدني لكونه دليل نجاح على تجسيدي الشخصية بمصداقية وأنهم تأثروا بأدائي.
ومن بين المشاهد الصعبة التي أثرت فيّ أيضًا مشهد صفع "عرب"، الذي قال شقيقه "علي" خلال شجاره معه "أمك بتبيع جرجير"، والحقيقة أن العوضي لم يتوقع أنني سأضربه بهذه المصداقية لدرجة أنه قال لي "قلمك بيوجع"، وتذكر أحد المشاهد التي جمعته بالفنانة ياسمين عبدالعزيز خلال مسلسل "ضرب نار" وصفعته أيضًا في الأحداث، وقال لي "ياسمين قلمها بيلسع أما أنتِ فبيوجع"، ويرجع هذا الإتقان إلى أنني أفضل المصداقية وبالتالي كان لا بد أن يكون حقيقيًا وليس مجرد تمثيل ليصدقه المُشاهد.
هل تتطلب مثل هذه المشاهد الصعبة تحضيرًا خاصًا لكِ؟
بالتأكيد قبل أي مشهد صعب أقدمه أجلس بمفردي حتى أدخل في مود المشهد وابتعد عن الجميع، لأن مهم للغاية أن تكون مشاعر الفنان حقيقية على الشاشة ليتعايش معه الجمهور ويصدقه، فلا يجوز أن أؤدي مشهدًا صعبًا ومؤثرًا وأكون قبلها أضحك فلن يبدو واقعيًا للجمهور.
وأتذكر هنا مشهد بكائي في فرح ابني "علي" بعد أن طردني حيث اعتمدت في مشاهد البكاء على الذاكرة الانفعالية بمعنى أنني أتذكر مواقف كانت مؤثرة في حياتي مثل وفاة والدي ومواقف أخرى، بالإضافة إلى تعايشي مع الموقف فهي امرأة كافحت من أجل أولادها ليتنكر أحدهم لها يوم فرحه لأنها أصبحت لا تليق بمكانته الجديدة مع عائلة زوجته الأثرياء، وكل ذلك يجعل بكائي حقيقيًا، وهذا ما تعلمته منذ دخولي مجال الفن.
دورك بالعمل مليء بالمشاهدة المؤثرة.. ما أصعب المشاهد بالنسبة لكِ؟
أصعب المشاهد بالنسبة لي، هي أحلى المشاهد التي أجسدها وأبدع فيها، كمشهد سماعي حديث بين ابني "عرب" وصديقه يطلب منه أن يجلب له المخدرات لأنه لا يستطيع الاستغناء عنها، ومشهد مواجهتي له عندما علمت منه أنه تم اختطافه من أحد الرجال وأجبروه على الإدمان، وأصررت كأم على دعم ابني وألا أتركه في هذا الطريق وهذه مشاهد مؤثرة لأي أم.
معنى هذا إنكِ واجهتِ تحديات من خلال شخصية "ماجدة"؟
نعم، والحقيقة أنني أحب شخصية "ماجدة" لأنها أم قوية ومثابرة ولديها إصرار وعزيمة، إذ استطاعت أن تربي أولادها متحدية نفسها والظروف للحفاظ عليهما مهما حدث، وبالتالي أراها شخصية مصرية أصيلة وشعبية ثرية بالمواقفة والمشاعر.
تظهرين في الموسم نفسه بشخصية شعبية أخرى في مسلسل "محارب" ألم يقلقكِ هذا التشابه؟
لا أخشى ذلك، لأن المناطق الشعبية مليئة بالشخصيات وكل عمل له حكايته، وبالتالي الشخصيات متنوعة خصوصًا في المرأة، ولا يوجد شخصية شبيهة للأخرى.
تجيدين تجسيد الأدوار الشعبية والمؤثرة.. هل يرجع هذا إلى كونها أكثر واقعية؟
جزء كبير من المسلسلات تدور أحداثها في المناطق الشعبية، وهذا لأن هذه المناطق يخرج منها العديد من القصص الأكثر واقعية والقريبة من الجمهور، لأنها في قلب الحدث، وبالطبع هذه النوعية من الأعمال هي التي تجذب الجمهور، خصوصًا إذا كانت مسلسلات اجتماعية مبنية على قصص بين الناس وبعضها في أماكن شعبية، وبالتالي أحب أن أكون موجودة وسط هذه التيمة حتى ألمس الجمهور بأعمالي.
رغم أنكِ تخوضين الموسم الرمضاني بأربع شخصيات، لكنكِ متحمسة أكثر إلى "ماجدة" في "حق عرب"؟
بالفعل لأنها هي الأقوى، ويليها شخصيتي في مسلسل "نعمة الأفوكاتو" الذي عُرض في النصف الأول من شهر رمضان، ثم "مُحارب" أما "المعلم" فأشارك به كضيفة شرف، ورغم أنني اجتهدت في كل عمل أقدمه حتى وإن كان بسيطًا، لكن تبقى "ماجدة" الأكثر ثراءً من جميع النواحي.
كيف رأيتِ المنافسة هذا العام في ظل هذا التنوع الدرامي الكبير؟
بالفعل المنافسة هذا العام ثرية ومتنوعة، وهناك العديد من الأعمال المميزة، وسعيدة بوجودي في مسلسل مثل "حق عرب" الذي حقق نسبة مشاهدة مرتفعة في نوعية الأعمال الشعبية ويعتبر في المرتبة الثانية من خلال نسبة المشاهدة بعد مسلسل "الحشاشين" وهذا أمر جيد في حد ذاته، خصوصًا أن التيمة كلها مميزة وفريق العمل اجتهد في دوره، وكان العمل أشبه بمباراة تمثيلية شريفة جعلت "حق عرب" قويًا.