تزداد أهمية الموسيقى التصويرية في الأعمال الدرامية، لما تمثله من دور حيوي في التعبير الدرامي لتصبح شريكًا أساسيًا للمشهد ويكتمل معها العنصر الفني، وتكون مُفتاحًا لنجاح الكثير من الأعمال إذا تم توظيفها بالشكل الجيد في العمل، طبقًا للأحداث التي تدور حولها قصة العمل الدرامي.
وخلال السباق الرمضاني الحالي يخوض الموسيقار المصري عمرو إسماعيل، تجربة الموسيقى التصويرية من خلال 3 أعمال هي مسلسل "الكبير أوي" للنجم أحمد مكي، "بيت الرفاعي" للنجم أمير كرارة، "حق عرب" للنجم أحمد العوضي، إذ حرص من خلال هذه الأعمال على تقديم موسيقى تتناسب مع طبيعة كل منها، لا سيما مع اختلاف أحداث الأعمال الثلاثة بين الكوميدي والتراجيدي والاجتماعي.
وأكد عمرو إسماعيل لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن "الموسيقى التصويرية تعطي الروح للمسلسل وتبرز شخصيته وبصمته الخاصة، فالموسيقى تقوم بكل الأدوار وتعبر عن كل الممثلين والأحداث، فهي لا تقل عن السيناريو والتصوير والديكور، وهي عامل أساسي وحاضرة في كل أحداث العمل".
وأضاف: "من يختار نوع الموسيقى في المسلسل هو ملخص القصة التي تدور حولها أحداث العمل"، إذ يقول: "تتوقف نوعية الموسيقى على القصة، وشخصياتها والبطل الرئيسي للعمل، ولكل عمل موسيقاه التي تختلف عن الأخرى، بسبب اختلاف الأحداث ما بين اللون الرومانسي والتراجيدي والأكشن والتشويقي وغيرها من الألوان الدرامية الأخرى التي تتحكم في طبيعة الموسيقى".
وأوضح عمرو إسماعيل أن التحديات في الموسيقى التصويرية تكمن في طبيعة الموضوع وتفاصيله، قائلًا: "يختلف التحدي في كل عمل عن الآخر وفقًا للأحداث والخلفية الاجتماعية الخاصة بالبطل والعالم الذي يدور فيه، فكل هذه العوامل تؤثر على نوعية الموسيقى لذا يظهر التحدي في كل تفاصيل العمل".
وتابع: "العنصر المشترك بين المسلسلات الثلاثة هذا العام التي أُقدم الموسيقى التصويرية لها أن شخصياتها وأحداثها مصرية خالصة، لذا اعتمدت على الآلات المصرية الشرقية بجانب الوتريات".
بيت الرفاعي
أشار عمرو إسماعيل إلى أنه بدأ العمل على مسلسل "بيت الرفاعي"، منذ أكتوبر الماضي، بعد الاتفاق مع مخرجه أحمد نادر جلال، إذ يقول: "تعاونت مع المخرج أحمد نادر جلال في أكثر من عمل سينمائي ودرامي، وتجمعنا كيمياء مشتركة وتفاهمًا، وعندما شرح لي أحداث العمل وفكرته بدأت في وضع أفكار مناسبة للشخصية والقصة، إذ اعتمدت على الآلات الشرقية منها العود والقانون والبيانو والناي والوتريات، خصوصًا أنه كما ذكرت العمل مصري خالص وبالتالي لا بد للموسيقى أن تناسب شكل الأحداث لذا اعتمدت على الموسيقى التصويرية المُعبّرة عن الأصالة المصرية".
حق عرب
أما بالنسبة لمسلسل" حق عرب" فيقول الموسيقار المصري: "مسلسل ذات صبغة شعبية، وبالتالي كان اعتمادي على الموسيقى التي تخص الحي الشعبي ومدى تأثر الشخصية والأحداث بهذه المنطقة، لذا كما ذكرت الموسيقى تضع وفقًا للقصة والشخصية وعالمها التي تعيش فيه، لكن الموسيقى هنا جاءت في شكل أوركسترالي وتوزيعها قوي يُناسب مدى أهمية الأحداث والأكشن في العمل، فكانت موسيقى ممزوجة بين الآلات المصرية والشرقية والأوركسترا".
الكبير أوي
وحول الموسيقى التصويرية الخاصة بمسلسل "الكبير أوي"، يقول: "هذا العمل سلسلة طويلة من الأجزاء والأحداث، والحقيقة أن 90% من الموسيقى موجودة بالفعل، بينما باقي الموسيقى مرتبطة بالأحداث، فكل موسم هناك أفكار جديدة ومختلفة وبالتالي نضع موسيقى جديدة تعبر عنها، مع الثبات على استخدام الآلات الخاصة بالموسيقى الصعيدية والأجواء التي تعكس روح المسلسل".