- الكوميديا أنقذتني من جهد الأعمال التراجيدية.. والمُشاهد قادر على التمييز بين خفة الظل والاستخفاف
- أؤمن بفكرة طاقة المكان والأشخاص وحب الاستطلاع يدفعني لقراءة الفنجان
- "جودر" و"دون سابق إنذار" و"الحشاشين" أعمال حملت قدرًا عاليًا من التميز والإبداع
- المسلسلات الجادة لا تحتاج للمنافسة في موسم رمضان لأنها ستحقق النجاح خارجه
- البعض يُنقص الأعمال حقها على مواقع التواصل بنقد خاطئ دون فهم ولا يدركون صعوبة يوم تصوير واحد
تبحث الفنانة نيللي كريم كل عام عن نموذج فني جديد تخوض معه رحلة في دراما رمضان لتتوحد من خلاله مع شخصية مميزة من واقع المجتمع، وبأداء صادق ومميز تعبر عنها لتقدم أداءً مُبهرًا، انطلاقًا من هذه القاعدة استمرت الفنانة المصرية في المشاركة بدراما رمضان لأكثر من 11عامًا، قدمت فيها شخوصًا ونماذج للمرأة بين التراجيدي والاجتماعي والكوميدي لتؤكد قدرتها على التواجد والمنافسة والتلون بين شخصيات عدة، وبعد هذا المشوار الطويل كان قرار نيللي كريم الحصول هذا العام على قسط من الراحة، لكن حبها وشغفها المستمر بالبحث عن شخصيات وقصص مميزة دفعها للعدول عن قرارها بمجرد أن عثرت على "فراولة" العمل الذي تدور أحداثه في قالب كوميدي خلال 15 حلقة، لتكون المرة الأولى التي تكسر فيها قاعدة تقديم عمل مكون من 30 حلقة.
تؤكد نيللي كريم في حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية" أن اللون الكوميدي الذي يتسم به مسلسل "فراولة" كان مُحفزًا لها للعودة، خصوصًا أن نموذج الأعمال التراجيدي يتطلب جهدًا جبارًا، بالإضافة إلى قصة العمل الجديدة في الدراما التلفزيونية، التي تتناول قراءة الفنجان وعلم الطاقة الذي يؤمن به قطاع عريض، كما تطرقت إلى التحضير للعمل والاستعداد له، من خلال مشاهدة فيديوهات تتعلق بهذا الشأن، ومدى إيمانها بعلم الطاقة والفلك، وسر تراجع الأعمال الكوميدية لصالح نوعيات أخرى في الدراما التلفزيونية، كما أبدت رأيها في بعض الأعمال التي حازت على إعجابها في موسم رمضان، وتفاصيل أخرى تحدثت عنها...
رحلة طويلة من النجاحات المتتالية في دراما رمضان حققتيها خلال الأعوام الماضية ما دفعكِ لإعلان رغبتك في الاستراحة هذا العام.. فماذا حدث للعدول عن قرارك؟
بالفعل أعلنت ذلك منذ فترة، لأنني أشعر بالإجهاد الكبير في كل موسم رمضاني أشارك به نظرًا لما يتطلبه من مجهود ذهني وبدني ونفسي، خصوصًا أنني أشارك في دراما رمضان منذ عام 2013، وفي كل مسلسل أو تجربة أخوضها أعيش حالة العمل وأتفاعل مع الشخصية التي أجسدها لنكون واحدًا، وكل هذا يحتاج إلى مجهود جبار، لذا رأيت أنني بحاجة إلى مزيد من الراحة، وبناء عليه اعتذرت عن عدد كبير من الأعمال التي تعتمد على الدراما كما يقولون "الثقيلة"، التي تطلب جهدًا كبيرًا مني كممثلة، وهذا لا يعني أن فراولة لا يحتاج إلى مجهود، لكنه عمل كوميدي خفيف تدور أحداثه في 15 حلقة وليس 30 كما جرت العادة، وبعيدًا عن العمق الدرامي الذي اعتاد عليه المشاهد مني في أعمالي لأنني أُجهدت من الأعمال التراجيدية الصعبة التي أقدمها كل عام، كما أنني أحب الأعمال الكوميدية لأنها خفيفة عليّ وعلى المشاهد، ومسلسل "فراولة" أعجبني كثيرًا وكنت أضحك وأنا أقرأ السيناريو ولذلك قررت أن أخوض به الموسم الرمضاني الجاري.
هل معنى ذلك أن الكوميديا بالنسبة لكِ أسهل من التراجيدي؟
الكوميديا ليست سهلة بالتأكيد، إذ إنها تتضمن أكثر من نوع بينها الفارص، التي تعتمد على المواقف، وأنا شخصيًا أميل لها لأنني لست ممثلة كوميدية وهذا ما جذبني لمسلسل "فراولة" الذي يعتمد بشكل كبير على كوميديا المواقف، كما أن المشاهد المصري يمتاز بخفة ظله، ويعرف كيف يُميز جيدًا بين خفة الظل والاستخفاف ولذلك أوازن مثل هذه الأمور حتى يتقبلني الجمهور في الأعمال الكوميدية مثلما شاهدنا في مسلسل "بـ100 وش" عام 2020، وغيرها من الأعمال في السينما التي حققت نجاحًا كبيرًا.
هل ترين أن نوعية الأعمال الكوميدية الخفيفة تلاشت إلى حد ما في ظل سيطرة أعمال تعتمد على الأكشن والشعبي والتراجيدي؟
لنتفق أن الدراما المصرية متنوعة بلا شك، لكن بعضها يعتمد على الأكشن والساسبنس والشعبي وهذا أمر جيد، لكن في الوقت نفسه لا ينبغي علينا أن ننسى أن هناك نوعية أخرى من الدراما لا بد من تسليط الضوء عليها بشكل خفيف مثل الأعمال الكوميدية والرومانسية والإنسانية التي كنا نفتقدها، وفي رأيي أن الموسم الحالي أصبح ثريًا بها نوعًا ما وهو المطلوب، فهناك أعمال أعجبتني ومنها مسلسل "بابا جه"، بينما ينقصنا هذا العام الأعمال الصعيدية.
بخلاف الكوميديا التي يتميز بها "فراولة" ما عناصر الجذب التي دفعتكِ للعودة؟
قضيته.. فالعمل يطرح قضية لم يسلّط الضوء عليها من قبل، وهي قراءة الفنجان وعلم الطاقة التي يؤمن به عدد كبير من الأشخاص، وفي رأيي أن الجمهور يحتاج لمزيد من الطاقة الإيجابية، التفاؤل، وهل بالفعل هذه الأشياء تتحكم في حياتنا أم لا، فهناك من يؤمنون بأن الطاقة هي السبب في سعادتهم ونجاحهم وفشلهم وحزنهم، ونحن في العمل نتناول الجانبين، الأول هو "فراولة" التي تحب هذا المجال وقراءة الفنجان هي ووالدتها، بينما الجانب الآخر وهو الطبيب "إبراهيم" الذي يجسد دوره الفنان صدقي صخر الذي يرى أن مثل هذه الأمور جهل وشعوذة.
وماذا عن نيللي كريم هل تؤمنين بفكرة الطاقة وقراءة الفنجان؟
أنا أؤمن جدًا بأن هناك أناسًا كما يُقال "طاقتهم حلوة"، ويعطون للمكان الذي يتواجدون فيه طاقة، فلكل منا أصدقاء وجههم بشوش نريد رؤيتهم، وآخرون لا نرغب في لقائهم لأنهم يصدّرون طاقة سلبية.
أما بالنسبة لقراءة الفنجان فلا توجد فتاة ليس لديها حب استطلاع في قراءة الفنجان، وفي البعض أفضل أن أجرب وأسمع وأشاهد، وأحب أن أعرف عمومًا عن علم الفلك، بينما هناك آخرون يرفضون ذلك.
هل تطلب التحضير لشخصية "فراولة" استعدادات خاصة أو الاطلاع على هذا العلم؟
لم أدرس بالطبع هذا العلم جيدًا، لكنني شاهدت فيديوهات تتناول علم الطاقة، وطريقة من يتحدثون في هذا المجال لأنه بالفعل موضوع يحتاج إلى الدراسة والتركيز والاستيعاب، كما حرصت على قراءة السيناريو الذي أشرف عليه المؤلف محمد سليمان عبدالمالك، وعقدت جلسات عمل معه.
ودعيني أؤكد لكِ أن "فراولة" تؤمن بهذا العلم بشكل مبالغ فيه، وتجد نفسها مع من يؤمنون بالتقاليد، فهي في النهاية موروثات، وعادات يومية مثل قراءة الأبراج في الصباح حتى نعرف كيف يسير يومنا، وقراءة الفنجان لنعرف ماذا سيحدث لنا وقراءة الكف وعلم الطاقة والأحجار والتنبؤ، ومن نتفائل أو نتشائم بهم، كل هذه الأمور اعتدنا عليها منذ الصغر، ونعتمد عليها في مناحي مختلفة.
هل جاءت مشاركة الفنان الصيني عبدالحكيم الصيني في العمل لإضفاء مزيد من الواقعية؟
الحقيقة أن مشاركة الفنان عبدالحكيم الصيني الذي يجسد شخصية "مستر يانج" أضفت مزيدًا من المصداقية، خصوصًا في مشاهده مع "فراولة"، وهو يتحدث اللهجة العربية بطلاقة منذ 22 عامًا، واختلاف الثقافات بيننا جعلت مشاركته معنا مميزة، كما أن سعادتي الأكبر تكمن في فريق العمل كله مثل شيماء سيف، أحمد فهيم، توني ماهر، جيلان علاء، صدقي صخر، وغيرهم.
كيف ترين المنافسة هذا العام في ظل تنوع الأعمال المقدمة؟
لا أحسبها بهذه الطريقة خصوصًا أننا لسنا في مباراة ننتظر من سيفوز، لكنني أرى دائمًا أنه لا بد من وجود التنوع الدرامي بين الكوميدي والأكشن والتراجيدي والتاريخي كل عام، كما أنني أشعر في بعض الأحيان أن المسلسلات الجادة لا تحتاج للمنافسة في موسم رمضان، فهناك أعمال لا بد من عرضها خارج شهر رمضان حتى تحصل على نسبة المشاهدة التي تستحقها، وهذا الموسم يوجد أكثر من مسلسل ثقيل، فهناك العديد من الأعمال جاءت على مستوى عالٍ من الإبداع والتميز مثل "جودر"، "بدون سابق إنذار"، "الحشاشين"، "صلة رحم"، "أعلى نسبة مشاهدة"، "أشغال شقة" وغيرها من الأعمال المهمة التي نحتاج لمتابعتها.
وأمام كل هذا المجهود المبذول من جانب صنّاع الدراما نجد البعض على مواقع التواصل الاجتماعي بمنتهى السهولة ينقصون حق هذه الأعمال وينتقدوها بشكل خاطئ دون أن يدركوا مدى صعوبة التصوير، وفي رأيي أن أي من المنتقدين على مواقع التواصل إذا ما حضر معنا يوم تصوير واحد سيمتنع عن توجيه النقد دون فهم، وينبغي على هؤلاء أن يتفهموا أن النقد الحقيقي هو تفسير العمل وتوضيح ما ينقصه مع احترام مجهود صناعه، فهناك أسلوب محترم في النقد، تقديرًا لمجهود العاملين في المسلسلات، بغض النظر هل يحبهم أم لا؟
بعيدًا عن التلفزيون ماذا عن فيلم "هابي بيرث داي" إلا تعودين به إلى السينما؟
من المقرر استئناف تصويره بعد موسم عيد الفطر، وهو تجربة مميزة لي وإضافة في مشواري السينمائي، وبطولة حنان مطاوع وشريف سلامة، تأليف محمد دياب وسارة جوهر، وإخراج سارة جوهر.