أحدث مسلسل "مليحة" ضجة واسعة امتد صداها خارج مصر، نظرًا لأهمية القضية التي يطرحها، التي تدور حول فلسطين والتهجير وحلم العودة، وساهم العمل في جذب الأنظار إليه لتزامن عرضه مع ما يشهده قطاع غزة من اعتداء جيش الاحتلال الإسرائيلي الوحشي عليه والإبادة الجماعية التي يقوم بها للسكان الأصليين.
العمل أرّق إسرائيل، وتحدثت عنه صحفها، بسبب قصته التي تدور حول فتاة فلسطينية تدعى "مليحة" تجسد دورها الممثلة سيرين خاص، تعيش في ليبيا وتسعى للعودة إلى بيتها في فلسطين بعد أن تم تهجيرها مع أفراد أسرتها، والمسلسل من بطولة دياب، وميرفت أمين، وأشرف زكي، وأمير المصري، ومن تأليف رشا عزت الجزار وإخراج عمرو عرفة، ومخرج الوحدة الثانية شريف عرفة.
لم يكن "مليحة" العمل المصري الأول الذي يتناول قضية فلسطين الراسخة في جذور الوطن العربي، فتاريخ الدراما المصرية مليئ بالعديد من الأعمال التي تناولت القضية الفلسطينية ووقفت أمام أكاذيب الاحتلال الإسرائيلي، وتسببت أيضًا في إثارة غضبهم، منها المسلسل الإيقونة "رأفت الهجان" بطولة الفنان محمود عبد العزيز، ومسلسل "الحفار" للفنان حسين فهمي.
كان للفنان محمد صبحي دور في الحديث عن الصراع العربي الإسرائيلي من خلال مسلسل "فارس بلا جواد"، كما قدّم الزعيم عادل إمام مسلسل "فرقة ناجي عطالله" وغيرها من الأعمال التي لا تزال خالدة في وجدان المشاهد العربي، وتكشف أكاذيب الاحتلال الغاشم.
"من الطبيعي أن يكون هناك تعليقات من الاحتلال؛ لأن تلك الأعمال تحمل وجهة النظر العربية".. هذا ما أكده الناقد المصري عصام زكريا لموقع "القاهرة الإخبارية" حيث قال: "أكاذيب الاحتلال الإسرائيلي ليست وليدة اللحظة، فهى ممتدة منذ 70 عامًا، وهم يعتمدون على حرب المعلومات والرأي العام، ويجب أن نقوم بتوعية أنفسنا طوال الوقت، ونزيد من ثقافتنا ونهتم بالفن وألا نتركهم ينفردون بهذا المجال وحدهم، ويجب أن يكون هناك استثمار كبير في الثقافة".
لم يختلف رأي الناقد المصري طارق الشناوي عما قاله عصام زكريا، حيث أكد لموقع "القاهرة الإخبارية" أن سياسات الاحتلال الإسرائيلي لم تختلف، ودائمًا يهاجمون كل ما يكشف حقيقتهم وزيفهم، وتحديدًا الأعمال الدرامية، وهذا ما حدث مع عدد من المسلسلات منها "دموع في عيون وقحة، ورأفت الهجان" وغيرهما.
وأضاف"الشناوي" أن مسلسل "مليحة" الذي يأتي تزامنًا مع الأحداث الحالية استعرض القضية وتاريخها؛ لذلك انزعجوا من العمل بعد ما كشف جرائمهم الممتدة منذ سنوات، ويجب أن أؤكد أن الفن المصري لم يتخل عن القضية، خصوصًا أن لنا تأثيرنا القوي".