رغم حادث "كينمن" الذي أجّج التوترات في مضيق تايوان بين بكين وتايبيه بعدما أسفر عن مقتل صيادين صينيين، إلا أن هناك أصواتًا تقول إن هذا الحادث قد يدفع تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين ما يؤدي لعملية سلام بالمنطقة ويقضي نهائيا على التوترات.
نقطة تحول
وقال يينج يو لين، أستاذ العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية في جامعة تامكانج، إن الأزمة يمكن النظر إليها على أنها "نقطة تحول" حيث يمكن للجزيرة استغلال هذه الفرصة لإنشاء "قناة تفاعلية" مع البر الرئيسي، حسبما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصادرة من هونج كونج.
وسبق أن أعلنت بكين أنها سوف تقوم بتطبيع عمليات دورياتها حول تايوان. وقال لين: "يمكننا استغلال هذه الفرصة، مع وحدات إنفاذ القانون التابعة لخفر السواحل لدينا، لإنشاء قناة تفاعلية مع البر الرئيسي للتعامل مع القضايا في المستقبل، بما في ذلك المساعدة الإنسانية وإنفاذ القانون. وهذا يمكن أن يخلق فرصة للتفاعلات الرسمية وإدارة الأزمات بين الجانبين في المستقبل".
تفاؤل حذر
وقال زيفون وانج، المحلل في المجلس الصيني لدراسات السياسة المتقدمة، وهو مركز أبحاث مقره تايبيه، إنه يعتقد أن الجانبين ما زالا يحتفظان بقنوات اتصال معينة للتعامل مع القضايا العملية مثل الجريمة وعمليات الإنقاذ البحرية والمسائل الإنسانية الأخرى، على الرغم من مثل هذه الاتصالات. أصبحت أقل نشاطًا على مدى السنوات الثماني الماضية.
وقال وانج: "حادث القارب يجب أن يسمح لتايوان والبر الرئيسي بتعزيز اتصالاتهما، لكنني لست متفائلًا بأن الجانبين قد يتمكنا من العودة إلى التفاعلات الرسمية فقط من خلال زيادة الاتصالات الرسمية على المستوى المحلي".
وأضاف: "مع وقوف بكين بثبات في معارضتها الشديدة لاستقلال تايوان، فإن فرصة المصالحة عبر المضيق تكاد تكون معدومة".
إرغام الحرب
ويقول المراقبون إنه بسبب الافتقار إلى الاتصالات الرسمية بين الجانبين، فإن مثل هذه الحوادث يمكن أن تؤدي بسهولة إلى تصعيد التوترات بين بكين وتايبيه، ويمكن أن تؤدي، في أسوأ السيناريوهات، إلى حوادث غير مقصودة.
قال ألكسندر هوانج تشيه تشينج، أستاذ الشؤون الدولية للصحيفة: "إن النزاعات حول استخراج الرمال من قاع البحر، وصيد الأسماك وغيرها من الأنشطة، التي تقوم بها قوارب البر الرئيسي غير المسجلة بالقرب من جزر تايوان البحرية كانت بمثابة صداع مستمر للحكومة التايوانية والسكان المحليين".
وأضاف: "بدون حوار رسمي عبر المضيق، يجب على المجتمع الدولي أن يستعد لمواجهة أي حوادث غير مقصودة في المستقبل".
ودفعت التوترات المتزايدة واشنطن إلى الدعوة إلى الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء الماضي، إن واشنطن تراقب عن كثب تصرفات بكين، بينما تواصل "الحث على ضبط النفس وعدم تغيير الوضع الراهن من جانب واحد".
ومثلها كمثل أغلب البلدان، فإن الولايات المتحدة - الحليف غير الرسمي لتايوان وأكبر مورد للأسلحة - لا تعترف بالجزيرة كدولة مستقلة ولكنها تعارض أي تغيير أحادي الجانب للوضع الراهن بالقوة.