الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كييف تقف على مفترق طرق.. هل تنقذ ذخيرة كوريا الجنوبية أوكرانيا؟

  • مشاركة :
post-title
جندي أوكراني يجهز القذائف المدفعية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في أرض المعركة حيث تتقاطع خطوط الجبهة بين روسيا وأوكرانيا، تتصاعد وتيرة المعارك المدفعية، مخلفة وراءها أثرًا داميًا يشكل نحو 80% من إجمالي الضحايا، تقف أوكرانيا اليوم على مفترق طرق حرج، مع تزايد الحاجة الماسة لتدفق الذخيرة المدفعية لتثبيت أقدامها في مواجهة الهجوم الروسي، والأهم من ذلك لإطلاق هجوم مضاد يهدف لاسترداد الأراضي من قبضة الروس.

وعلى مدار العام الماضي، شهدنا تحركًا استراتيجيًا من إدارة جو بايدن، التي تعاونت مع إدارة يون سوك يول في كوريا الجنوبية لتزويد الجبهة الأوكرانية بأكثر من 300 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 ملم. واليوم، مع تناقص المخزونات وتباطؤ الإجراءات التشريعية، قد تجد الإدارة نفسها مُضطرة للعودة مجددًا إلى مخازن الذخيرة الكورية الجنوبية لتسليح أوكرانيا في مواجهتها الشرسة.

الحاجة المُلحة للمدفعية الأوكرانية

تشير التقديرات الرسمية الأوكرانية إلى أن الحفاظ على الخطوط الدفاعية يتطلب شهريًا ما يقارب 75 ألف قذيفة مدفعية، بينما يتطلب الهجوم الكبير أكثر من ضعف هذا الرقم. في المقابل، تطلق روسيا شهريًا نحو 300 ألف قذيفة، وتستطيع الاستمرار في ذلك بفضل إنتاجها الشهري الذي يصل نحو 250 ألف قذيفة، بالإضافة إلى الاستيراد من كوريا الشمالية.

حتى الآن، أظهرت الولايات المتحدة التزامًا بتقديم أكثر من 3 ملايين قذيفة مدفعية من عيارات مختلفة، ومع إعلان حزمة المساعدات العسكرية بقيمة 300 مليون دولار، 12 مارس، تلوح في الأفق إعادة تزويد قصيرة الأجل بالذخيرة وغيرها من المعدات العسكرية.

ويأتي تمويل أوكرانيا الإضافي بقيمة 60 مليار دولار، الذي يتم مناقشته في الكونجرس ليدعم المقاومة الأوكرانية لأشهر عديدة، ويسهم في زيادة الإنتاج الأمريكي للقذائف الشهري إلى 100 ألف بحلول نهاية عام 2025، مقارنة بالإنتاج الحالي الذي يبلغ نحو 30 ألف قذيفة شهريًا.

سول تتقدم مُجددًا

أثبتت كوريا الجنوبية استعدادها للمساعدة من قبل، وفي أبريل 2023، أفادت التقارير الصحفية بأن كوريا الجنوبية، وافقت على إقراض الولايات المتحدة ما بين 300 ألف و500 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 ملم، مع الفهم الضمني بأن هذه الذخيرة ستصل في نهاية المطاف، أوكرانيا دون تورط مباشر لكوريا الجنوبية في النزاع.

وتشير التقارير العامة إلى أن كوريا الجنوبية تمتلك نحو 3.4 مليون قذيفة مدفعية عيار 105 ملم. وستكون هذه الذخائر متوافقة مع جميع مدافع هاوتزر عيار 105 ملم التي تشغلها أوكرانيا.

ومن المرجح أن إقراض هذه الذخائر لن يؤثر على جاهزية الجيش الكوري الجنوبي. فأقل من 30% من المدافع التي يشغلها الجيش الكوري الجنوبي تطلق ذخيرة عيار 105 ملم، ويتجه الجيش الكوري الجنوبي إلى تحويل معظم وحداته إلى مدافع هاوتزر ذاتية الدفع عيار 155 ملم مثل K9 Thunder المُنتجة محليًا.

كانت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية خططت في الأصل لإيقاف جميع مدافع هاوتزر عيار 105 ملم بحلول عام 2020، وبدلًا من ذلك، للاستفادة من الذخيرة المتبقية في المخزون، طورت المدفع المتحرك K105 عن طريق تحميل مدفع هاوتزر مجرور عيار 105 ملم على شاحنة بوزن خمسة أطنان.

ويوجد نحو 200 منها قيد التشغيل، مخصصة لدعم الوحدات التي لا تتلقى مدفعية ذاتية الدفع عيار 155 ملم. وفي نهاية المطاف، تخطط القوات العسكرية الكورية الجنوبية لنقل مدافع K105 إلى وحدات الاحتياط.

مدفعية ذات ميزة خاصة

في ظل تناقص مخزونات المدفعية الغربية عيار 155 ملم، تتجه الأنظار إلى القذائف الأخف وزنًا والأكثر مرونة عيار 105 ملم، التي تتميز بمدى أقل وقوة تفجيرية أدنى مقارنة بقذائف عيار 155 ملم.

وقدمت الولايات المتحدة ودول أخرى مثل المملكة المتحدة، نيوزيلندا، إيطاليا، ولاتفيا، مدافع هاوتزر عيار 105 ملم والذخيرة اللازمة لأوكرانيا. وفي الوقت الحالي، يشغل الجيش الأوكراني تشكيلة متنوعة من نحو 100 قطعة مدفعية عيار 105 ملم، بما في ذلك الأمريكية M101، والأمريكية - البريطانية M118/M119، والإيطالية OTO Melara.

وخلال حرب فيتنام، أثبتت هذه المدافع الأخف وزنًا أهميتها القصوى في قواعد النيران، نظرًا لقدرتها العالية على الحركة عبر الطرق والجو. وستسمح خفة وزنها ومرونتها لوحدات المدفعية الأوكرانية بإعادة التموضع بسرعة بعد الإطلاق، وهي تكتيك حاسم للبقاء على قيد الحياة في ساحات القتال الحديثة.

كما ستمكن هذه المدافع قادة المعارك الأوكرانيين من شن هجمات على تضاريس وعرة ضد أهداف ذات قيمة عالية. ويمكن للحركة السريعة بواسطة الهليكوبتر أن تعزز بسرعة المناطق المهددة.