تخرجت دفعة من الطيارين الأوكرانيين للمقاتلات "إف -16" في مدرسة طيران عسكرية بريطانية، ما يجعلهم على بعد خطوة واحدة من التحليق بالطائرات الأمريكية الصنع، وفق ما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية، أمس الجمعة، أن أول 10 طيارين أوكرانيين تلقوا "تدريبًا مكثفًا" مع مدربين من القوات الجوية الملكية، تخرجوا في مدرسة الطيران وسينتقلون الآن، إلى برنامج تدريب متقدم على الطيران تقدمه القوات الجوية الفرنسية، وبعد ذلك سيتم تدريبهم على الطائرات المقاتلة "إف-16".
وجاء في بيان صحفي لوزارة الدفاع البريطانية، أن الطيارين العشرة تلقوا تدريبًا أساسيًا على الطيران والمدارس الأرضية والتدريب اللغوي في المملكة المتحدة، وسيشكلون يومًا ما خط الدفاع الأول لحماية سماء أوكرانيا من القوات الروسية.
وقال وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، إن الطيارين "تلقوا بعضًا من أفضل التدريبات المتاحة، وأصبحوا الآن على بعد خطوة من الانضمام إلى القتال ضد الغزو الروسي غير القانوني"، على حد وصفه.
وأضاف شابس: "لقد قادت المملكة المتحدة الطريق في بناء القدرات الجوية لأوكرانيا على مدار العامين الماضيين، وعززت طائراتها بمعدات إضافية، فضلًا عن كونها أول دولة تقدم صواريخ كروز بعيدة المدى إلى أوكرانيا".
وتابع وزير الدفاع البريطاني، قائلًا إن "أوكرانيا تستخدم قوتها الجوية بشكل مدمر، ما أدى إلى إضعاف الأسطول الروسي في البحر الأسود وإلحاق أضرار بالغة بمقره الرئيسي".
وأردف: "يعد هذا الإنجاز بمثابة خطوة أخرى إلى الأمام بالنسبة للقدرات الجوية لأوكرانيا، ونظهر بالتعاون مع حلفائنا أننا سنواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا".
وتعد المملكة المتحدة أحد أعضاء تحالف القدرة الجوية، وهو تجمع تقوده الولايات المتحدة والدنمارك وهولندا، والذي يجهز الطيارين الأوكرانيين وأفراد الدعم لتشغيل مقاتلات إف-16.
ومن المقرر أن يسلم التحالف الدفعة الأولى من الطائرات المقاتلة إلى أوكرانيا بحلول صيف عام 2024، على الرغم من تمديد جدول التسليم مرارًا وتكرارًا وسط مشاحنات سياسية ولوجستية.
وحثّت كييف شركاءها الغربيين على تسريع عملية تدريب وتسليح طياريها ذوي الخبرة، وأصبحت التحذيرات الأوكرانية أكثر وضوحًا من أي وقت مضى مع استمرار الصواريخ الروسية في قصف المدن وفرض القاذفات الروسية ثمنًا باهظًا على وحدات الخطوط الأمامية بضربات القنابل الانزلاقية بعيدة المدى.
ومن المقرر أن تخضع مجموعة مكونة من 12 طيارًا أوكرانيًا للتدريب في الولايات المتحدة هذا العام، إذ قال مدير الحرس الوطني الجوي الأمريكي، اللفتنانت جنرال مايكل لوه، للصحفيين في فبراير، إن الأربعة الأوائل كانوا "قريبين جدًا" من نهاية تدريبهم.
ومن المتوقع أن يتخرج جميع الطلاب الـ 12 في الفترة بين مايو وأغسطس، وقال "لوه" في سبتمبر، "إن الأمر سيستغرق ما بين 3 إلى 9 أشهر، حتى يكمل الطيارون تدريبهم على مقاتلات "إف -16"، إذ يحلق الطيارون الأربعة الأوائل بالطائرة منفردين كل يوم".
وفي مكان آخر، بدأت الدنمارك تدريب أول ثمانية من مرشحيها الأوكرانيين على المقاتلات "إف-16" في أغسطس، بعد شهر واحد فقط من إعطاء الولايات المتحدة الضوء الأخضر لتوفير منصة المقاتلة لأوكرانيا. وأيضًا تدرب الدنمارك ما لا يقل عن 65 من أفراد طاقم الدعم، الذين سيتولون مهمة صيانة الطائرة.
والتزمت الدنمارك وهولندا والنرويج وبلجيكا فيما بينها، بإرسال نحو 45 مقاتلة "إف-16" إلى أوكرانيا، وهو ما ترى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه يكفي لتشكيل ثلاثة أسراب صغيرة.