"محارب" يعبر عن الطبقة البسيطة لأنني عشت معهم ويبتعد عن البلطجة
العمل يحمل لغزًا وأعد الجمهور بدراما محكمة مليئة بالأكشن
أستمع إلى رأي إيمي سمير غانم لأنها صريحة للغاية ونجهز لفيلم معًا
ليس غريبًا أن يُدقق الممثل المصري حسن الرداد في اختياراته الفنية، خصوصًا أنه تعلّم على يد الفنان الراحل نور الشريف، الذي منحه الفرصة للتعبير عن نفسه من خلال مسلسل "الدالي" عام 2007، لذا فهو يسير وفق منهج وضعه لنفسه وخطة ترسم خطواته الفنية قبل البدء فيها، ليقع اختياره في رمضان الحالي على مسلسل "محارب" الذي ينافس به، ولم يتردد في قبوله منذ أن سمع فكرته للمرة الأولى، لأنه يذكره بمسلسله ذائع الصيت "حق ميت".
"عزيز محارب"، شخصية من الحياة تشبه الكثيرين، حسبما يؤكد حسن الرداد في حواره لـ موقع "القاهرة الإخبارية"، مشيرًا إلى أن المسلسل يمثّل رحلة هروب طويلة ومليء بالأكشن والتشويق، وأنه يحمل لغزًا لن يُكتشف إلا في الحلقات الأخيرة، وغيرها من التفاصيل في هذا الحوار:
تمسكت بالمسلسل منذ العام الماضي رغم تأجيله.. لماذا هذا الإصرار الذي كلفك الابتعاد عن الموسم الرمضاني الماضي؟
مسلسل "محارب" من نوعية الأعمال التي تأسرني، وعندما سمعت من مؤلف العمل السيناريست محمد سيد بشير عن شخصية "عزيز محارب"، وفكرة العمل كاملة، نالت إعجابي للغاية، وقررت أن أقدمه ولم أتردد في ذلك، وهذا ذكّرني بمسلسل "حق ميت" عندما قرأت السيناريو فقررت أن أقدمه فورًا، وفي هذا المسلسل أعجبت بالعمل من أول مرة، وتم تطوير الفكرة وبلورتها في شكل مناسب، فهي مليئة بالتفاصيل المهمة، من خلال شخص يمر بالكثير من التحديات في حياته ويمتلك صفات كثيرة ونرى رحلة كفاحه في الحياة.
وما سبب تأجيل المسلسل بعد أن كان مقررًا عرضه العام الماضي؟
العمل صعب للغاية، فهو رحلة هروب طويلة ومليء بالتفاصيل الكثيرة والدقيقة وأماكن تصوير متعددة، والمخرجة شيرين عادل ظلت تحضر لهذا العمل منذ فترة طويلة، وتقرر تأجيله عندما اكتشفنا أن الوقت لن يسعفنا للدخول به في موسم رمضان الماضي، خصوصًا أن أماكن التصوير متعددة وتستغرق وقتًا طويلًا.
ولكل هذه الأسباب قررنا عدم الاستعجال الذي يُفسد المحتوى، وانتظرنا حتى يُعرض بشكل يليق بالجهد المبذول في المسلسل.
كيف تعاملت مع شخصية عزيز محارب الصعيدي الذي تجسده بالعمل؟
هذه ليست المرة الأولى التي أجسد فيها دور شخصية صعيدية، إذ سبق أن جسدت دور شاب صعيدي في فيلم "كف القمر" عام 2010، وفي هذا المسلسل دوري ليس صعيديًا، ولكن جذور البطل صعيدية، فهو يعيش في الصعيد ولهجته قاهرية، ولا يتحدث باللهجة الصعيدية كما شاهدنا، إذ تربى ونشأ في مناطق شعبية بالقاهرة، والشخصية نفسها تفاصيلها مختلفة عني من بيئته وتعليمه، وكل ما يتعلق بالثقافة الموجودة حوله والتي تؤثر على شخصيته، وطريقته في الكلام مختلفة وكنت أذاكرها وركزت فيها جيدًا، وهي من أصعب الشخصيات التي قدمتها.
هل فكرة العمل مأخوذة من أحداث حقيقية؟
أعتقد أن مؤلف العمل ربما يكون شاهد أشياء حقيقية في حياته واستعاد هذا العمل من مخزون ذاكرته البصرية، فشخوص العمل بالكامل كما يقولون بالتعبير الفني الدارج من "دم ولحم" ونشعر أننا شاهدناها من قبل وليست غريبة علينا، فنحن لا نقدم قصة حياة شخص بعينه، ولكن هناك تفاصيل كثيرة تكون موجودة في الواقع.
يشارك في بطولة المسلسل نجوم لهم ثقلهم الفني ومنهم ماجد المصري وأحمد زاهر.. كيف كان التعاون بين فريق العمل؟
وجود أعمدة رئيسية وفنانين كبار لديهم إمكانيات عالية يمنح قوة للعمل الدرامي، والنص الذي نُقدمه عمل مهم وواقعي، وفريق العمل مميز والتعاون معهم ممتع وكل واحد منهم يظهر بأداء عالٍ.
هل حدثت تغيير في السيناريو بعد إسناد دور المحامي للفنان أحمد زاهر بدلًا من الفنان ماجد المصري الذي يظهر ضيف شرف؟
ماجد المصري مازال موجودًا ضمن فريق العمل، وأحمد زاهر عنصر أساسي من فريق العمل وهو الذي يلعب دور المحامي من بداية الأمر وليس ماجد المصري، ولم نقم بأي تعديل في السيناريو، وأحمد زاهر نجم كبير وممثل موهوب وإضافة للمسلسل.
ما التحديات التي واجهتك في المسلسل؟
العمل صعب للغاية والدور ثقيل ويحتاج إلى ممثل ثقيل أيضًا، والمشاهد صعبة، وهو يحتاج إلى فنان على قدر عالٍ من الموهبة لكي يوصل الرسالة، وهنا لا أتحدث فقط عن دوري فحسب، ولكن كل أدوار المسلسل ولذلك سنرى مباريات تمثيل عالية الجودة.
لكن هل نعتبر مشاهد الحركة التي يمتلئ بها العمل زادت من صعوبة التصوير؟
هناك الكثير من مشاهد الأكشن في المسلسل وصعبة للغاية، وهو يماثل ما يحدث في أفلام عالمية، وتدربت عليها وأتقنتها، ولكن أنا أقصد صعوبة المشاهد التي تحتاج إلى إحساس لتوصيلها للمُشاهد، وهذه النوعية كثيرة جدًا، ولذلك الدور مليء بالتفاصيل المُشوقة، وأحاول أن ألبي أذواق الجمهور المختلفة فمن يحب الكوميدي والتشويق والرومانسي سيجد ضالته في المسلسل، خصوصًا مع وجود شخص لديه كفاءة عالية للاختيار بين نصوص كثيرة ويختار عمل يحترم عقل المشاهد وينتظره الجميع.
كيف يختلف مسلسل "محارب" عن نوعية الأعمال الشعبية في الفترة الأخيرة؟
المسلسل ليس شعبيًا بالمعنى الذي نرى فيه الشخص يستعرض عضلاته، أو صوته أو كما يقولون عنه بالمعنى الدارج "بلطجة" ولكن العمل شعبي من نوع آخر، لأنني أنحاز دائمًا للمواطن البسيط، فعندما نشاهد مسلسلات زمان مثل "أرابيسك" للفنان صلاح السعدني، وأعمال للفنانين نور الشريف ويحيى الفخراني، نرى أنها تقدم المواطن العادي البسيط الذي نراه في حياتنا ويعمل في مهن بسيطة، فهذا هو المواطن البسيط الذي لديه قصة ومعاناة، أنا أعترض على تقديم نوعية الأعمال التي تحمل "بلطجة" وتروج لذلك.
كيف استلهمت تفاصيل شخصية سائق الميكروباص التي تسجدها في المسلسل؟
أنا في الأساس من محافظة دمياط، وبالطبع كان هناك تعامل مباشر مع سائقي عربات الميكروباص؛ لأنني كنت أركب المواصلات العامة، وأنا أشعر بهم وقادر على التعبير عنهم وأحاول أن أجسد ذلك في أعمال كثيرة.
وبماذا تشوق جمهورك؟
العمل يحمل لغزًا محيرًا للجمهور، وأنا شخصيًا حتى هذه اللحظة لا أعرف المتسبب في هذا اللغز ومن يقف وراءه؟ فالموضوع ليست له علاقة بقتل والدته ولكن أمر آخر، حيث سيظهر ذلك في الحلقات الأخيرة.
وماذا عن التعاون مع المخرجة شيرين عادل؟
من المخرجات المتميزات وتدقق في التفاصيل وموهوبة وسبق أن تعاونت معها من قبل في بداية مشواري في مسلسل "مولد وصاحبه غايب"، والآن أكرر تعاوني معها للمرة الثانية.
ما الأعمال الدرامية التي ستتابعها في موسم رمضان؟
ليس لدي وقت لذلك، وأنا أشاهد مسلسلي، وأن أكون ناقدًا لنفسي وأقيم أدائي، وأرى أن الفنان الحقيقي هو من ينقد نفسه ويتعلم من أخطائه ويعدلها.
وماذا عن تقييم زوجتك الفنانة إيمي سمير غانم لك بعد مشاهدتها أعمالك؟
تكون ناقدة أيضًا لي، وأعمالي تنال إعجابها، وتبدي لي ملاحظاتها باستمرار، وأنا أحب أن أستمع لرأيها لأنها صريحة للغاية، ودائمًا رأيها ينال إعجابي، كما أنها تشاركنى في اختيار أعمالي وإذا كنت أحضر لفيلم وفي حيرة بين أكثر من فكرة تساعدني في اختيار الأفضل، وتناقشني في الأعمال، ورأيها مهم جدًا بالنسبة لي.
وبماذا تعد جمهورك في هذا العمل؟
أعد الجمهور أن يشاهد دراما محكمة وشخوصًا مكتوبة بشكل مميز ويشعر المشاهد أنها قريبة منه ومن الشارع المصري والحارة والطبقة ذات المستوى الاجتماعي المرتفع والعمل نفسه تشويقي، وأتمنى أن ينال إعجابي الجمهور، خصوصًا أنه مبذول فيه مجهود كبير جدًا.
هل ترسم خطة خطواتك المهنية؟
طبعًا أخطط لخطواتي المقبلة، وأفكر وأرسم وأدقق في كل خطوة لحياتي، ولا أسير بعشوائية، ولكن أحيانًا نصطدم بالواقع، وتأتي معوقات ليست في الخطة، ظروف محيطة مثل كورونا أو إقامة كأس العالم أو غيره، وأنا من الآن أرتب للفيلم الذي سأقدمه وأيضًا للفيلم الذي يليه، وأجهز مشاريعي من الآن.
وماذا عن الفيلم مع إيمي سمير غانم؟
لدي فيلم كوميدي مع إيمي سمير غانم بعد غياب، وسيكون عملًا مميزًا.