العمل يحمل رسالة قوية ونقدم "كوميديا الموقف" دون افتعال
تخليت عن الماكياج لأظهر عشوائية وساذجة وأنا "قلبي جامد"
الاستمرارية مقياس النجاح بالنسبة لي
ثمة عقد بين الممثلة المصرية ريهام حجاج وجمهورها ينص في بنوده على احترام العقل وتقديم رسالة قوية في كل عمل تقدمه، لذا وقع اختيارها على مسلسل "صدفة"، الذي يُعرض في موسم دراما رمضان 2024، ليكون مفاجأة لجمهورها، إذ تُقدم الكوميديا في قالب مختلف مُغلفًا برسالة قوية تهم كل أولياء الأمور وأبنائهم، لتواصل خطواتها المؤثرة والثابتة في الدراما المصرية.
الفيصل بالنسبة لريهام حجاج في اختيار أعمالها الفنية يتمثل في السيناريو الجيد، حسبما تقول في حوارها عن المسلسل لموقع "القاهرة الإخبارية"، إذ كشفت عن أنها كانت منذ سنوات تبحث عن عمل كوميدي شعبي وهو ما وجدته في مسلسل "صدفة"، وتطرقت إلى الشخصية التي تُجسدها ووصفتها بالعشوائية والساذجة، وأنها تخلت عن المكياج نهائيًا في هذا العمل، كما أشارت إلى مشاركة الشباب لها وفتح الفرصة للمواهب الجديدة، وأشادت بالدور الذي تلعبه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في تنوع الدراما المصرية.
تجسدين في العمل دور فتاة شعبية بالإضافة إلى أن المسلسل كوميدي، ألا تشعرين بأنها مغامرة لاختلافها عن أعمالك الماضية؟
لا شك أن الفيصل بالنسبة لي هو النص والسيناريو الجيد، وسبق لي قبل تصدري البطولة أن قدمت أعمالًا كوميدية أو شعبية، منها هبة رجل الغراب، سجن النسا، القرد بيتكلم، يوم ملوش لازمة، رغدة متوحشة، ويونس ولد فضة"، وأردت العودة لهذه النوعية في مسلسل جديد وبشكل مختلف، ودائمًا لا أفكر في نفسي فقط، لكن في النص والسيناريو الجيد، والحقيقة أنني كنت أريد تقديم الكوميديا قبل سنوات لكنني لم أوفق في ذلك، وأرى أن كل شيء يأتي في وقته المناسب، فالموضوع كان يشغلني منذ سنوات وتحقق بالفعل في رمضان 2024، ولأنني أؤمن بالسيناريو الجيد، فهذا العمل جذبني من البداية، والحمد لله وفقنا في اختيار تيمة مختلفة وسيناريو به دراما وقصة وكوميديا وتراجيديا، فهو مزيج وتوليفة مختلفة.
نشعر من حديثك بأن شخصية "صدفة" تختلف عما جسدتيه سابقًا؟
نعم، فهي ليست شخصية عادية، فعندما نضع أمام أعيننا "كادر" من مسلسل "جميلة"، الذي عرض العام الماضي وآخر من "صدفة"، نكتشف وجود فارق كبير بين الشخصيتين، إذ إن صدفة مختلفة في تعبيراتها وطريقة حديثها ولا تتحدث مثل الأشخاص العادية، فهي "كاركتر" في حد ذاتها، ومرسومة بشكل مختلف تمامًا عن نوعية الأعمال التي قدمتها من قبل، كما أن الدراما الشعبية التي سبق أن جسدتها سواء في مسلسل "سجن النسا"، "الكبريت الأحمر"، و"نصيبي وقسمتك"، مختلفة تمامًا شكلًا وموضوعًا، فهي مميزة في الأداء الصوتي ولغة الجسد، واختلافها واضح وملموس.
وكعادتي في الاستماع إلى النقد والرأي البناء، كنت أريد أن أكسر مثالية شخصية "جميلة" التي قدمتها العام الماضي، ولذلك سنرى "صدفة" عشوائية وتسبب مشكلات لغيرها، فهي مُدرسة تاريخ، وعلى طبيعتها وتتسبب في كوارث، بينما "جميلة" العام الماضي، تسير بخطة في حياتها وتعمل في منصب حساس وتتعامل مع القيادات وتطبق العدل والحق، وهناك تناقض بين الشخصيتين وهو ما سيلمسه المشاهد.
حديثنا عن اختيارك لمظهر شخصية "صدفة" الخارجي وظهورك بشكل مختلف؟
حرصت على اختيار شكل يعكس طبيعة الشخصية، فهي ساذجة وعشوائية لديها مشكلات كثيرة وتسبب مشكلات أيضًا لغيرها، لذا تخليت تمامًا عن المكياج ولم أضع أي مساحيق نهائيًا على وجهي، خصوصًا أن الشخصية تفرض على الفنان كيف يظهر بها، فالمكياج أحد أدوات الشخصية وعلينا أن نوظفه بشكل جيد، وهذا طبقته في دوري بمسلسل "سجن النساء" ظهرت دون مكياج نهائيًا، وتكرر الأمر نفسه في مسلسل "الكبريت الأحمر"، وفي مشاهد من مسلسل "نصيبي وقسمتك"، ولا أتذكر نهائيًا أنني وضعت مكياج دون ضرورة درامية في جميع أعمالي.
تدعمين عددًا كبيرًا من الوجوه الجديدة معكِ في العمل، حدثينا عن ذلك؟
أحرص على منح الفرصة لغيري، ليس فقط للشباب الصغار، لكن من خلال إعادة نجوم كانوا بعيدين عن الساحة، فالمسلسل قائم على شخصيات كثيرة ليس فقط من الشباب، ورأينا ذلك العام الماضي وما قبله، فأنا أريد إعطاء الفرص لمن يحتاجها وأفتح لهم الأبواب، حتى إن أول مسلسل أنتجته "حدوتة منسية" صعّدت فيه أشخاصًا ومخرجين، أنا "قلبي جامد" في هذه الأمور ولا أخاف من التجارب الشبابية، والجيل الجديد لا بد أن يأخذ فرصته ويكون هناك تنوع في الشخصيات والدراما وألا تكون كل الشخصيات فوق الـ30، وأنا منحازة جدًا للشباب وأدعمهم، وأرى أنه من الواجب عليّ أن أقدم نصًا جيداً، وتصعيد مواهب جديدة، ولذلك تكون عيني دائمًا في هذه الصناعة على المواهب الجديدة وهو ما يمثل جزءًا من العمل.
الكوميديا أصعب من الدراما، كيف ستحققين التوازن بين تقديم عمل يرسم البسمة على الوجوه ويحافظ على مشاهديه ويقدم رسالة؟
نعتمد على كوميديا الموقف وطريقة إخراجها، فالموضوع بدأ من السيناريست أيمن سلامة وصولًا إلى المخرج سامح عبدالعزيز، انتهى عندي، فلا مجال أن تكون الكوميديا مفتعلة، ولكن النص والإخراج يخلقان الحالة الكوميدية، ونتعامل بطبيعية ولا ننافس نجوم الكوميديا أو نهدف أن نصنع "قهقهات من الضحك"، لكن نحاول أن نقدم ابتسامة ودراما واقعية تناقش قضايا مهمة.
وسبق أن قدمت الكوميديا من قبل في مسلسل "بنات سوبر مان"، وكان معي فنانون كوميديون منهم بيومي فؤاد، انتصار، وكريم عفيفي، فكان لدينا ميزان للكوميديا مع ضبط الورق والسيناريو.
كونتِ ثلاثيًا ناجحًا مع المخرج سامح عبدالعزيز والسيناريست أيمن سلامة، فهل ذلك كان قرارًا أم ماذا؟
المسألة ليست قرارًا ولكن ارتياح في التعامل، واتفقنا على العمل سويًا رمضان هذا العام، وهذا نابع من التفاهم الكبير بيننا، والمخرج سامح عبدالعزيز لديه انحياز للممثل والدراما والطبيعة التي تظهر على الشاشة أكثر من أي شيء آخر، ولديه أكثر من ميزة بخلاف توجيه الممثل والاهتمام بطبيعة المشهد، فهو يستطيع تقديم الأعمال الأرستقراطية والشعبية، والدراما الجادة مثل مسلسل "جميلة"، والأعمال الكوميدية، فهو يمتلك مزيجًا من مواهب متعددة، وقادر على أن يبدع في أي عمل يقدمه.
ما الرسالة التي يحملها العمل؟
نقدم رسائل مهمة للغاية، ولها علاقة بالجيل الجديد والقديم أيضًا، مضمونها ضرورة أن ينتبه أولياء الأمور لأولادهم وألا يسمحوا لأنفسهم بالابتعاد عن أبنائهم، وأن عدم القرب لهم في سن معين مع قلة خبرة هؤلاء الأولاد من الممكن أن يورطهم في مشكلات خطيرة جدًا، وضرورة وجود لغة حوار بين الطرفين، وأنه عندما يقع الابن أو الابنة في مشكلة فالعنف معهم لن يفيد، لأن جميعنا أخطأ وتعلمنا من أخطائنا، وأن ندع فرصة للأولاد ونعطيهم خبرتنا بهدوء وسلاسة، وأن ندعمهم ونقف بجانبهم حتى يتقبلوا النصيحة.
كيف ترين الدور الذي تلعب الشركة المتحدة في تقديم توليفة متنوعة من الأعمال؟
بالطبع دورها مهم بالتأكيد قولًا واحدًا، وهي مؤسسة كبيرة وجادة وتعرف جيدًا ما تريده، وقادرة على التنافس في سوق قوية في ظل وجود منصات وإنترنت وعالم مفتوح، وقدمت نفسها بقوة، وتصنع أعمالًا مختلفة ومتنوعة وعلى قدر كبير وعالٍ من المهنية والاحترافية والفن، وبالطبع جميعنا نلمس ذلك جيدًا ونراه فهي حقيقة لا يمكن إنكارها.
بماذا تعدين جمهورك، وما المفاجآت التي سيحملها العمل؟
أنا من الممثلين الذين لا يجيدون الدعاية والترويج لأنفسهم، لكن استقبل ردود فعل إيجابية حتى وإن لم أروج لذلك والجمهور هو من يتحدث، لكن أعد الجمهور أنه سيرى عملًا مختلفًا ومبذول فيه جهدًا كبيرًا.
وعلينا أن نتفق أن الراحل مفيد فوزي كان إعلاميًا عظيمًا ومحاورًا بارعًا وكان لديه تحفظات على المطرب عمرو دياب، وهذا يعلمنا أن كل الآراء التي تخرج من الكبار والشخصيات ذات الخبرة تُحترم، لكن الاستمرارية والتاريخ هي التي تصنع الشخص، وبالعودة للوراء نجد أن عبدالحليم حافظ هاجمه الجمهور وقذفه بالطماطم على المسرح في بداية الأمر، وكذلك هوجم عمرو دياب والزعيم عادل إمام والكثير من النجوم، لكنهم لم يلتفتوا لهذا الهجوم واستمروا في طريقهم واستكملوا نجاحهم، واليوم نحن نتحدث عن أساطير فالتاريخ والاستمرارية همامن يحددان نجاح الشخص من عدمه.
هل تري أن انشغالك بعملك ونجاحك هو أكبر وأنسب رد على أي شخص يحاول تعطيلك؟
طبعًا، أنا شخصيًا لا أهتم بما يقال من كلام، واستمر في عملي ولا أتوقف، ومقياس النجاح بالنسبة لي هو الاستمرارية، وأرى أن أي شخص سواء كان ممثلًا أو رياضيًا أو من المشاهير لم ينل إعجابك، فالأفضل ألا تتحدث عنه لأنه في علم الدعاية تسمى دعاية سلبية وتُشهر هذا الشخص، وأنا أرى أن الفرد عليه أن يتعلم من أخطائه وليس شرطًا أن كل شيء نقدمه يكون على ما يرام، فأنا شخصيًا تعلمت من أعمال من قبل وما تعلمته أفادني في أعمال بعد ذلك، فالشخص عليه أن يتعلم من أخطائه ويطور من أدواته، فالفيصل هو الاستمرارية، وبخلاف ذلك لن نحجر على رأي أحد.