في خضم الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة التي دخلت عامها الثالث، تكشف تقارير صحفية عن توترات متصاعدة بين الحليفين الأمريكي والأوكراني.
فبعد مساعدات عسكرية ومالية أمريكية ضخمة لدعم كييف، يبدو أن صبر البنتاجون نفد إزاء ما يعتبره تكتيكات قتالية أوكرانية مختلفة عن نصائحه، وفي المقابل تشعر أوكرانيا بإحباط متزايد من بطء واشنطن في تزويدها بالأسلحة المتطورة التي تحتاجها لصد الهجوم الروسي.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه بعد مرور عامين على الصراع الروسي الأوكراني، أصبح البنتاجون "محبطًا" تجاه كييف، بسبب تردده في الاستجابة لنصائح الجيش الأمريكي في ساحة المعركة.
وكانت واشنطن الداعم الرئيسي لكييف منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، إذ قدمت أكثر من 111 مليار دولار من المساعدات العسكرية والمالية، إلا إنه في الآونة الأخيرة أصبحت العلاقات "تظهر عليها علامات البلى" و"قد تكون عالقة في نوع من الشبق"، حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية.
رفض النصائح الأمريكية
ووفقًا لنيويورك تايمز، فإن "سخط" البنتاجون تجاه الأوكرانيين يعود إلى "قضية واحدة متكررة"، وهي أن الاستراتيجيين العسكريين الأمريكيين يعتقدون أن أوكرانيا بحاجة إلى تركيز قواتها على "معركة كبيرة واحدة في كل مرة"، ولكن، خلافًا للنصيحة، ينفق الرئيس فولوديمير زيلينسكي قواته "في معارك من أجل بلدات يقول المسؤولون الأمريكيون إنها تفتقر إلى القيمة الاستراتيجية".
وجاء في التقرير أن المثال الأحدث كان معركة أفدييفكا، المعقل الأوكراني الرئيسي في دونيتسك، والتي فرضت القوات الروسية سيطرتها عليها في فبراير الماضي.
وقال مسؤولون أمريكيون للصحيفة: "حتى بعد أن أصبح من الواضح أن القوات الروسية -بتعزيزات أكبر- ستنتصر، صمدت أوكرانيا بدلًا من إجراء انسحاب استراتيجي".
وزعمت مصادر نيويورك تايمز أنه بسبب الأحداث في أفدييفكا، "كانت مستويات الإحباط الأمريكي مرتفعة تجاه الأوكرانيين، وخاصة زيلينسكي والقيادة السياسية"، وفي الوقت نفسه، قالت إدارة بايدن إن زيلينسكي، "بصفته القائد الأعلى، هو الذي يتخذ القرار".
شكوى أوكرانيا
وقال التقرير إن أوكرانيا -من جهتها- "تشعر بإحباط متزايد لأن الشلل السياسي الأمريكي أدى إلى نقص الذخيرة للقوات على الجبهة"، إذ إنه لعدة أشهر، لم تتمكن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من التغلب على مقاومة المشرعين الجمهوريين والمضي قدمًا في حزمة مساعدات بقيمة 60 مليار دولار لكييف".
وأضافت الصحيفة أن الأوكرانيين "اشتكوا في كثير من الأحيان من أن إدارة بايدن كانت بطيئة في الموافقة على أنظمة الأسلحة المتقدمة التي يمكن أن تتجاوز الخطوط الحمراء الروسية المتصورة، من الطائرات المقاتلة إلى الصواريخ طويلة المدى".
ومع ذلك، أكدت نيويورك تايمز أنه على الرغم من الاختلافات، فإن "الالتزام لا يزال قويًا" بين واشنطن وكييف لأن "كل جانب يحتاج إلى الآخر".
وحذرت روسيا -مرارًا وتكرارًا- من أن تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفائهم لن يمنع موسكو من تحقيق أهداف عمليتها العسكرية، ولكنه لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد القتال وزيادة خطر المواجهة المباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.