حذّر نواب أمريكيون، من أن إقدام وزارة الدفاع "البنتاجون" على تغطية نقص المعدات العسكرية الأوكرانية من مخزونها الخاص، على خلفية توقف المساعدات الأمريكية، يُمكن أن يعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر، وعدم تمكن الجيش من الاستجابة الفورية للأخطار المحيطة، خاصة مع الصراع الدائر بين الجمهوريين والديمقراطيين بمجلسي الكونجرس، حول العديد من الملفات، التي يتم تسييس بعضها وربطها بقضايا معينة.
وتعرض الجيش الأوكراني لخسائر كبيرة خلال الأشهر الماضية، على خلفية نقص الذخيرة والإمدادات، حيث كانت آخر قطعة سلاح أمريكية قد وصلت لأوكرانيا منذ شهرين، بعد فشل الكونجرس في تمرير حزمة مساعدات جديدة، مما أجبر القوات على تقنين الذخيرة، والتي تكلف في نهاية المطاف حياة الجنود الأوكرانيين، وتمكنت روسيا في المقابل من السيطرة على المزيد من الأراضي.
استنزاف المخزونات
وبسبب عدم تمكن الكونجرس من إصدار الحزمة التي يمكن أن تسهم في تعزيز الجيش الأوكراني بـ 60 مليار دولار، ناقش مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية، بحسب شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، الخيارات التي تشمل احتمال الاستفادة من المخزونات الحالية، حتى قبل موافقة الكونجرس على التمويل لتجديدها مرة أخرى، وفقًا للسيناتور جاك ريد، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ.
إلا أن تلك الخطوة رآها بعض المسؤولين بأنها تشكل خطورة كبيرة على الأمن القومي الأمريكي ومخزونات الجيش، معتبرين أن أي قرار تتخذه البنتاجون بإرسال أسلحة إلى أوكرانيا قبل موافقة الكونجرس على التمويل سيكون محفوفًا بالمخاطر، مشددين على عدم وجود أموال لتجديد المعدات والأسلحة المرسلة، فإن الجيش سوف يستنزف مخزوناته ويحتمل أن يخاطر بالإضرار بالاستعداد للحرب.
تباطؤ الكونجرس
كما أنه وبحسب النواب، فإن تحرك البنتاجون لمساعدة الجيش الأوكراني بالمعدات، يمكن أن يجعل الكونجرس يتباطأ في مناقشة مشروع قانون التمويل، لافتين إلى أنه من المنطقي في تلك الحالة أن يوافق الكونجرس الأمريكي على الحزمة التكميلية لأوكرانيا في المقام الأول، وحينها يمكن لوزارة الدفاع إرسال المعدات على الفور لوجود مبالغ مخصصة لتغطية تلك المخزونات، أما عكس ذلك من وجهة نظرهم، فيعتبر مخاطرة لعدم الثقة في وجود تغطية للأسلحة إذا أرسلت لكييف.
ضغوط كبيرة
ودائمًا ما حذر زعماء الكونجرس الأمريكي من أن نقص الذخيرة والإمدادات، يؤدي إلى خسارة الأرض لصالح موسكو، إلا أن مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون رفض إعادة إمداد أوكرانيا بالمساعدات العسكرية، مؤكدين أن المسؤولية الأولى لهم هي تمويل الحكومة، والأهم منها بالنسبة لهم على مدار السنوات الماضية، هي قضية تأمين الحدود مع المكسيك، بحسب الشبكة الأمريكية.
ويتعرض الجمهوريون خاصة مايك جونسون، رئيس مجلس النواب الأمريكي، لضغوط كبيرة من الداخل والخارج، حيث وقع زعماء 23 برلمانًا أوروبيًا على رسالة مفتوحة يحثونه على الموافقة على المساعدات، كما أبدى كبار الجمهوريين داخل حزبه، بحسب الشبكة قلقًا بالغًا بسبب التقاعس عن مساعدة أوكرانيا، وفي المقابل هدده أعضاء آخرون من اليمين المتطرف بمحاولة إزاحته من القيادة، التي لم يمكث فيها سوى أربعة أشهر، إذا قدم المساعدات لكييف.