اتهم ميجيل بيرجر، السفير الألماني لدى المملكة المتحدة، بن والاس، وزير الدفاع البريطاني السابق، بـ"الوقوع في الفخ الروسي"، من خلال انتقاد تسجيل صوتي تم تسريبه مؤخرًا لكبار الضباط الألمان يناقشون هجومًا محتملًا على جسر القرم، حسبما ذكرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية.
ويعد المقطع الصوتي المسرب، الذي نشرته مارجريتا سيمونيان، رئيسة تحرير شبكة "روسيا اليوم"، يوم الجمعة الماضي، هو محادثة بين أربعة ضباط في القوات الجوية الألمانية، بما في ذلك قائدهم اللفتنانت جنرال إنجو جيرهارتز.
وناقش الضباط التفاصيل التشغيلية والاستهدافية لصواريخ توروس، التي قد يتم إرسالها إلى أوكرانيا مُستقبلًا، بما في ذلك استخدامها المحتمل في استهداف جسر القرم.
وتحدثوا أيضًا عن طرق الحفاظ على إمكان الإنكار المعقول لتورط ألمانيا في مثل هذا الهجوم، لتجنب إثارة صراع أوسع نطاقًا.
ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، أصبح الجسر هدفًا محتملًا للهجمات، إذ يمكن أن يؤدي تدميره إلى عرقلة الإمدادات العسكرية الروسية وإضعاف سيطرة موسكو على المنطقة، وأثار انفجار الجسر، 8 أكتوبر 2022، تساؤلات حول مسؤولية أوكرانيا أو حلفائها عن الهجوم، على الرغم من عدم وجود مطالبات رسمية بالمسؤولية في ذلك الوقت.
ووفقًا لتقرير "بوليتيكو"، استهدف والاس، الذي شغل منصب وزير الدفاع البريطاني حتى العام الماضي، ألمانيا بسبب التسريب، مدعيًا أن البلاد "تم اختراقها إلى حد كبير من قبل المخابرات الروسية، لذا فإن ذلك يوضح أنها ليست آمنة ولا يمكن الاعتماد عليها".
ورد السفير بيرجر واصفًا تعليقات والاس بأنها "غير مفيدة على الإطلاق".
وقال "بيرجر" في أثناء حديثه لراديو "بي بي سي 4": "هذا ما تريده روسيا من خلال نشر هذه المحادثة المسربة، في النهاية، كان الحديث احترافيًا للغاية حول استخدام الصواريخ بعيدة المدى، لكن علينا الحذر من الوقوع في الفخ الروسي المتمثل في خلق الفرقة، وللأسف وقع البعض في هذا الفخ".
وبحسب ما أشار بيرجر لـ"بي بي سي" فإنه "ليس هناك حاجة" لاعتذار الحكومة الألمانية وأن النتائج الأولية للتحقيق في سبب التسريب تظهر أنه نتج عن "خطأ فردي" من قبل أحد الضباط.
وأكدت وزارة الدفاع الألمانية صحة التسجيل الذي بلغت مدته 38 دقيقة، بعد أن أثار فضيحة في برلين، إذ وصفه المستشار الألماني أولاف شولتس، بأنه "مسألة خطيرة للغاية"، وقال إنه يتم التحقيق فيها "بشكل مُكثف"، في حين طالب المشرعون الألمان بتعزيز جهود مكافحة التجسس، واقترحوا أن الحكومة الروسية لديها على الأرجح المزيد من هذه التسجيلات.
وفي الوقت نفسه، قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف، الأحد الماضي، إن المحادثة المسربة تثبت أن ألمانيا تستعد للحرب مع موسكو، مضيفًا أن الجيش قد يثير صراعًا ضد رغبات القيادة المدنية في البلاد.
وعلقت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، على التسريب الصوتي عبر صفحتها الخاصة على منصة "تليجرام": "الصحافة الألمانية لديها سبب لإثبات استقلالها وطرح الأسئلة على أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، بعد ظهور تسجيل صوتي يناقش فيه ضباط ألمان الهجمات على جسر القرم ومشاركة البلاد في الصراع الأوكراني".