وسط أزمة كبيرة حول سياسة عبور المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومنافسه المحتمل الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الأوفر حظًا في الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، ولاية تكساس معقل أزمة الحدود، لكن لكل منهما طريقه لاستغلال ورقة المهاجرين في السباق الرئاسي.
وتنطلق الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، التي تُجرى كل أربع سنوات، الثلاثاء 5 نوفمبر المقبل، وتأتي الانتخابات العامة في أمريكا بعد المؤتمرات الحزبية والانتخابات الأولية التي تجريها الأحزاب الرئيسية لتحديد مرشحيها، على أن يتم إعلان الفائز يناير 2025، وحتى الآن تمكن بايدن وترامب من عبور كل الانتخابات التمهيدية بنجاح ساحق في بعض الولايات.
أهداف بايدن
ومن المنتظر أن يحط الرئيس الأمريكي جو بايدن بطائرته في منطقة براونزفيل، حيث سيجتمع بحسب شبكة أي بي سي نيوز الأمريكية، مع عملاء حرس الحدود ومسؤولي إنفاذ القانون وموظفي الخطوط الأمامية والقادة المحليين، وسيدعو الكونجرس إلى تمرير اتفاق الحدود المنهار بين الحزبين، الذي يدعو لتنفيذ سياسات متشددة تهدف إلى إبعاد المهاجرين، الذين دخلوا بطرق غير شرعية.
وعمل بايدن وفريقه الديمقراطي خلال فترة رئاسته على زيادة قبول اللاجئين ودعم مسار الحصول على الجنسية لعمال المزارع دون تصريح للتواجد في البلاد، إلا أنه خلال الفترة الأخيرة نفذ البيت الأبيض إجراءات جديدة لإبعاد المهاجرين الذين لم يطلبوا اللجوء في بلد سافروا عبره في طريقهم إلى أمريكا، وركزت إدارته على معالجة الأسباب الجذرية لارتفاع معدلات الهجرة، وتوفير المساعدة الإنسانية للمكسيك ودول أمريكا الوسطى.
سياسات ترامب
في المقابل، وعلى بعد 300 ميل من بايدن، يزور ترامب مدينة إيجل باس بولاية تكساس، وبحسب الجارديان البريطانية، سيجتمع الرئيس السابق مع عملاء حرس الحدود الأمريكيين، ومسؤولي إنفاذ القانون على مستوى الولايات والمحليات، الذين يعملون على الخطوط الأمامية لأزمة بايدن، وسيحدد خطته لوضع أمريكا في المقام الأول وتأمين الحدود فور توليه منصبه إذا فاز في الانتخابات القادمة.
ويخطط ترامب لإعادة وتوسيع سياسات الهجرة التي اتبعها في فترته الرئاسية الأولى، بما في ذلك إنهاء الجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك وإحياء "البقاء في المكسيك" وقيود اللجوء، كما وعد "بتنفيذ أكبر عملية ترحيل محلي في التاريخ الأمريكي، بجانب وعده بالتوقيع على أمر تنفيذي لإنهاء حق المواطنة بالولادة لـ"الأجانب غير الشرعيين" في اليوم الأول من ولايته الجديدة.
أماكن مختلفة
ويزور كل من بايدن وترامب منطقتين مختلفتين، وبحسب الأسوشيتد برس، يزور بايدن منطقة براونزفيل، التي انخفضت فيها عمليات العبور غير القانونية بشكل حاد، إذ وصلت عمليات الاعتقال على الحدود في وادي "ريو جراندي" إلى أدنى مستوياتها بـ7340، يناير الماضي، مقارنة بانخفاض 90% من أكثر من 81000، يوليو 2021.
أما منطقة إيجل باس التي يزورها ترامب، التي تعتبر نقطة ساخنة جدًا في أزمة المهاجرين ومركز المواجهة بين البيت الأبيض وحكام الحزب الجمهوري حول السيطرة على الحدود، فسلكت الاتجاه المعاكس، وهو ما تجسد في وصول نحو 16 ألف مهاجر معظمهم من هايتي، وفي نهاية العام الماضي، اعتلقت السلطات هناك ما يقرب من 71 ألف مهاجر غير شرعي.