وضعت المفاوضات الساخنة بين أكبر حزبين حاكمين في الولايات المتحدة الأمريكية، أجندة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخارجية في "حجر الزاوية"، بعد أن تم ربط تمرير المساعدات التي طلبها الديمقراطيون لدعم الجيش الأوكراني، بصفقة الحدود التي يريد الجمهوريون تمريرها منذ فترة.
وكان الجمهوريون في الكونجرس رفضوا الموافقة على صرف على أموال إضافية لأوكرانيا وإسرائيل بـ106 مليارات دولار، دون إحداث الديمقراطيين لتغييرات كبيرة في صفقة أمن الحدود، وهو ما أبرزت معه مجلة "politico" الأمريكية، وجود محاولات من فريق تفاوضي بين الطرفين يسعى بعيدًا عن الكونجرس والشيوخ لإحداث خلخلة في الجمود الحاصل بين الطرفين.
طريق مسدود
ومن المنتظر أن تعود الجلسات مرة أخرى للانعقاد، 8 يناير المقبل، عقب إجازة الميلاد، وهو ما وصفته المجلة الأمريكية بأن التدهور في المناقشات كان بلغ ذروته بين الجانبين، ووصلت المحادثات إلى طريق مسدود، وفقًا لما قاله السيناتور كريس ميرفي، كبير المفاوضين الديمقراطيين من ولاية كونيتيكت، الذي أكد أن الوقت الحالي لا يوجد فيه أي مسار للمضي قدمًا نحو اتفاق حدودي.
وقال الديمقراطي من ولاية كونيتيكت، إنه مقابل التوقيع على طلب بايدن للحصول على مساعدة لأوكرانيا، يصر الجمهوريون على سياسات من شأنها "إغلاق الحدود بشكل أساسي" وإلغاء اللجوء للأشخاص الجديرة بالتقدير، وقال إن هاتين الفكرتين غير مقبولتين بالنسبة للديمقراطيين.
منتصف الطريق
وأكد "مورفي" لـ"politico" أنه في الوقت الذي نقدم فيه تنازلات كبيرة جدًا، إلا أن الجمهوريين ليسوا على استعداد للقائنا في أي مكان قريب من المنتصف، مضيفًا أن المحادثات توقفت الجمعة الماضي، لكنهم منفتحون على إعادة المشاركة، لافتًا إلى أن فرص نجاح سياسات المساعدات والهجرة في أوكرانيا لم تكن مرتفعة على الإطلاق منذ أن تم ربطهما معًا.
وما يزيد من التعقيدات كما أكدت "politico" هو أن المفاوضات شملت بشكل أساسي أعضاء مجلس الشيوخ والبيت الأبيض، إذ لا يوجد ما يشير إلى تقديم الحزب الجمهوري في مجلس النواب أي ضمانات بشأن تمرير صفقة الحدود، ولا تزال أيضًا مجموعة كبيرة من الجمهوريين في مجلس النواب تعارض تقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا.
إحياء المفاوضات
ومع ذلك الانسداد في الأفق السياسي بين الطرفين حول القضيتين، إلا أن "politico" كشفت عن وجود مفاوضين من الطرفين بمجلس الشيوخ يسعون جاهدين لإحياء محادثات الحدود بين الحزبين في محاولة لمنع التدهور، ودحض المزاعم بأن الجمهوريين يصرون على سياسات الاحتجاز القاسية للمهاجرين عبر الحدود.
مجموعة المفاوضين - كما يقول كبير المفاوضين - تهدف إلى التوصل إلى اتفاق بين زملائهم في مجلس الشيوخ عندما يعود الأعضاء في 8 يناير، لكن من وجهة نظره فإن طبيعة هذا الاتفاق ستكون مُعقدة للغاية لدرجة أن الأصوات التي يحتاجها الطرفان لتمرير الصفقات لم يتم جمعها بعد، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي للتمويل الحكومي في العام الجديد.
الحدود مقابل المساعدات
بدوره؛ كان السيناتور جيمس لانكفورد - الجمهوري البارز عن ولاية أوكلاهوما- أكثر تفاؤلًا بشأن حالة المحادثات، طبقًا لتصريحاته لمجلة politico الأمريكية، إذ أكد أن الحزب الجمهوري يصر ببساطة على اتخاذ إجراءات لمعالجة العدد المرتفع المستمر من المهاجرين الذين يعبرون إلى البلاد، وقال: "نحن لا نطالب بنوع من الإغلاق الكامل للحدود، نحن نطالب بعملية منظمة.. والآن هناك فوضى عارمة.
وأكد "لانكفورد" مُجددًا أنه إذا أجرى تصويتًا على طلب المساعدة الخارجية دون إرفاق اتفاق حدودي فإنه سيدعم التعطيل لمنعه، لافتًا إلى أنه هذا هو السيناريو الأكثر ترجيحًا حاليًا دون التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع، إذ يشير العديد من الجمهوريين الآخرين إلى أن حزبهم لديه 41 صوتًا المطلوبة لرفض طلب بايدن.
تنازلات كبيرة
وأكدت المجلة أنه من الواضح أنه حتى لو تمكن أعضاء مجلس الشيوخ من التوصل إلى اتفاق يتضمن تنازلات حدودية كبيرة، فسيظل الاتفاق يواجه صعودًا حادًا في مجلس النواب، الذين يعارض الكثير منهم المساعدات الجديدة لأوكرانيا، وهذا يعني أنه سيتعين على الديمقراطيين تقديم أرضية كبيرة لتمرير مشروع القانون، إذا تم إجراء تصويت على الإطلاق.