شرع النواب الجمهوريون في الكونجرس الأمريكي من مؤيدي المساعدات المقدمة لأوكرانيا، في البحث عن خطة بديلة، بعد أن أدركوا حقيقة أن تشريع مجلس الشيوخ لتعزيز أمن الحدود والتعامل مع مجموعة من الأزمات الخارجية، قد "مات في مجلس النواب"، وفق تعبير ألكسندر بولتون، مراسل صحيفة The Hill.
وقد دفعت المعارضة المحافظة الشديدة لمشروع القانون، بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، إلى التكهن بشأن نقل المساعدات العسكرية لأوكرانيا، دون أمل في أي إصلاحات حدودية.
لا أمل
ينقل تقرير بولتون عن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر -ديمقراطي من نيويورك- والزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل -جمهوري من ولاية كنتاكي- أنهما ملتزمان بتقديم الحزمة التي تربط الأموال المخصصة لأوكرانيا، بإصلاحات أمن الحدود إلى قاعة مجلس الشيوخ.
لكن أعضاء مجلس الشيوخ يرون أن كلاهما يدرك أنه "ليس هناك أمل يذكر في وصول هذه الحزمة إلى مكتب الرئيس بايدن".
لذا، يعتقد الجمهوريون في مجلس الشيوخ أن هذا هو السبب وراء طرح ماكونيل فكرة فصل الأموال الأوكرانية وأمن الحدود، خلال اجتماع الأربعاء الماضي، من خلال إخبار زملائه أنه سيكون من الصعب للغاية تمرير حزمة أمن الحدود في منتصف الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري.
ينقل تقرير The Hill عن أحد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين -الذي طلب عدم الكشف عن هويته للحديث عن ديناميكيات الحزب الداخلية- قوله إن ماكونيل يعرف أن رئيس مجلس النواب مايك جونسون -جمهوري من لوس أنجلوس- لن يطرح مشروع القانون على مجلس النواب.
وقال السيناتور إن الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يعارض مشروع قانون الحدود الذي قدمه مجلس الشيوخ "لديه تأثير كبير على مجلس النواب، وخاصة على جونسون".
وأضاف: "إذا وافق على مشروع قانون مجلس الشيوخ، فأعتقد أنه هالك".
هكذا، يبدو لنواب الجمهوريين أن ماكونيل "يبحث عن مخرج" لفصل تمويل أوكرانيا عن تشريعات أمن الحدود.
وبينما يجب على الكونجرس تمرير حزمتي تمويل بحلول الأول من مارس، والثامن من مارس، لتجنب الإغلاق الجزئي للحكومة، يحاول ماكونيل وضع الأساس لنقل تمويل أوكرانيا للنواب دون حزمة إصلاح الحدود.
كما تكهن نائب جمهوري آخر بأنه قد يحاول إدراج المساعدات العسكرية لأوكرانيا في حزمة إنفاق منتظمة لتمويل الحكومة خلال بقية العام الجاري.
بدا هذا أمس الخميس في حديث السيناتور الجمهوري جون ثون -النائب الأول لماكونيل- الذي قال للصحفيين إن القادة ما زالوا يأملون في تمرير تمويل أوكرانيا وإصلاحات أمن الحدود في نفس الحزمة، لكنهم أقروا بأن مشروع القانون يواجه "لحظة حرجة" وقد يضطر القادة إلى التحول إلى "الخطة ب".
وعندما سئل ثون عن الخطة البديلة، قال مازحا: "نتمسك بهذه الفكرة".
تأثير ترامب
يلفت التقرير إلى أن انتصارات ترامب السهلة في المؤتمرات الحزبية للجمهوريين في ولاية أيوا، والانتخابات التمهيدية في نيو هامبشير، كان لها تأثير كبير على سياسات الكابيتول المحيطة بمحادثات الحدود.
فقد أرسل بريت هورتون، كبير موظفي زعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيف سكاليز -الجمهوري عن لوس أنجلوس- رسالة صريحة إلى مكاتب الجمهوريين في مجلس الشيوخ.
ففي اجتماع غداء، أمس الخميس، قال إن اتفاق مجلس الشيوخ لتمويل أوكرانيا وتأمين الحدود "لن ينجح حتى في الحصول على تصويت في مجلس النواب".
وحسب تعبيره، شدد للحضور: "لن نصوّت، هذا أمر ميت".
ويستعد قادة الحزب الجمهوري في مجلس النواب لمعارضة مشروع قانون في مجلس الشيوخ يتضمن 50 ألف بطاقة خضراء جديدة، وتصاريح عمل معجلة، وتعزيز سلطة الترحيل التي لن يتم تطبيقها إلا بعد أكثر من 4000 أو 5000 مهاجر يعبرون الحدود في يوم واحد.
وقال الجمهوريون في مجلس الشيوخ لمراسل الصحيفة الأمريكية، إن قيادة الحزب أكدت هذه التفاصيل في جلسات إحاطة مع موظفيها.
وأكد أن المحافظون في مجلس الشيوخ الذين يعارضون صفقة أمن الحدود في، يمارسون بالفعل ضغوطًا على ماكونيل حتى لا يسمح له بالتحدث، بحجة أن إرسالها إلى المجلس.
ويتوقع بعض الجمهوريين أن يواجه جونسون على الفور اقتراحًا بالإخلاء -محاولة إقالة رئيس مجلس النواب- إذا حاول تمرير مشروع قانون يقسم الحزب الجمهوري بشدة.