الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بسبب "توروس".. شولتس يكشف التواجد البريطاني في أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
منظومة دفاع جوي في أوكرانيا – أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

تعرض المستشار الألماني أولاف شولتس، لعدد من الانتقادات، بسبب "إساءة استخدام المعلومات الاستخبارية" التي يمكن أن "تساعد الروس وتعرض جنود المملكة المتحدة في أوكرانيا للخطر"، بحسب الإعلام البريطاني.

واتُهمت ألمانيا بارتكاب إساءة استخدام الاستخبارات، بعد أن كشفت أن البريطانيين يدعمون القوات الأوكرانية التي تطلق صواريخ "ستورم شادو" بعيدة المدى.

وكان شولتس، الاثنين الماضي، قال إنه لن يقوم بتسليم صواريخ كروز من طراز "توروس"، المعادل لصواريخ "ستورم شادو" بعيدة المدى في برلين، لأن ذلك سيتطلب مساعدة من الجنود على الأرض، في إشارة إلى الأنظمة البريطانية والفرنسية.

وقال شولتس إن اتباع المملكة المتحدة هذا النهج "سيجعل ألمانيا مشاركة في الحرب".

واعتبرت هذه التعليقات بمثابة تعريض أفراد الجيش والدبلوماسيين البريطانيين المتواجدين في أوكرانيا للخطر، بحسب صحيفة "التليجراف" البريطانية.

ونقلت الصحيفة عن توبياس إلوود، الرئيس السابق للجنة الدفاع بمجلس العموم: "هذا إساءة استخدام صارخة للاستخبارات، تهدف -عمدا- إلى صرف الانتباه عن إحجام ألمانيا عن تسليح أوكرانيا بنظامها الصاروخي بعيد المدى. ولا شك أن روسيا ستستخدم هذا".

وفي الوقت الذي يتعرض فيه شولتس لضغوط متزايدة من أجل تسليم صواريخ بعيد المدى لتعطيل خطوط الإمداد الروسية، ومنع موسكو من الاستيلاء على المزيد من الأراضي، يواجه الزعيم الألماني انتقادات من قبل نواب المعارضة الألمانية.

وكان المستشار الألماني قد أوضح أن الجنود الألمان لا يستطيعون اتباع أقرانهم البريطانيين والفرنسيين في "طريقة السيطرة على الأهداف".

وبينما يتم إنتاج صواريخ "ستورم شادو" بالاشتراك مع المملكة المتحدة وفرنسا، أوضح شولتس أنه "لا يمكن ربط الجنود الألمان في أي وقت وفي أي مكان بالأهداف التي يصل إليها هذا النظام، ولا حتى في ألمانيا".

التواجد البريطاني

من المعروف أن بريطانيا تقدم معلومات استخباراتية عن أهداف روسية، لكن لم يتضح مستوى الدعم المقدم للقوات الأوكرانية.

ويوم الثلاثاء، أعلنت الحكومة البريطانية أن لديها "عددًا صغيرًا" من الجنود المنتشرين داخل أوكرانيا، موضحة فقط أن بعضهم "شارك في التدريب الطبي".

وقال متحدث باسم أوكرانيا للصحيفة البريطانية إن استخدام أوكرانيا لصواريخ "ستورم شادو" وعمليات الاستهداف الخاصة بها "من اختصاص القوات المسلحة الأوكرانية".

وأضاف: "تقدم المملكة المتحدة، إلى جانب حلفاء آخرين، مجموعة من المعدات لأوكرانيا لمساعدتها في مواجهة العدوان الروسي غير القانوني وغير المبرر".

وقالت مصادر دفاعية بريطانية لصحيفة "التليجراف" إن تكهنات شولتس بشأن الدور الذي تلعبه القوات البريطانية في أوكرانيا "زادت من القلق على سلامة الدبلوماسيين وغيرهم من الأفراد المتمركزين في البلاد".

وأضافت المصادر أن ذلك "زاد أيضا من التهديد بعمليات استخباراتية روسية محتملة على الأراضي البريطانية".

ونقلت الصحيفة كذلك عن جوستين كرامب، الرئيس التنفيذي لشركة "سيبيلين"، وهي شركة استشارات استخباراتية أن حديث شولتس "بمثابة هدية للدعاية الروسية"، ويشكل بالفعل جزءًا أساسيًا من جهود روسيا لتقويض تماسك الناتو، ودعم كييف خلال هذه الفترة الحرجة، قبل الانتخابات الأمريكية والبريطانية.

وأوضح: "سيدفع ذلك روسيا إلى مضاعفة جهودها لاستهداف القوات الأجنبية الموجودة في أوكرانيا، وتقديم ادعاءات مبالغ فيها بالخسائر".

منظومة "توروس"

هي صواريخ قادرة على توجيه ضربات أعمق، وتحتوي على تقنيات أكثر تطورا لاختراق المخابئ من صواريخ كروز البريطانية "ستورم شادو"، وصواريخ "سكالب" الفرنسية، التي تم تسليمها لكييف العام الماضي.

ويمكن للصاروخ الألماني، الذي يبلغ مداه 310 أميال، أن يضرب بسهولة أهدافًا حساسة، مثل العاصمة موسكو، أو جسر "كيرتش" الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.

ويخشى شولتس من إمكانية استخدام أي من صواريخ "توروس" في هجوم ضد هدف حساس سياسيًا، سواء في أوكرانيا أو روسيا. فيما لا يثق بشكل أساسي في أن الأوكرانيين سيستخدمون تلك الصواريخ بطريقة لا تتعارض مع ما يعتبره مصالح ألمانيا.

مع هذا، يشير خبراء إلى أن ألمانيا يمكن أن تتغلب على مخاوفها من الضربات التصعيدية من خلال البرمجة المسبقة لصواريخ "توروس" المتبرع بها لمنع مثل هذه الهجمات.

ومن المعروف أن الولايات المتحدة قامت بتثبيت برنامج حجب جغرافي على راجمة الصواريخ "هيمارس"، لمنع قوات كييف من إطلاق النار على الأراضي الروسية باستخدام نظام الأسلحة.