في الوقت الذي أعربت أوكرانيا عن حاجتها الماسة للأسلحة، في ظل التفوق الروسي، مع دخول الحرب عامها الثالث، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، رفضه القاطع لتسليم كييف صواريخ "توروس" بعيدة المدى، خوفًا من جر بلاده إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.
ورفض المستشار أولاف شولتس، بشكل واضح تسليم صواريخ كروز من طراز توروس إلى أوكرانيا، مشيرًا إلى خطر تورط ألمانيا في الحرب، قائلًا: "إنه سلاح طويل المدى للغاية، وما يفعله البريطانيون والفرنسيون لا يمكن القيام به في ألمانيا"، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
وعلى الرغم من أن هناك خلافًا في ائتلاف "إشارة المرور" الحاكم حول هذه النقطة، تنادي أصوات بين الحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر بتسليم "توروس" إلى أوكرانيا، إلا أن حزب الاشتراكي الديمقراطي منع مؤخرًا الإشارة إلى الأسلحة الدقيقة صراحةً في اقتراح البرلمان الألماني "البوندستاج" بشأن شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا.
وكان شولتس قرر عدم إرسال صواريخ "توروس" إلى أوكرانيا في الوقت الحالي، لكنه لم يوضح الأسباب علنًا بالتفصيل، وتكمن شكوكه في إمكان ضرب الأراضي الروسية وجر ألمانيا إلى الحرب، إذ يصل مدى الأسلحة الدقيقة إلى 500 كيلومتر.
ويحاول الفرنسيون والبريطانيون من خلال برمجة صواريخ كروز "Scalp" و"Storm Shadow" التي سلموها إلى أوكرانيا من السيطرة على المدى الخاص بها، وهناك تكهنات بأن بريطانيا على الأقل لديها أفراد متمركزون في أوكرانيا لهذا الغرض، ولم يتم تأكيد ذلك رسميًا.
وفي مناسبات كثيرة أبدى المستشار الألماني انزعاجه من التوازن المفقود في تسليم الأسلحة، قائلًا: "ما تفتقده أوكرانيا هو الذخيرة في جميع الأطوال والمسافات الممكنة، ولكن ليس بشكل حاسم هذا الشيء من ألمانيا".
وقال المستشار الألماني: "سنمنع الحرب التي بدأتها روسيا ضد أوكرانيا من التصعيد إلى حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، ومن الواضح جدًا أنه لن يكون هناك جنود ألمان على الأراضي الأوكرانية، ولا يوجد أي تدخل لبلادنا والهياكل العسكرية لبلادنا في هذه الحرب، وهذه مسؤولية تقع على عاتق الحكومة وهو كمستشار تجاه المواطنين.
وتواصل أوكرانيا الضغط على الحكومة الألمانية لتزويد كييف بصواريخ كروز الألمانية من طراز Taurus، حسبما صرّح دميترو كوليبا، وزير الخارجية الأوكراني، بأن أوكرانيا بحاجة إليها لإنقاذ المزيد من أرواح الجنود والمدنيين الأوكرانيين وتسريع تحرير أراضيها.
ويبلغ مدى صواريخ كروز الألمانية نحو 500 كيلو، على عكس الصواريخ التي بحوزتها، إذ يبلغ مداها 350 كيلو فقط.