حذر إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، الذي ترأس الحكومة بين عامي 2006 و2009، من أن شن هجوم بري على مدينة رفح الفلسطينية في قطاع غزة يشكل "خطرًا لا يمكن لإسرائيل تحمله".
ودعا أولمرت، في مقابلة مع وكالة "بلومبرج" الأمريكية، رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو إلى وقف إطلاق النار والانسحاب من القطاع.
واعتبر أولمرت أن الولايات المتحدة ترى أن غزو مدينة رفح الفلسطينية برًا أمر "لا يمكن تحمله"، كما حذر من أن الخطر الأكبر على إسرائيل هو إمكانية توتر علاقتها مع دول الجوار وقوى إقليمية وعالمية أخرى.
ودعا أولمرت، الذي كان أحد مخططي الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005، نتنياهو إلى وقف الحرب والتركيز على خطة تمكّن الجيش الإسرائيلي من مغادرة القطاع، وتمركز قوات حفظ سلام دولية هناك.
وأضاف: "سنعمل على مراقبتهم وكل يوم سيُقتل إسرائيليون"، في إشارة إلى حركة حماس التي انتقده بعضهم للسماح لها بالسيطرة على القطاع بعد الانسحاب بعامين.
استشهد أولمرت بوجود قوات أوروبية في مهمة حفظ سلام الأمم المتحدة جنوب لبنان، واقترح إنشاء قوات مماثلة في غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي.
وأضاف: "بمجرد خروج القوات الإسرائيلية من القطاع، يتوجب على الحكومة بدء مفاوضات سلام مع الفلسطينيين".
وأشار أولمرت إلى أنه أصبح من الصعب إقناع المجتمع الدولي بتمويل إعادة إعمار غزة وإرسال قوات حفظ السلام، محذرًا من إنه دون الأخيرة، سيتعين على إسرائيل أن تبقي قواتها في الأراضي الفلسطينية إلى أجل غير مسمى، وسوف تكون مستهدفة باستمرار من قبل المسلحين.
ورأى أنه في النهاية من مصلحة إسرائيل السماح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، معتبرًا أن إسرائيل اكتسبت كراهية الكثيرين حول العالم بسبب استمرار الاحتلال، ورفضها التوصل إلى تفاهم مع الفلسطينيين.
كما اتهم أولمرت "نتنياهو" بمحاولة إطالة أمد الحرب وتجنب إجراء انتخابات مبكرة. وفي المقابل، يتمتع نتنياهو بأغلبية برلمانية ولم يُحدد موعد الانتخابات المقبلة قبل 2026، بالرغم من تراجع شعبيته إثر الإخفاقات العسكرية والاستخبارية التي سمحت لحماس بشن عملية طوفان الأقصى في أكتوبر 2023، ما أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 250 إسرائيلي.
وحسب "بلومبرج"، يرى نتنياهو أن الهجوم على مدينة رفح الفلسطينية، ضروري لتدمير حماس عسكريًا وسياسيًا. ويقدر المسؤولون الإسرائيليون عدد مقاتلي كتائب القسام في المدينة بين 5 و8 آلاف، بالإضافة إلى 100 رهينة.
فيما توقع أولمرت اندلاع احتجاجات حاشدة في إسرائيل بمجرد انتهاء الحرب على غزة، معتبرًا أنها ستكون أكبر من تلك التي حدثت احتجاجًا على قانون تعديل السلطة القضائية. ورأى أن هذه الاحتجاجات ستجبر نتنياهو على الدعوة لانتخابات مبكرة خلال العام الجاري.
وأضاف: "هناك درجة من الغضب والكراهية ضد نتنياهو غير مسبوقة في إسرائيل، وستندلع الاحتجاجات قريبًا".
يُذكر أن أولمرت، الذي أُجبر على الاستقالة بتهم الفساد وقضى 16 شهرًا في السجن، بدأ مسيرته السياسية يمينيًا ثم انتقل بقوة نحو اليسار على مدار العقدين الماضيين.
وأسفر العدوان الإسرائيلي الدموي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، عن عشرات آلاف الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.