الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من "أحبك" إلى "رجل أحمق".. غزة تكسر علاقة الـ40 عاما بين "بايدن ونتنياهو"

  • مشاركة :
post-title
الحرب على غزة تكسر العلاقة بين بايدن ونتنياهو

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

كسرت حرب الإبادة الجماعية، التي يقودها الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة، العلاقة الحميمة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، التي تمتد لأكثر من 40 عامًا، على خلفية القتل الممنهج الذي يتعرض له الفلسطينيون سواء في الضفة الغربية على يد المستوطنين أو في قطاع غزة على يد الجنود.

وتسببت الحرب المدمرة التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة منذ 5 أشهر، إلى استشهاد ما يقرب من 30 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، بينما أصيب فوق الـ68 ألف شخص جرّاء القصف العنيف، وأدت العمليات الإسرائيلية إلى نزوح 80% من الشعب في منطقة لا تتعدى 20% من حجم القطاع، بجانب تسوية عشرات الأحياء بالأرض، كما تسعى إسرائيل حاليًا إلى مداهمة مدينة رفح الفلسطينية، وسط ضغط عالمي لمنع تلك المجزرة.

الإحباط من نتنياهو

وما بين الصورة التي وقع عليها جو بايدن لبنيامين نتنياهو منذ زمن طويل، وكتب فيها "بيبي.. أنا أحبك"، وبين وصفه بـ"الأحمق"، منذ أيام بسبب الحرب على قطاع غزة، أصبحت العلاقة بين الصديقين في أدنى حالاتها، إذ بدأت الصداقة بينهما منذ ما يقرب من أربعة عقود، عندما خدم بايدن في مجلس الشيوخ، وكان نتنياهو في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، بحسب الجارديان البريطانية.

ولم يكن الإحباط الذي تشعر به الإدارات الأمريكية المختلفة من بنيامين نتنياهو بالجديد، فمع صعوده إلى منصب رئيس الوزراء، حدثت حالات من الشد والجذب بين البلدين، أبرزها ما نقلته الصحيفة عن ميلر - زميل بارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي - إذ حكى أنه عندما خرج بيل كلينتون من اجتماعه الأول مع نتنياهو في يونيو 1996، انفجر غاضبًا وقال: من القوة العظمى هنا؟

بايدن يعانق نتنياهو لحظة وصوله إسرائيل

وأيضًا اندلعت التوترات بسببه، خلال رئاسة أوباما عندما كان بايدن نائبًا للرئيس، إذ كانت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية على حافة "أزمة شاملة"، لكن بايدن أعلن علنًا أنه ونتنياهو "ما زالا صديقين"، ومع ذلك فقد قوض رئيس الوزراء الإسرائيلي إدارة أوباما من خلال إدانة الاتفاق النووي الذي كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها تتفاوض بشأنه مع إيران.

الإبادة في غزة

وبعد أحداث طوفان الأقصى كان بايدن واضحًا - كما كان دائمًا - في إعلان نفسه صهيونيًا وسافر حسب الأصول إلى إسرائيل للقاء نتنياهو وحكومته الحربية شخصيًا، ووصفتها الصحيفة البريطانية بأنها "مسرحية دبلوماسية كلاسيكية"، إذ احتضن نتنياهو علنًا بينما حثه على ضبط النفس سرًا، وتدعي الإدارة أن إسرائيل استجابت لنصيحتها على النحو الواجب واتخذت خطوات لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

ولكن مع مرور الأشهر وتزايد عدد القتلى، أصبح الأمر بمثابة حالة عطاء وعدم أخذ من جانب واحد، وهو ما اضطر معه بايدن لاستحضار مقولته لدونالد ترامب بأن "الحزب الجمهوري ليس ملك والدك"، وإسقاطها على الوضع بالنسبة لنتنياهو، وهي الحقيقة القائلة بأن "الحكومة الإسرائيلية ليست ملك والدك" أيضًا.

موقف متشدد

وذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" هذا الأسبوع أن بايدن "ينفس عن إحباطه" بسبب فشله في إقناع إسرائيل بتغيير تكتيكاتها العسكرية، واشتكى من أن نتنياهو "يمنحه الجحيم" ومن المستحيل التعامل معه، وبحسب الصحيفة فقد وجه بايدن إشارات ازدراء لنتنياهو مثل "هذا الرجل" و"الأحمق"، وقال إن نتنياهو يريد أن تستمر الحرب حتى يتمكن من البقاء في السلطة.

ومع اندلاع احتجاجات مناهضة للحرب في جميع أنحاء الولايات المتحدة، قاطع المتظاهرون خطابات بايدن، ووصفه بأنه "جو الإبادة الجماعية"، وهو ما وصفه المحللون بالكارثة المحتملة في عام انتخابي، مشيرين إلى أن بايدن بذل قصارى جهده من أجل نتنياهو، الذي يحاول الحفاظ على بقائه، وهو المبرر الذي يراه الخبراء بأنه قوي جدًا لقيام الرئيس الأمريكي باتخاذ موقف أكثر تشددًا.

ومن المنتظر وفقًا للصحيفة، إذا تجاهل نتنياهو بايدن مرة أخرى ومضى قدمًا في خططه، فقد يدفع ذلك بايدن إلى اتخاذ خطوات كبيرة، من خلال إبطاء أو تقييد مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، أو تغيير المسار في الأمم المتحدة من خلال إلقاء ثقل أمريكا وراء قرار وقف إطلاق النار، أو المطالبة بقوة بإقامة دولة فلسطينية.