تعيش دولة الاحتلال الإسرائيلي حالة من الخلاف والانقسام الداخلي، بشأن العدوان الدموي على قطاع غزة، في ظل معارضة مُتزايدة لسياسات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وقراراته الحربية، وقد برز هذا الخلاف بوضوح فيما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، عندما انتقد بشدة نتنياهو وحكومته، واعتبر أهداف الحرب التي أعلنوها مُستحيلة وغير قابلة للتحقيق، ويجب وقف إطلاق النار فورًا.
وتأتي كلمات "أولمرت" في وقت تشهد فيه الساحة السياسية الإسرائيلية حالة من الانقسام، حيث يؤيد البعض الحرب بينما يعارضها آخرون، كما أن الرأي العام الإسرائيلي لم يعد موحدًا خلف قرارات الحكومة، كما كان في الماضي، ووسط هذه الظروف، جاء مقال أولمرت الحاد الذي نشر في صحيفة "هآرتس" ليزيد من حدة اللهجة المنتقدة للحملة العسكرية وأهدافها وتبعاتها.
موقف أولمرت الرافض للحرب
أكد أولمرت في مقاله على أن أهداف الحرب التي أعلنها نتنياهو منذ البداية كان من الواضح أنه من المستحيل تحقيقها، واصفًا إياه بأنه "منفصل عن الواقع" في تصريحاته المسرحية.
كما اتهمه بالدخول في هذه الحرب؛ لتحقيق مكاسب شخصية وأسرية، وليس من أجل مصلحة المواطنين الإسرائيليين، وأكد أن القضاء على حركة حماس أو قادتها هو هدف مستحيل، ويجب على إسرائيل تغيير مسارها قبل فوات الأوان.
رؤية أولمرت لعواقب الاستمرار بالحرب
حذّر أولمرت من عواقب وخيمة في حال استمرار القتال وعدم وقف إطلاق النار، من بينها سقوط المزيد من الضحايا والأسرى الإسرائيليين دون تحقيق الأهداف، إضافة إلى فقدان ما تبقى من دعم دولي لإسرائيل.
وتوقع رئيس الوزراء الأسبق أن يتم فرض وقف إطلاق نار على إسرائيل من قبل حلفائها بقيادة الولايات المتحدة؛ لتجنب خسارة الدعم الشعبي داخل بلدانهم.
وأضاف أن "وقف الأعمال العدائية سوف يُفرض علينا من قبل أقرب حلفائنا بزعامة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا"، إذ لن يستطيعوا بعد الآن تحمل الثمن الذي يدفعونه شعبيًا.
في حين أشار أولمرت إلى إن استمرار القتال قد يحقق لإسرائيل إنجازات محلية مهمة، بينها قتل مزيد من مقاتلي حماس، وكشف المزيد من الأنفاق، لكن بالمقابل سيسقط قتلى وأسرى إسرائيليون من دون القضاء على حماس.
الخيارات أمام إسرائيل وفق رؤية أولمرت
أوضح السياسي الإسرائيلي أن الإطاحة بـ"الأوغاد الفارغين من عرش رئاسة الوزراء لن تكون تعويضًا كافيًا عن فشلنا الأخلاقي كدولة"، مؤكدًا أن الوقت الحالي هو وقت اتخاذ القرار الحاسم، "إما وقف لإطلاق النار مع استعادة رهائن أحياء، وإما وقف قسري للأعمال العدائية لكن مع رهائن قتلى".
ويظهر مقال أولمرت مدى الانقسام الكبير داخل إسرائيل حول تداعيات العدوان على غزة ومدى قابلية تحقيق أهدافها، وبدا واضحًا من كلماته الحادة أن المعارضة لسياسات نتنياهو آخذة في التصاعد، في وقت تشهد فيه شعبية الحكومة الحالية تراجعًا ملحوظًا.