في تطور كبير، أشارت صحيفة "نيو يورك تايمز" إلى أن المفوضين الإسرائيليين أبدوا استعدادًا لإطلاق سراح مجموعة من الأسرى الفلسطينيين البارزين مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
ووفقًا لمسؤولين مطلعين على جهود الوساطة الجارية، بحسب ما أشارت صحيفة "نيويوك تايمز" الأمريكية، وافق المفاوضون الإسرائيليون على اقتراح أمريكي بإطلاق سراح خمس جنديات إسرائيليات مقابل إطلاق سراح 15 فلسطينيًا مدانين بتهم الإرهاب الكبرى. يأتي هذا الامتياز كجزء من مفاوضات أوسع تهدف إلى تأمين إطلاق سراح نحو 100 محتجز إسرائيلي تم أسرهم خلال عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها الفصائل الفلسطينية يوم 7 أكتوبر الماضي.
ووفقًا لما أشار بعض المطلعين على المباحثات للصحيفة، اقترحت إسرائيل إطلاق سراح 7 أسيرات مدنيات تدعي أنه كان ينبغي إطلاق سراحهن في اتفاق وقف إطلاق النار السابق في نوفمبر الماضي، وفي المقابل، ستطلق إسرائيل سراح 21 معتقلًا فلسطينيًا، مع الالتزام بنفس نسبة 3 إلى 1 المستخدمة في عمليات التبادل السابقة.
بالنسبة للرهائن المدنيين المتبقين، أبدت إسرائيل استعدادها للإفراج عن المزيد من الفلسطينيين، وعرضت إطلاق سراح 6 أسرى مقابل كل رهينة ذكر كبير أو مريض، و12 سجينًا مقابل كل رجل مدني يبلغ من العمر 50 عامًا أو أكثر.
والأهم من ذلك، وافقت إسرائيل على إطلاق سراح 3 أسرى بارزين، إضافة إلى 15 آخرين مقابل كل من المجندات الإسرائيليات الخمس الأسيرات.
تشير "نيويورك تايمز" إلى أن هذا التحول في الاستراتيجية يعد مهمًا لأن إسرائيل تجنبت في السابق إطلاق سراح الفلسطينيين المدانين بارتكاب جرائم زعموا انها "إرهابية خطيرة"، ومع ذلك، يعتقد المسؤولون أن هذه الخطوة يمكن أن تساعد في إقناع حماس بالموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار ووقف القتال في غزة.
ويُنظر إلى فكرة إطلاق سراح الأسرى مقابل الرهائن على أنها تشكل الأساس لمزيد من المفاوضات مع حماس، التي لم ترد بعد. ولا تزال عناصر أخرى مثل مدة وقف إطلاق النار قيد المناقشة بينما يتسابق المسؤولون للتوصل إلى اتفاق قبل بدء شهر رمضان في غضون أسبوعين.
تشير الصحيفة إلى أن هذه الفكرة جزء من اقتراح أمريكي أوسع يسمح بإطلاق سراح 40 من نحو 100 محتجز إسرائيلي، ومن بينهم خمس مجندات ومدنيات إسرائيليات، بينهم مرضى وجرحى وكبار السن، وقال أحد المسؤولين إن العدد لا يشمل الجنود الإسرائيليين الذكور الذين سيكون إطلاق سراحهم موضوع مفاوضات منفصلة.
إن مثل هذه التبادلات غير المتوازنة لها سوابق في تاريخ تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وعلى وجه الخصوص، أطلقت إسرائيل سراح أكثر من 1000 سجين فلسطيني في عام 2011 من أجل ضمان إطلاق سراح جندي واحد فقط، وهو جلعاد شاليط.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا دمويًا على قطاع غزة خلّف آلاف الشهداء والمصابين، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية.