الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اشتعال نيران الحرب.. تدهور العلاقة الهشة بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية

  • مشاركة :
post-title
جانب من تدريب عسكري مشترك بين أمريكا وكوريا الجنوبية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تدهورت العلاقة "الهشة" بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية بشكل كبير، بعد أن أعلنت "سول" عزمها تعليق جزء من اتفاقية عسكرية مشتركة ردًا على إطلاق "بيونج يانج" غير القانوني لقمر صناعي، وردت كوريا الشمالية بإنهاء مشاركتها بالكامل، وأعلنت لاحقًا أن الوحدة لم تعد هدفًا سياسيًا قابلاً للتطبيق، ووصف الزعيم الكوري جارته بالعدو الأول، وهو ما أثار تساؤلات حول النوايا العسكرية لكيم جونج.

وجاء هذا التحول الشامل في سياسة الدولة ذات القدرة النووية، جنبًا إلى جنب مع وابل من اختبارات الأسلحة، وقصف منطقة بحرية عازلة، ودعوات من كيم لكوريا الشمالية لتسريع الاستعدادات للحرب رداً على "تحركات المواجهة" من قبل الولايات المتحدة، وبحسب شبكة سي إن إن الأمريكية، أدت هذه التطورات مجتمعة إلى إثارة القلق الدولي والمناقشة بين المراقبين حول نوايا الزعيم الكامن في قلب النظام السري في البلاد.

كوريا الشمالية تختبر صواريخ باليستية
احتلال وقمع

وفي الأسابيع الأخيرة، نحى الزعيم جانبًا، عقودًا من سياسة بلاده تجاه كوريا الجنوبية، معلناً الآن أن كوريا الشمالية لن تسعى بعد الآن إلى المصالحة وإعادة التوحيد مع الجنوب، ودعا إلى تصنيفها "عدو دائم" لها، مشيرًا في تصريحات نقلتها الحرة، إلى أنه إذا اندلعت الحرب، فإن هدف البلاد سيكون "احتلال وقمع واستعادة كوريا الجنوبية وإخضاعها داخل أراضي الجمهورية".

ولن يتردد كيم في القضاء على كوريا الجنوبية، إذا تعرضت بلاده لهجوم، مشددًا على أن "القرار الجريء" سيتم اتخاذه على الفور إذا تجرأت الجارة الجنوبية على الهجوم وسيغير التاريخ، عازمًا وفقًا لتصريحاته على حشد كل القوى العظمى للقضاء عليهم، مشيرًا إلى أنه من أجل أمن كوريا الشمالية، فإن احتلال سول وإسقاطها سيتم على الفور.

خوض الحرب

واختلف المراقبون، وفقًا للشبكة الأمريكية، حول اتخاذ كيم القرار الاستراتيجي بخوض الحرب من عدمه، حيث رأى المؤيدون أن هذا العام سيشهد تصاعدًا للأعمال العدائية بين الطرفين، ومن الممكن أن تتطور من وجهة نظرهم إلى اشتباك عسكري في شبة الجزيرة الكورية، الأمر الذي يزيد من خطر نشوب صراع نووي، حتى ولو كان خطرًا بعيد المنال.

زعيم كوريا الشمالية كيم يونج

ودخل الوضع من وجهة نظر الخبراء في شبه الجزيرة الكورية مرحلة حرجة للغاية، مشيرين إلى أنه نظرًا للمستوى العالي من التوتر المتبادل، هناك احتمال نشوب صراع عرضي بسبب سوء الفهم، وسوء التقدير، والتصورات الخاطئة، حتى لو كان من المرجح أن يرى كيم فوائد سياسية أو اقتصادية في الحرب.

زوال النظام

أما المعارضون لفكرة خوض كوريا الشمالية للحرب، فيرون أن الزعيم البالغ من العمر 40 عامًا يعرف جيدًا أن أي تحرك عسكري كبير ضد كوريا الجنوبية وحليفتها الولايات المتحدة يمكن أن يعجل بزوال نظامه، مشيرين إلى أن التغييرات الآن من المرجح أن تكون مدفوعة بمخاوف كيم المتزايدة مع تكثيف كوريا الجنوبية والولايات المتحدة التدريبات العسكرية والتنسيق، وثقته الجديدة في المناخ الجيوسياسي مع روسيا.

وحول إعادة تصنيف كوريا الجنوبية كدولة معادية، أكد الخبراء أن ذلك الأمر ليس بدافع الحرب، وإنما يسمح لكيم بتبرير استمراره في بناء ترسانته النووية والصاروخية، وإبقائها على حساب سول، حيث إنه وعلى الرغم من العقوبات الدولية الشديدة، واصل كيم بناء تلك الترسانة في السنوات الأخيرة، مع التركيز على تطوير أسلحة قادرة على ضرب ليس كوريا الجنوبية واليابان فحسب، بل أيضًا أراضي أمريكية، وهي القدرات التي يراها ضرورية لردع أي هجوم محتمل. وضمان بقاء نظامه.