الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحدٍ جديد للحكومة الفرنسية.. جابرييل أتال يواجه سحب الثقة في "الجمعية الوطنية"

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزرلء الفرنسي جابرييل أتال

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تعرّضت الحكومة الفرنسية الجديدة، اليوم الاثنين، بقيادة جابرييل أتال، لاقتراح بحجب الثقة من قِبل المعارضة اليسارية في البرلمان، في أول اختبار حقيقي لها بعد أسابيع قليلة فقط على تشكيلها. وسط قاعة نيابية شبه فارغة، بينما دافع رئيس الوزراء بشدّة عن حكومته في مواجهة هجمات النواب اليساريين، فيما امتنع نواب حزب التجمع الوطني والجمهوريين عن التصويت لصالح الاقتراح.

إسقاط حجب الثقة

أشارت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إلى أن حركة حجب الثقة المقدمة من اليسار ضد الحكومة الجديدة بقيادة جابرييل أتال لم تثر سوى ردود أفعال متواضعة، إذ أُلغيت بشكل واسع من قِبَل الجمعية الوطنية. على الرغم من أن عدد النواب الداعمين للحركة بلغ 124 نائبًا إلا أن ذلك يقع بعيدًا عن الأغلبية المطلقة التي تعادل 289 نائبًا (اللازمة لإسقاط الحكومة على الرغم من حداثتها).

ولم يكن هناك مفاجأة في نتيجة التصويت، لا سيما بعد إعلان أحزاب المعارضة من تجمع الجمهوريين والتجمع الوطني عدم نيتهما التصويت لصالح الحركة. فبينما يؤجل التجمع الوطني رأيه النهائي ليتمكن من تقييم التوجهات الحالية والمستقبلية للحكومة الجديدة، يخطط تجمع الجمهوريين لتقديم حركة حجب ثقة منافسة تعبر عن استيائهم المتصاعد من خيارات السلطة التنفيذية.

ويعكس غياب غالبية نواب الجمعية الوطنية عن الجلسة هذا الموقف الحيادي إزاء الحركة، إذ لم يحضر من تجمع الجمهوريين سوى النائب فابريس برون ليتابع خطاب أتال، فيما لم يحضر أي ممثل عن التجمع الوطني. كما تخلل الكثير من مقاعد النواب جانبًا كبيرًا من الفراغ. بينما يلقي النائب مانويل بومبار خطبة تدين الحكومة، نجد فقط عشرة نواب من فصيلته داخل القاعة، بل وتغيب عنها رئيسة الفصيل نفسها ماتيلد بانو! والأمر نفسه ينسحب على الأحزاب اليسارية الأخرى، لدرجة أن أحد الصحفيين المراقبين لاحظ أن عدد الوزراء الحاضرين أكبر من عدد النواب.

الوجه اللطيف للوحشية الاجتماعية

أوضحت الصحيفة الفرنسية أن الأحزاب اليسارية لم تدخر الجهد في مهاجمة رئيس الوزراء الجديد جابرييل أتال، فوصفه النائب اليساري المتطرف مانويل بومبار بأنه "الوجه اللطيف للوحشية الاجتماعية" مطالبًا بحجب الثقة عن حكومته لتحقيق "المصلحة العامة". كما هاجم بوريس فالو النائب الاشتراكي، أتال متهمًا إياه بـ"سوء الأداء" و"الديماجوجية" وعدم الاستماع لخطاب المعارضة.

وفي المقابل، لم يبدِ أتال اهتمامًا كبيرًا بالهجمات الموجهة إليه، إذ انشغل بالمزاح مع وزيرتي الثقافة والعلاقات البرلمانية. وقبل قليل من ذلك كان قد وعد من على منصة الخطابة باحترام البرلمان وأعضائه، لكن الوعود لم تدم طويلًا إذ تعرّض فورًا لسيل من الانتقادات الحادة من نواب اليسار بدايةً من النائب أليكسيس كوربيير الذي اتهمه "بتعطيل فرنسا" و"الغطرسة".

لا اهتمام يميني

ولم تثر حركة حجب الثقة اهتمام اليمين، فلم يستطع حزب الجمهوريين حتى تقديم متحدث رسمي للتعبير عن موقفه بشأنها. ومن ناحيته انتقد النائب بنجامين لوكاس "بوصلة" رئيس الوزراء التي تجعل من "الانتهازية منهج حكم". كما سخرت النائبة ماري أجنيس بوسييه من "إبداع" اليسار في ابتكار "الرقابة الاحترازية" دون انتظار أي خطوات أو إعلانات حكومية.

وفي المقابل، حذّر النائب جان فيليب تانجي من "تدميره لفرنسا" مؤكدًا أن "مارين لوبان ستصلحها". وبالرغم من التوقعات، إلا أن رفض الحركة لا يمنع تقديم حركات مماثلة محتملة في الأشهر المقبلة، ما دفع أحد نواب حزب "النهضة" للتنبؤ: "لقد خسرنا الجمهوريين نهائيًا، وسيسعون في أول فرصة لإسقاط الحكومة، علينا اليقظة الدائمة".