الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مزارعو فرنسا يواصلون "احتجاج الجرارات".. والحكومة تبحث عن مخرج

  • مشاركة :
post-title
تظاهرات المزارعين في فرنسا - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

بينما يواصل المزارعون في فرنسا تحركهم منذ أكثر من أسبوع للمطالبة بتحسين دخولهم وظروف عملهم، تحاول الحكومة إيجاد مخرج لهذه الأزمة غير المسبوقة بالوصول إلى تسوية مرضية، لكنها ترفض تلبية مطالبهم بالكامل وتصر على سياسات صارمة بشأن البيئة واستخدام المبيدات الحشرية.

تظاهرات المزارعين في فرنسا

وبدأ احتشاد المزارعين الغاضبين حول العاصمة باريس، يوم الاثنين الماضي، بجراراتهم الزراعية، وحاصروا ثمانية محاور مرورية رئيسية بها، في محاولة لشل حركة السير و"وضعها تحت الحصار"، فيما هددوا باستمرار التصعيد لأجل غير مسمى، وفق صحيفة "لو فيجارو".

ولم تقتصر الاحتجاجات على العاصمة باريس، بل امتدت إلى مدن أخرى مثل ليون، إذ دعت الاتحادات الإقليمية للمزارعين إلى محاصرة المدينة، بدءًا من ظهر أمس الأربعاء، وحذرت من استمرار التحرك لفترة طويلة.

وصرح وزير الداخلية جيرالد دارمانين، بوجود أكثر من 9100 متظاهر في جميع أنحاء البلاد لمنع وصول الوقود والمواد الغذائية، وهي أرقام توضح مدى غضب المزارعين.

وبحسب "لوفيجارو"، يخطط المحتجون لتنفيذ انسدادات مرورية في أماكن أخرى بفرنسا، مثل منطقة بريتاني ومارسيليا، ما يشير إلى توسع رقعة الاحتجاجات خلال الأسبوع الجاري، للمطالبة برفع الأجور وخفض الضرائب والرسوم الحكومية.

وأوضحت صحيفة "لوموند" أنه استجابة لمخاطر تصعيد الوضع، نشرت وزارة الداخلية أعدادًا كبيرة من قوات الأمن في جميع أنحاء البلاد، إذ تم تعبئة ما لا يقل عن 15 ألف شرطي لمراقبة التظاهرات، ومنع دخول الجرارات إلى باريس، فيما نُشرت وحدات خاصة بالقرب من المواقع الحساسة، مثل قصر الإليزيه ومقر رئاسة الوزراء ووزارة الزراعة.

زيادة حدة التظاهرات

وأوضحت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية أنه بينما وعدت الحكومة بسلسلة من التدابير لمحاولة الاستجابة لمطالب القطاع الزراعي، مثل زيادة المعاشات التقاعدية أو تخفيف الضرائب، إلا إن الاحتجاج لم يضعف بعد، وسجل يوم الثلاثاء أكثر من 100 نقطة تفتيش على الطرق وأمام مستودعات الوقود. واقتربت بعض الجرارات من سوق رونجيه، ما دفع "دارمانين" إلى الإعلان عن تعزيز المدرعات لـ"منع الوصول بحزم" إلى أكبر سوق للمنتجات الطازجة في العالم.

وأمام الأزمة، تحاول الحكومة إظهار حزمها في بعض النقاط، مثل رفضها منع وصول المزارعين للمطارات أو المدن الكبرى أو مداخل باريس، لكن في الوقت نفسه، تضاعفت المفاوضات مع المنظمات الممثلة للقطاع لإيجاد مخرج، لكن صدور بيان رئيس الوزراء الفرنسي جابرييل أتال يوم الثلاثاء، دون إعلان أي إجراءات جديدة لقطاع الزراعة، خيّب آمال الكثيرين.

وقبل احتمال وجود تطورات جديدة بخصوص الأزمة الزراعية المتفاقمة في أوروبا، وافقت بروكسل أيضًا على تقديم بعض التنازلات، مثل إعفاء بعض الأراضي من الزراعة والسماح باستيراد منتجات زراعية أوكرانية، إلا أن هذه التنازلات اعتُبرت "غير كافية" من قبل المنظمة الأكبر للنقابات الزراعية في الاتحاد الأوروبي كوبا-كوجيكا.

الهدوء والحكمة

ومن جهته، دعا رئيس اتحاد المزارعين إلى "الهدوء والحكمة"، معترفًا بأن "بعض القضايا لا تُحَلّ في ثلاثة أيام"، وعلى الجهة الأخرى، لا يتوقف وزراء الحكومة عن التأكيد بأنهم "يسمعون نداء" القطاع الزراعي، إذ إنها لا تريد الظهور وكأنها تتنازل أمام حركة تشل جزءًا من البلاد.