من المقرر أن تحصل أوكرانيا على مزيد من الدعم العسكري من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما يعزز قدراتها ووضعها على خطوط المواجهة مع القوات الروسية، في الحرب الدائرة منذ 24 فبراير 2022.
خطة دعم أوروبية لكييف
وذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية، أن الاتحاد الأوروبي ينوي دعم أوكرانيا بأسلحة قيمتها 5 مليارات يورو، في إطار خطة مخففة لتسليح الدولة التي مزقتها الحرب.
وكانت الكتلة الأوروبية خططت في السابق للالتزام بخطة بقيمة 20 مليار يورو على مدى أربع سنوات، للحفاظ على تدفق الأسلحة من أوروبا إلى كييف.
ولا تتضمن الخطة الأوروبية الجديدة الدعم العسكري لأوكرانيا على المدى الطويل، إذ يعتمد تقديم أي حزم مساعدات أخرى على موافقة متجددة من الدول الأعضاء.
ونقلت "التليجراف" عن مسؤولين، إنه من المتوقع أن يتم التصويت على الخطة المُعدلة عندما يجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، غدًا الخميس، في قمة طارئة بشأن دعم أوكرانيا.
وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي: "لا يوجد اتفاق حتى الآن، لكن لدينا أغلبية تطالب بـ5 مليارات يورو سنويًا".
وستأخذ خطة الدعم الأوروبية الجديدة، في الاعتبار تسليم المساعدات غير الفتاكة لأوكرانيا، للتغلب على معارضة المجر، التي رفضت إرسال أسلحة إلى كييف منذ بداية الصراع.
ومن المرجح، أن يقابل هذا التقدم في مجال تسليم الأسلحة تعهد منفصل بتقديم 50 مليار يورو في الدعم المالي لأوكرانيا على مدى السنوات الأربع المقبلة.
وقال فيكتور أوربان، رئيس الوزراء المجري، إنه سيتخلى عن معارضته للخطة الجديدة، "إذا ضمنت أننا سنقرر كل عام ما إذا كنا سنرسل هذه الأموال أم لا"، وهذا القرار السنوي يجب أن يكون له نفس الأساس القانوني كما هو الحال اليوم، يجب أن يكون بالإجماع، وفق أوربان.
قنبلة جديدة بعيدة المدى
في الوقت نفسه، نجحت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" في اختبار قنبلة دقيقة جديدة بعيدة المدى، وإرسالها لأوكرانيا، ومن المتوقع أن تصل ساحة المعركة، اليوم الأربعاء، وفق ما نقلت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين وشخصين آخرين على دراية بالمحادثات.
وذكرت المجلة نقلًا عن الأشخاص الأربعة، أن أوكرانيا ستتسلم الدفعة الأولى من القنابل ذات القطر الصغير التي يتم إطلاقها من الأرض، وهو سلاح جديد طويل المدى من صنع شركة "بوينج"، الذي لا تملكه حتى الولايات المتحدة في مخزونها.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إنه من المتوقع أن تشكل القنبلة الجديدة، التي يمكنها السفر لمسافة نحو 90 ميلًا، "قدرة كبيرة لأوكرانيا".
وأضاف المسؤول الأمريكي: "أن ذلك يمنحهم قدرة هجومية أعمق لم تكن لديهم، وهو يكمل ترسانتهم النارية بعيدة المدى".
ويتكون السلاح، الذي شاركت في تطويره شركتا بوينج وساب، من قنبلة موجهة بدقة تزن 250 رطلًا، مربوطة بمحرك صاروخي، ويتم إطلاقها من قاذفات أرضية مختلفة، ويمتلك الجيش الأمريكي نسخة مماثلة من القنبلة التي يتم إطلاقها من الجو، لكن النسخة التي يتم إطلاقها من الأرض لا توجد بعد في المخزون الأمريكي.
ومن شأن المدى الممتد للقنبلة الجديدة، أن تضيف قدرة جديدة إلى ترسانة كييف في وقت يصل فيه القتال على طول الجبهة إلى طريق مسدود، وبينما تبحث أوكرانيا عن طرق جديدة لضرب القوات الروسية والبنية التحتية خلف الخطوط الأمامية.
وحسب "بوليتيكو"، ستنضم القنبلة إلى أسلحة أخرى طويلة المدى تم منحها لأوكرانيا، خلال العام الماضي، التي سمحت لقواتها بضرب المواقع اللوجستية والبحرية الروسية في شبه جزيرة القرم.
وفي حين أن القنابل الجديدة لا تتمتع بمدى مماثل للقذائف البريطانية "ستورم شادو" أو نظام الصواريخ التكتيكية للجيش الأمريكي، إلا أنها تصل مع انخفاض مخزون أوكرانيا من المدفعية والذخائر.
ويعد التمويل الجديد لأوكرانيا جزءًا من مبلغ الطوارئ الإضافي البالغ 111 مليار دولار، الذي تم تعليقه في الكابيتول هيل، وعلى الرغم من حقيقة أن الولايات المتحدة ليس لديها أموال جديدة للسماح بنقل الأسلحة من المخزونات الحالية، فقد وقعت واشنطن عقدًا مع شركة "بوينج" العام الماضي لتوفير السلاح إلى كييف.
وستكون أوكرانيا أول دولة تستخدم القنبلة في القتال، ما يجعلها حالة اختبار حاسمة للدول الأخرى التي تستحوذ على ذخائر بعيدة المدى منذ بدء الحرب في أوكرانيا، فبراير 2022.
وأعلن البنتاجون، فبراير الماضي، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ستزود أوكرانيا بالقنبلة الجديدة، لكن قبل إرسال النسخة الجديدة، كان الجيش الأمريكي بحاجة إلى اختبار السلاح، واستغرق ذلك عدة أشهر، وأشرف الجيش الأمريكي على اختبار القنبلة الجديدة الموجهة بدقة قبل تقديم ختم الموافقة على إرسال السلاح إلى أوكرانيا.