بعد مرور نحو عامين على بدء الصراع في أوكرانيا، لا تزال جبهات القتال شديدة التوتر، وسط تقارير تفيد بوجود خلافات في القيادة العسكرية الأوكرانية، وصرّح رئيس المخابرات العسكرية كيريل بودانوف بأن القوات الأوكرانية تعتزم شن هجوم جديد على القوات الروسية في الربيع، إلا أن التساؤل ما زال قائمًا حول قدرة أوكرانيا على تجهيز نصف مليون مجنّد جديد وتأمين الأسلحة اللازمة لمثل هذا الهجوم بعد الخسائر الفادحة التي منيت بها خلال الهجوم المضاد الفاشل، الصيف الماضي.
الهجوم المرتقب في الربيع
صرح رئيس المخابرات العسكرية لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية بأن القوات الأوكرانية ستواصل الهجوم ضد روسيا مرة أخرى في الربيع، إلا إنه من غير الواضح كيف ستحصل كييف على الأسلحة أو نصف مليون رجل تحتاجهم لتغطية خسائرها بعد الهجوم المضاد الفاشل الصيف، الماضي.
وادعى "بودانوف" أن العمليات الهجومية الروسية حول دونباس في كوبيانسك، وليمان، وأرتيوموفسك "التي تسمى باخموت في أوكرانيا"، وأفديفكا سوف تكون "مستنفدة بالكامل" بحلول "أوائل الربيع".
وأضاف: "نحن نتحرك، والعدو يتحرك، الآن جاء دور العدو، ستنتهي، وبعدها ستبدأ رحلتنا".
بدأ الهجوم المضاد الأخير لأوكرانيا في يونيو واستمر حتى أكتوبر تقريبًا، وحاولت القوات الأوكرانية اختراق الخطوط الدفاعية الروسية في نقاط متعددة عبر مناطق خيرسون وزابوريجيا ودونيتسك، إلا أنها فشلت في تحقيق أي مكاسب إقليمية كبيرة وكلفت كييف حياة نحو 160 ألف شخص، وفقًا لأرقام وزارة الدفاع الروسية.
وضع مأساوي على الجبهة
وحتى الآن، فإن الوضع على الجبهة "مأساوي"، حسبما صرح "جنرالات وجنود" مجهولون لصحيفة "دي فيلت" الألمانية، الأسبوع الماضي، مستشهدين بنقص الذخيرة الحيوية والمجندين الجدد، مما يشير إلى أن هذه المرة سوف يتجه الجيش الأوكراني إلى المعركة مع تدمير الكثير من المعدات التي زوده بها الغرب واستبدال قواته الأفضل تدريبًا بمجندين عديمي الخبرة، وكل هذا في حين يظل استمرار المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة غير مؤكد.
الشهر الماضي، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن خطط لتعبئة نحو 500 ألف مجند جديد لتغطية المفقودين منذ بداية الصراع المستمر منذ عامين تقريبًا، في الوقت الذي لا تنشر أوكرانيا فيه أرقام الضحايا، تقدر وزارة الدفاع الروسية خسائر كييف منذ فبراير 2022 بنحو 400 ألف رجل، وقدر أليكسي أريستوفيتش، المساعد السابق لزيلينسكي في ديسمبر الماضي، الرقم بما يصل إلى 300 ألف.
خلافات في القيادة العسكرية
ووصف فاليري زالوجني، قائد الجيش الأوكراني، الوضع في ساحة المعركة في نوفمبر بأنه في حالة "جمود"، وهو التعليق الذي قيل إنه أغضب زيلينسكي. وتفجرت العداوة بين الرجلين هذا الأسبوع في عناوين الأخبار، عندما أقال زيلينسكي زالوجني ثم أعاد تعيينه، في حين رفض مكتب الرقابة في كييف القصة باعتبارها شائعة لا أساس لها من الصحة تهدف إلى "تدمير وحدة المجتمع الأوكراني".
ومع ذلك، قال مسؤولون أمريكيون لـ"بلومبرج"، في وقت سابق من شهر يناير، إن الخلاف بين الرئيس وقائد الجيش كان حقيقيًا، وكان "يبطئ الجهود الرامية إلى بلورة استراتيجية جديدة" للعام المقبل.
وبحسب صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فإن المرشحين المحتملين لاستبدال زالوجني هما أولكسندر سيرسكي، قائد القوات البرية الأوكرانية، وبودانوف، بسبب قرب كليهما من زيلينسكي.