الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خطة ماتي.. إفريقيا باب إيطاليا الخلفي للسيطرة على طاقة أوروبا

  • مشاركة :
post-title
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تسعى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى وضع بصمة بلادها في القارة الإفريقية، بالإعلان عن خطة طموحة تحمل اسم "خطة ماتي" (نسبة إلى مؤسس شركة النفط الإيطالية إيني) تهدف بشكل أساسي إلى تحويل إيطاليا لمحور الطاقة في أوروبا، فضلًا عن مساعدة الاقتصادات الإفريقية مقابل الحد من الهجرة غير الشرعية.

لمحة عن الخطة وأهدافها

أشارت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، إلى أن "خطة ماتي" تتلخص في مساعدة الدول الإفريقية في مجالات التعليم والصحة والصادرات والبنى التحتية، مقابل التصدي لتدفق المهاجرين إلى إيطاليا بشكل غير شرعي، كما تهدف الخطة إلى تعزيز إيطاليا كمحور للطاقة في أوروبا، في ظل انسحاب القارة من الغاز الروسي.

وتركّز "ميلوني" بشدة على تنفيذ هذه الخطة، حيث سيتولى مكتبها الإشراف المباشر على تنفيذها، كما عقدت قمة في روما حضرها عدد من زعماء إفريقيا وأوروبا، استضافتهم في قصر ماداما (مقر مجلس الشيوخ الإيطالي) وهو ما انتقده أحزاب المعارضة متهمة إياها "بالاستيلاء" على المبنى. لكن لوتشيو مالان رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي، أكد، بحسب ما أشارت صحيفة الجارديان البريطانية، أن اختيار القصر يعكس مكانة هذا الحدث ولم يعطل عمل المجلس، مشيرًا إلى أن انعقاد مثل هذا الحدث المهم في قصر تاريخي مليء بالفنون سيعطي انطباعًا جميلًا عن إيطاليا.

وعلى صعيد متصل، يوضح "مالان" مدى أهمية العلاقات مع إفريقيا وقربها الجغرافي من إيطاليا، مشيرًا إلى أن الخطة تستهدف تعزيز النفوذ بمواجهة قوى أخرى منافسة على الساحة.

وقال فرانشيسكو جالييتي، مؤسس شركة استشارات سياسية في روما، إن ميلوني حاولت تنظيم هذه القمة منذ فترة طويلة وهي تقدمها كاستراتيجية كبرى، ما جذب اهتمامًا كبيرًا، لكن لا يزال هناك غموض حول التفاصيل من حيث التمويل والمشاركين، وما إذا كانت ستقتصر على الدبلوماسية الناعمة أم ستشمل أمورا أكثر.

تحليل الخطة وفرص نجاحها

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن ميلوني تضع الكثير من الآمال على هذه الخطة لتحقيق أهدافها الانتخابية بشأن الهجرة وتعزيز مكانة إيطاليا الدولية.

إلا أن الخطة لا تزال غامضة إلى حد ما، خاصة فيما يتعلق بحجم التمويل والآلية المحددة لتنفيذ المشاريع، كما يبقى السؤال مطروحًا حول مدى نجاحها في إقناع الدول الإفريقية بالتعاون مع إيطاليا لترحيل مواطنيها.

وتوضح "الجارديان" أنه بالرغم من ذلك إلا أنه من المؤكد أن نجاح هذه الخطة سيمنح إيطاليا نفوذًا متزايدًا في القارة ويساعد على تحقيق أهدافها بعيدة المدى.