الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عدو الأمس صديق اليوم.. أمريكا تسترضي الصين لتهدئة الشرق الأوسط

  • مشاركة :
post-title
القمة الصينية العربية الأولى

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

مع تزايد الوجود الصيني في الشرق الأوسط نظرًا لما تتمتع به بكين من علاقات وطيدة مع دول المنطقة، حثّت الولايات المتحدة الصين على لعب دور أكبر في الضغط على إيران لمنع الحرب في غزة والتوترات الأخيرة في البحر الأحمر من التحول إلى صراع إقليمي أكبر.

فشل أمريكي

خلال قمة عقدت في تايلاند، حثَّ مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان وزير الخارجية الصيني وانج يي على استخدام نفوذها لدى طهران لكبح جماح هجمات الحوثيين المدعومين من إيران على السفن في البحر الأحمر، إذ تتمتع الصين بعلاقات قوية مع إيران - الداعم الرئيسي لحركة "حماس" في غزة وجماعة "الحوثي" في اليمن- ما يمكنها من لعب دور فريد كصانع "سلام إقليمي" في المنطقة، على حد وصف موقع "أكسيوس" الأمريكي، وصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وبالرغم من القلق الأمريكي المتزايد من النفوذ الصيني المترامي في المنطقة، لكنها الآن أكثر من أي وقت مضي تحتاج إلى نفوذ بكين بعدما فشلت جهودها في الحد من العنف، بل وباتت المنطقة على شفا حرب إقليمية واسعة النطاق، إذ قال مسؤول أمريكي مطلع على المحادثات، إن "الصين لديها "نفوذ كبير" على إيران وإن بكين قالت إنها أثارت القضية مع طهران، و"نحن نتطلع إلى الحقائق على الأرض، ويبدو أن تلك الهجمات مستمرة".

وفي سياق متصل، قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، يوم الثلاثاء الماضي، في مؤتمر صحفي: "للصين تأثير على طهران، لديهم نفوذ في إيران، ولديهم القدرة على إجراء محادثات مع القادة الإيرانيين، وهو ما لا نستطيعه".

وأضاف "ما قلناه مرارًا وتكرارًا هو إننا نرحب بدور بناء للصين، باستخدام النفوذ والقدرة على الوصول التي نعرف أنها تتمتع بها، لمحاولة المساعدة في وقف تدفق الأسلحة والذخائر إلى الحوثيين".

ويواصل الحوثيون هجماتهم على الرغم من ضربات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ما يزيد المخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقًا، بعد ما توقفت طرق الشحن الرئيسية عبر البحر الأحمر في الأسابيع الأخيرة بسبب الهجمات التي شنها الحوثيون في اليمن على السفن احتجاجًا على العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة ضد حماس في غزة.

نفوذ الصين

وتحظى الصين بعلاقات قوية على كافة الأصعدة مع دول الشرق الأوسط، باعتبارها شريكًا موثوقًا لدى دول المنطقة. وظهر الدور الصيني في منطقة الشرق الأوسط عندما نجحت في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران، بعدما فشلت جميع الجهود الدولية في إقناع محادثات السلام بينهما.

كذلك بعدما اندلعت عملية "طوفان الأقصى"، أظهرت الصين أيضًا دورًا مسؤولًا باعتبارها دولة كبرى، في إنهاء الحرب وطالب رئيسها شي جين بينج بإقامة دولة فلسطينية مستقلة و"حل الدولتين" وإنهاء الحرب فورًا منعًا لإراقة الدماء، وهو ما أثار غضب تل أبيب وواشنطن.

وتعتبر الصين من أوائل الدول التي أبدت تضامنها مع الشعب الفلسطيني ودعّمت حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، وتجلى هذا الدعم في مواقف الحكومة الصينية وتصريحات قادتها ومبادراتها الدبلوماسية، وكذلك في تغطية وسائل الإعلام الصينية للقضية الفلسطينية والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.