مع بداية الحرب بين غزة وإسرائيل، أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية، معدات عسكرية للشرق الأوسط، بهدف واضح وهو "منع اتساع رقعة الصراع"، لكن بعد مرور 110 أيام من الحرب، تسببت الضربات الأمريكية باشتعال الأوضاع في المنطقة، فتارة استهدفت الحوثيين في اليمن بدعوى حماية مصالحها ومصالح حلفائها، وتارة استهدفت العراق وسوريا بدعوى حماية قواتها.
آخر الضربات الأمريكية، طالت 3 منشآت تستخدمها ميليشيا كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران، وجماعات أخرى، وبحسب وزير الدفاع الأمريكي جاءت الضربات ردًا مباشرًا على سلسلة هجمات تصعيدية شنتها ميليشيا ترعاها إيران ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لقتال داعش في العراق وسوريا.
واليوم أسقطت البحرية الأمريكية، صاروخين أطلقهما الحوثيون على سفينة الحاويات M/V Maersk Detroit التي تحمل العلم الأمريكي، التي كانت تعمل في خليج عدن في ذلك الوقت، بحسب "سي إن إن".
وأوضح مسؤولان أمريكيان، أن السفينة الحربية "يو إس إس غرافيلي"، التي كانت قريبة في ذلك الوقت، أسقطت صاروخين وسقط الثالث في الماء.
ويعد هذا الهجوم هو أول هجوم ناجح للحوثيين منذ 18 يناير الجاري.
الضربات الأمريكية
القيادة المركزية الأمريكية، قالت يوم الأربعاء، إن قواتها شنت بمفردها غارات جوية ضد "كتائب حزب الله" في العراق، وجماعات أخرى وصفتها بأنها تابعة لإيران في العراق.
بررت أمريكا ضرباتها بأنها تأتي ردًا على هجمات شنتها "كتائب حزب الله"، بما في ذلك الهجوم على قاعدة عين الأسد غرب العراق.
أفعال عدوانية
واعتبرت الحكومة العراقية، الهجمات التي تشنها أمريكا، على مواقع عسكرية في أراضي العراق، تجاوزًا في حق السيادة العراقية بشكل سافر، وحذرت من أنها تؤدي لـ "تصعيد غير مسؤول"، بحسب بيان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وجاء في بيان المكتب الإعلامي، أن العراق يتعامل مع هذه العمليات على أنها "أفعال عدوانية"، تقوض سنوات من التعاون.
التصعيد الأمريكي، يأتي في ظل اشتعال الأوضاع في الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر، بين إسرائيل وحركة حماس، ثم إسرائيل ولبنان، ما يهدد بتفاقم الأزمة في المنطقة.
اليمن
وتواصل الولايات المتحدة وبريطانيا، شن ضربات جوية على الحوثيين في اليمن، ردًا على الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن المتجهة لإسرائيل.
وفي بيان مشترك أمس، قالت وزارة الدفاع الأمريكية، إن الولايات المتحدة وبريطانيا نفذتا جولة إضافية من الضربات، بهدف إضعاف القدرات التي يستخدمها الحوثيون.
وأعلن الحوثيون يوم الاثنين مسؤوليتهم، عن هجوم على سفينة عسكرية أمريكية قبالة سواحل اليمن، لكن الولايات المتحدة نفت وقوع أي هجوم.
أمريكا تحمل معها الدمار
وكالة الأنباء الصينية شينخوا نشرت تقريرًا قالت فيه إن الولايات المتحدة تدعو نفسها إلى الشرق الأوسط حاملة معها الدمار.
وتابع التقرير، إنه على الرغم من أوامر رئيس الوزراء العراقي المتكررة بسحب القوات الأمريكية من بلاده، لا تتجاهل أمريكا ذلك فحسب، بل تلمح لنشر قوات إضافية.
ومن العراق إلى سوريا وصولًا لليمن، تعطي الولايات المتحدة الأولوية باستمرار لمصلحتها الذاتية، للحفاظ على الهيمنة من حيث تتسبب في اضطرابات وعنف ومعاناة لا تنتهي في الشرق الأوسط، بحسب التقرير.
ويتابع التقرير، أن الجيش الأمريكي يزعم أنه مدعو لمساعدة العراق في قتال مسلحي تنظيم داعش الإرهابي، لكنها الآن تتجاهل مطالب المغادرة، وفي الوقت الذي تروج فيه للديمقراطية والحرية السلام، كشفت أفعالها عن أجندة مصالحها الذاتية بحسب "التقرير".
روسيا تحمل أمريكا المسؤولية
وفي السياق حمل وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الولايات المتحدة، مسؤولية امتداد الصراع في الشرق الأوسط.
وأكد وزير الخارجية الروسي، أن الولايات المتحدة عليها الانضمام لتسوية النزاع في الشرق الأوسط، كمشارك يضمن مصالح الفلسطينيين.