يتصاعد القلق كل يوم من احتمال اندلاع حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي دخل يومه الـ91، وخلف دمارًا واسعًا في القطاع، وفق ما حذرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، في تحليل نشرته على موقعا الإلكتروني، اليوم الجمعة.
ورصدت الشبكة عدد من الحوادث التي وقعت، خلال الأيام الماضية، والتي أثارت المخاوف من اتساع نطاق الحرب على غزة، إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط.
الغارات الأمريكية في العراق وسوريا
وذكرت الشبكة، أنه مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، كل يوم تقريبًا يجلب معه حادثة أخرى، في يوم الخميس، على سبيل المثال، نفذت الولايات المتحدة غارة جوية في بغداد أسفرت عن مقتل زعيم من جماعة مسلحة تتهمها واشنطن بشن هجمات ضد أفراد أمريكيين في المنطقة.
وأشارت الشبكة إلى القوات الأمريكية في العراق وسوريا تعرضت مرارًا وتكرارًا لهجمات صاروخية وطائرات بدون طيار من الجماعات المسلحة هناك.
الهجوم على الجنوب اللبناني
ويأتي هذا مع تصاعد تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله في جنوب لبنان. وفي علامة مثيرة أخرى للقلق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، أمس الخميس للمبعوث الأمريكي عاموس هوشستين، إن الوقت ينفد لخلق "واقع جديد" على الحدود الشمالية لدولة الاحتلال، للسماح لسكان المستوطنات هناك بالعودة مستوطناتهم.
وفي الوقت نفسه، نفذت إسرائيل هجومًا على القيادي البارز في حماس، صالح العاروري، في بيروت، مما أثار غضب قادة حزب الله.
الهجوم على السفن في البحر الأحمر
وفي حادثة مثيرة للقلق أخرى، أغرقت القوات الأمريكية هذا الأسبوع ثلاثة قوارب تابعة للحوثيين في البحر الأحمر، في أعقاب سلسلة من الهجمات على السفن التجارية.
وأطلقت الولايات المتحدة ونحو عشرة من حلفائها قوة عمل بحرية لحماية السفن التجارية في الممرات البحرية الحيوية في المنطقة بعد أن أرسلت بعض شركات الشحن سفنها على طريق أطول وأقل اقتصادًا حول أفريقيا.
حادث إيران والقلق الأمريكي
وفي الوقت نفسه، هز هجوم مزدوج بالقنابل هذا الأسبوع بالقرب من قبر رئيس المخابرات الإيرانية السابق قاسم سليماني، والذي أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته عنه، منطقة متوترة بالفعل.
وترى "سي. إن. إن" أنه ربما يكون لدى أطراف المواجهة في المنطقة - بما في ذلك إسرائيل وإيران وحزب الله - المصلحة الأكبر في توقف مستوى عال من التوتر قبل الحرب.
لكن ما يقلق الولايات المتحدة هو أن كل هذا اللعب بالنار قد يشعل صراعًا آخر في الشرق الأوسط قد يجر الأمريكيين، وهذا هو السيناريو الذي تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشدة إلى تجنبه – خاصة في عام الانتخابات.
وصرح نورمان رولى مدير المخابرات الوطنية الأمريكية لشؤون إيران، لجيك تابر من "سي. إن. إن": "لا توجد دوافع استراتيجية للجهات الفاعلة الإقليمية أو الخارجية الرئيسية لإشعال حرب إقليمية، لأن أهداف مثل هذا الصراع ستكون غير واضحة، وهذا من شأنه أن يعطل على الفور استقرارهم السياسي والاقتصادي الكبير".
ويضيف نرومان: "مع ذلك، يجب أن يكون القلق من أن أيًا من تلك الأنشطة ينتج عنه حدث يتطلب الانتقام أو المشاركة من قبل جهات فاعلة أخرى تقوم بعد ذلك بالبناء على بعضها البعض، مما يؤدي إلى الصراع التقليدي الذي نرغب جميعًا في تجنبه".
وحذرت "سي. إن. إن" أن الوضع خطير للغاية، لأن التدهور السريع يمكن أن يحدث في أي لحظة على أي عدد من الجبهات، مشيرة إلى أن حزب الله يمتلك آلاف الصواريخ التي يمكن أن يطلقها على إسرائيل، مما يعني أن الاشتباكات المكثفة يمكن أن تصبح خطيرة للغاية بسرعة.
ونقلت الشبكة عن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب: "نحن نشعر بذلك ونخاف منه. لا نريد أي تصعيد في الحرب. نحن لا نحب الحرب الإقليمية لأنها تشكل خطرًا على الجميع"، مضيفًا أن "الحرب الإقليمية سيئة للجميع".
وترى الشبكة أيضًا أن هجومًا ضد القوات الأمريكية، ويوقع عددا كبيرًا من الضحايا، من شأنه أن يدفع الرئيس جو بايدن لاتخاذ إجراء عسكري أقوى بكثير مما قام به حتى الآن.
واختتمت الشبكة أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يتجنب مثل هذه الكارثة، هو أن الصراع الأكثر اتساعًا يضر المصالح الحيوية للقوى الكبرى في المنطقة، فلا يزال هناك أمل في أن تحول العواقب الاقتصادية والسياسية والعسكرية الخطيرة للغاية للتصعيد، الاندفاع نحو حرب واسعة في المنطقة.