في ساحة المعركة الضارية بين روسيا وأوكرانيا، يظهر بوريس بيستوريوس، وزير الدفاع الألماني، وكأنه يراقب المشهد ليعلن بكل صراحة أن الجميع، سواءً في موسكو أو كييف يجدون أنفسهم الآن في مأزق عسكري لا يمكنهم الخروج منه، وسط تصاعد التوترات والحاجة إلى تعزيز القدرات العسكرية وإنتاج الأسلحة.
وبينما يدعو "بيستوريوس" إلى تعزيز إنتاج الأسلحة في ألمانيا ويحث الدول الأوروبية الأخرى على المساهمة بجهودها، تتوالى انتقادات الحكومة الأوكرانية لعدم توفير المعدات العسكرية والذخائر اللازمة لقواتها.
طريق مسدود
صرّح وزير الدفاع الألماني، لصحيفة "بيلد"، بأن روسيا وأوكرانيا تجدان نفسيهما الآن غير قادرين على تحقيق أي تقدم في ساحة المعركة.
وأصر "بيستوريوس" على تعزيز إنتاج الأسلحة في بلاده، ودعا الدول الأوروبية الأخرى إلى بذل المزيد من الجهد أيضًا، في الوقت الذي انتقدت فيه الحكومة الأوكرانية باستمرار داعميها الأجانب لعدم تزويد قواتها بما يكفي من المعدات العسكرية والذخائر، بحجة أن نقص الأسلحة كان السبب الرئيسي للصعوبات التي واجهتها في ساحة المعركة.
ألمانيا تصل إلى حدود قدراتها
وقال الوزير إن ألمانيا "تصل بالفعل إلى حدودها" فيما يتعلق بالمساعدة العسكرية لأوكرانيا، وقدراتها الإنتاجية لا تواكب الطلب.
ومع ذلك، أضاف أن الوضع على خط المواجهة لم يكن سيئًا بالنسبة لكييف كما ورد، وقال لصحيفة بيلد: "في الواقع، وصل الوضع إلى طريق مسدود، لا توجد مكاسب في الأراضي على أي من الجانبين".
وسبق أن أشار الجنرال فاليري زالوجني، قائد القوات الأوكرانية، إلى أزمة "الجمود"، أوائل نوفمبر، ما أثار وابلًا من الانتقادات من كبار المسؤولين المدنيين وتوبيخًا من الرئيس، الذي حث الجنرالات على عدم التورط في السياسة.
وأعلن بوتين أخيرًا أن القوات الروسية هي صاحبة المبادرة حاليًا، ووصف الهجوم المضاد الذي شنته كييف بأنه "فشل تام"، إذ لم يحقق أي مكاسب إقليمية ملحوظة بينما كلف قدرًا هائلًا من الأفراد والمعدات.
واعترفت أوكرانيا بأن هجومها المضاد فشل في تحقيق النتائج المرجوة، إذ صرح "زيلينسكي" الشهر الماضي، بأنه يعتبر حقيقة عدم انسحاب قواته بمثابة إنجاز في حد ذاته.
اعتراف أوكراني
أوجز الجنرال فاليري زالوجني، قائد القوات، رؤيته للوضع على خط المواجهة في مجلة الإيكونوميست، مُشيرًا إلى أنه على الرغم من كل المساعدات الغربية، فمن غير المرجح أن تحقق القوات الأوكرانية "اختراقًا عميقًا"، وأثار هذا التصريح الشك في تأكيدات زيلينسكي، بأن الهجوم المُضاد ضد روسيا يتقدم، ويقال إنه أدى إلى زيادة التوتر بين حكومته والقيادة العسكرية في كييف.
وفي الوقت نفسه، واصلت كييف انتقاد الغرب لفشله في توريد وإنتاج ما يكفي من الذخائر لقواتهن، إذ صرّح "زيلينسكي" أيضًا بأن المعدل الحالي لإنتاج الأسلحة في جميع أنحاء العالم ليس كافيًا لمواصلة القتال ضد روسيا.
الرئيس موهوم
وفي وقت سابق من ديسمبر الماضي، نقلت مجلة "تايم" عن أحد مساعدي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "المقربين"، إنهم يشكون في سعيه الثابت لتحقيق نصر عسكري على موسكو، وبحسب ما ورد، وصف أحد المصادر في المقال زيلينسكي بأنه "موهوم".
وبعد تكبدها خسائر فادحة طوال الصراع، تعاني كييف أيضًا من نقص الأفراد، إذ صرّح الرئيس الأوكراني، الشهر الماضي، بأن الجيش يبحث عن طرق للحصول على 500 ألف مجند جديد إضافي.
ووفقًا لوزارة الدفاع الروسية، فقدت القوات الأوكرانية نحو 215 ألف جندي و28 ألف قطعة من المعدات العسكرية، العام الماضي، في حين قُتل أو جُرح ما يقرب من 400 ألف أوكراني، منذ فبراير 2022.