تخوض القوات الأوكرانية معركة ضارية للدفاع عن مدينة "أفدييفكا" بدونيتسك شرق أوكرانيا، والمُحاصرة من ثلاث جهات بالقوات والمدافع الروسية، وفق شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.
وتحاول القوات الروسية السيطرة على أفدييفكا عبر 3 محاور، الأول من جنوب شرق المدينة، حيث توجد المنطقة الصناعية الجنوبية.
والمحور الثاني شمال غرب المدينة، حيث توجد مجموعة من القرى، أهمها (كراسناجورافكا، ستيبوفي، بيرديتشي)، كما يوجد شمال غرب المدينة مصنع كبير وهو مصنع أفدييفكا الكيميائي لفحم الكوك Avdiivka Coke and Chemical Plant (AKHZ)، وهو من المصانع الكبرى في أوروبا.
والمحور الثالث جنوب المدينة، حيث توجد عدة قرى صغيرة، أهمها: أوبيتنوي، فادينوي، سيفيرن.
وذكرت الشبكة الأمريكية، أن البلدة التي تقع على الخطوط الأمامية في المواجهات بين الجيشين الأوكراني والروسي، تحولت مبانيها الشاهقة إلى أنقاض، مُشيرة إلى أن الخسائر فادحة في كلا الجانبين.
ونقلت الشبكة عن قناص أوكراني يدعى "بيس"، أن المعارك في "أفدييفكا" أشبه بـ"مفرمة لحوم"، حيث يرقد الجنود القتلى هناك متجمدين، "لا أحد يخليهم، ولا أحد يأخذهم، ويبدو الأمر كما لو أن الناس ليس لديهم مهمة محددة، فهم يذهبون ويموتون فحسب."
وقال تيرين، قائد وحدة استطلاع الطائرات بدون طيار الأوكرانية في "أفدييفكا"، إنه حتى "إذا تمكنا من قتل 40 إلى 70 جنديًا بطائرات بدون طيار في يوم واحد، فإنهم في اليوم التالي يجددون قواتهم ويواصلون الهجوم".
وأضاف أنه خلال 18 شهرًا من القتال حول المدينة، قتل طياروه من اللواء الميكانيكي 110، ما لا يقل عن 1500 روسي. ومع ذلك، فإنهم يستمرون في القدوم.
وبالنسبة لروسيا، فإن السيطرة على "أفدييفكا" يترتب عليه عدد من النتائج منها، قد تضطر كييف للانسحاب إلى خطوط دفاعية خلفية جديدة وتقوية هذه الدفاعات ريثما تصل طائرات (إف-16) ومزيد من الصواريخ بعيدة المدى؛ لكي تتمكن من تحقيق خرق ما على الجبهة.
كما تهدف موسكو إلى مزيد من التراجع في معنويات الجيش الأوكراني في ظل ضربات روسية قوية على طول خط المواجهة. وتستهدف كذلك، ثبات الغرب بقيادة أمريكا على نظريته بترشيد الدعم إلى كييف، وربما إعادة النظر في حزم المساعدات المالية والعسكرية المقبلة.
وتتلخص الخطة الروسية في أفدييفكا في تحويل هذه المدينة التي تشكل نقطة محورية في مسار الحرب، إلى باخموت ثانية، أي إلى بؤرة قتال جديدة تستهلك الموارد البشرية والمعدات والآلات العسكرية الأوكرانية.
ويبدو أن سيناريو باخموت يتكرر في أفدييفكا؛ خاصة أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مُصر على التمسك بهذه المدينة الصناعية قليلة السكان.
وينظر زيلينسكي إلى البعد السياسي للمعركة في أفدييفكا، والغاية الأساسية لديه هي تحقيق إنجاز ما على الجبهة، يرفع من أسهم القيادة الأوكرانية أمام الدول الغربية، التي تقدم المساعدات لأوكرانيا، وبالتالي استجرار المزيد من المساعدات.