أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة، الرافضة لحل الدولتين غضب الديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي، إذ بحسب ما أشارت إليه مجلة "بوليتيكو"، قدم 49 عضوًا من مجلس الشيوخ بقيادة السيناتور براين شاتز، مشروع قرار يؤكد من جديد أن سياسة الولايات المتحدة تؤيد حل الدولتين كجزء من أي حل نهائي للاضطرابات في الشرق الأوسط.
رفض نتنياهو
ورفض نتنياهو، الأسبوع الماضي، طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن المتكرر بالتعايش مستقبلًا بين إسرائيل ودولة فلسطينية، قائلًا: "يجب أن يكون لإسرائيل السيطرة الأمنية على كامل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن.. هذا شرط ضروري"، وهو ما يتعارض مع فكرة السيادة الفلسطينية، وقال إنه عبر عن ذلك مباشرة للأمريكيين.
وفي اتصال هاتفي مع بايدن، قال نتنياهو إن إسرائيل يجب أن "تتأكد من أن غزة لن تشكل تهديدًا بعد الآن"، معتبرًا أن هذا الشرط "يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية"، وفق ما نقل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وتؤيد الولايات المتحدة وأوروبا حل الدولتين، وهو ما تُعارضه الحكومة الإسرائيلية التي تشن حربًا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى تقديم السيناتور براين شاتز من هاواي، المتحدث باسم مجموعة المكونة من 49 عضوًا من مجلس الشيوخ الديمقراطيين، مشروع قرار يؤكد من جديد أن السياسة الأمريكية تفضل حل الدولتين في فلسطين، وهو ردٌّ واضح على رفض نتنياهو الأخير لهذا المسار.
التحركات الديمقراطية جاءت بالتزامن مع محاولة السيناتور كريس مورفي الديمقراطي إحياء مشروع قانون بقيمة 45 مليار دولار لدعم إسرائيل وأوكرانيا وتايوان وتعزيز الأمن على الحدود مع المكسيك، حيث يخشى الديمقراطيون أن تؤثر تصريحات نتنياهو سلبًا على فرص نجاح هذا المشروع.
وقال "شاتز" إن تصريحات نتنياهو الأخيرة سرّعت وعزّزت جهودنا، مشيرًا إلى أنه سيطرح القرار كجزء من الحزمة الأمنية أثناء المناقشات في مجلس الشيوخ.
رسالة 44 نائبًا إلى بايدن
كما قدم مجموعة من 44 عضوًا من مجلس النواب برئاسة النائبين راجا كريشنامورثي وجيم هايمز رسالة إلى بايدن، أعربوا فيها عن قلقهم العميق إزاء رفض نتنياهو العلني لحل الدولتين، مطالبين إدارة بايدن بوضع استراتيجية لحشد الدعم الدولي، وفي نهاية المطاف الإسرائيلي والفلسطيني، لتنفيذ حل الدولتين بنجاح.
وجاء في البيان "نحن قلقون للغاية إزاء رفض رئيس الوزراء نتنياهو العلني لحل الدولتين في 18 يناير، ونطلب باحترام من إدارتكم توضيح استراتيجية لحشد الدعم الدولي وفي نهاية المطاف الدعم الإسرائيلي والفلسطيني لتنفيذ حل الدولتين بنجاح".
الضغط على حكومة نتنياهو
في حين رفض السيناتوران الديمقراطيان جو مانشين وجون فيترمان الاشتراك في مبادرة الـ49 عضوا، إذ دافع فيترمان بشدة خلال الحرب على غزة عن حكومة إسرائيل.
لكن آخرين كانوا أقل حذرًا في انتقاد موقفه، حيث وصف السيناتور بيتر ويلتش تصريحات نتنياهو بأنها "مروعة".
وعلى الرغم من تشديد بايدن على أن إقامة دولة فلسطينية لا تزال ممكنة، إلا أن هناك محاولات أخرى من الديمقراطيين للضغط على حكومة نتنياهو.
وقدمت مجموعة من 18 عضوًا بقيادة السيناتور كريس فإن هولين تعديلًا يضع شروطًا معينة على المساعدات الأمريكية لإسرائيل، حيث اكتسب هذا التعديل زخمًا وعددًا كبيرًا من المؤيدين.
عودة ترامب
وأشار بعض الديمقراطيين إلى أنهم يعتقدون أن إعادة تأكيد الموقف الأمريكي أمر مهم في ضوء الإشارات المتضاربة من الرئيس السابق دونالد ترامب، بينما يسعى للعودة إلى البيت الأبيض.
وقال السيناتور الديمقراطي تيم كين من فرجينيا: "لقد كانت سياسة الولايات المتحدة ثابتة منذ عام 1948، لكن الرئيس ترامب أثار بعض الأسئلة حولها، لم يقل أن هذه ليست سياستنا، ولكن ربما حان الوقت، إذ لم نعيد تأكيدها بشكل تشريعي لفترة طويلة".
وأضاف السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال، من ولاية كونيتيكت، عن عودة ترامب المحتملة إلى المكتب البيضاوي: "إنه إلى حد ما مثال آخر على محاولة إغلاق البوابات وتأمين بعض المواقف الأساسية قبل العاصفة، إذا كانت هناك عاصفة".
وبهذه الخطوات، يبدو أن الكونجرس الأمريكي يرسل رسائل واضحة لحكومة نتنياهو بأن الموقف الرسمي الأمريكي لا يزال يؤيد حل الدولتين، وأن هناك حدودًا للدعم الأعمى لسياسات إسرائيل.