أكدت السفيرة الإسرائيلية في لندن تسيبي هوتوفيلي، رفض حكومة الاحتلال، لحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، بعد انتهاء العدوان على غزة.
ويعارض رئيس وزراء الاحتلال وأعضاء حكومته الأكثر تطرفا فكرة إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، ويقود هذا التوجه وزراء متطرفون مثل وزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش.
وصرحت السفيرة الإسرائيلية، إنه بعد انتهاء القتال في قطاع غزة، لن يكون للفلسطينيين دولتهم الخاصة، لأنهم لم يرغبوا أبدًا بدولة إلى جانب إسرائيل. وقالت في مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، ردًا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل لا تزال تدعم فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة: "الجواب هو لا على الإطلاق. إن إسرائيل تعرف اليوم، وينبغي للعالم أن يعرف الآن أن الفلسطينيين لم يرغبوا قط في أن تكون لهم دولة إلى جانب إسرائيل".
وأضافت في إشارة إلى الفلسطينيين: "إنهم يريدون أن تكون لهم دولة من النهر إلى البحر، ويقولون ذلك بصوت عال وواضح. لقد مر الآن شهرين على الحرب".
وعندما سئلت عن كيفية تحقيق السلام مع هذا الموقف، قالت: "لماذا أنتم مهووسون بصيغة لم تنجح قط، والتي خلقت هذا الشعب المتطرف على الجانب الآخر؟".
وأضافت زاعمة: "هل هذا طبيعي، الاستمرار في حل لم ينجح في الماضي، واصل الفلسطينيون إنكاره، والآن سيخلق دولة إرهابية أخرى؟ إسرائيل ليست مهتمة بذلك".
سوناك يؤكد على حل الدولتين
وعارض رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، تصريحات السفيرة الإسرائيلية في لندن، وقال: "يبقى موقفنا الواضح والثابت أن حل الدولتين هو الخيار الصحيح في هذا الوضع، فلا أحد يريد أن يستمر هذا الصراع لمدة أطول من اللازم".
وذكرت صحيفة" التليجراف" البريطانية، إن تعليقات رئيس الوزراء البريطاني، على تصريحات السفيرة الإسرائيلية، تمثل توبيخًا علنيًا نادرًا للاحتلال، وتأتي في الوقت الذي تعرب فيه العواصم الغربية عن قلقها المتزايد بشأن ارتفاع عدد الشهداء المدنيين في غزة، جراء العدوان الإسرائيلي.
نتنياهو يرفض إدارة السلطة لغزة
وجاءت تصريحات السفيرة الإسرائيلية، في حين أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في وقت سابق، أن قطاع غزة سيكون تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية بعد الحرب، وأن هناك احتمالا لنشوب حرب ضد قوات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
ورد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة على تصريحات نتنياهو بالقول إنها "تعبر بشكل واضح عن نواياه المبيتة، ووجود قرار إسرائيلي بإشعال الضفة الغربية".
وتؤكد الإدارة الأمريكية بشدة على حل الدولتين، كسبيل وحيد لإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكثفت الحديث عنه كحاجة ضرورية لمرحلة ما بعد الحرب على غزة، لكن حكومة الاحتلال، تبدو غير متحمسة للأمر.
وقال نتنياهو إنه "لن يسمح لإسرائيل بتكرار خطأ أوسلو"، في إشارة إلى اتفاقات السلام التي تم التوصل إليها في التسعينيات وأدت إلى إنشاء السلطة الفلسطينية في إطار مفاوضات لإقامة دولة فلسطينية محتملة في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.
بايدن يصر على حل الدولتين
ويصر الرئيس الأمريكي جو بايدن، على ضرورة أن تنتهي الحرب على غزة برؤية لحل الدولتين، الذي سيجعل من قطاع غزة والضفة الغربية دولة فلسطينية.
وخلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأخيرة إلى إسرائيل قال في تصريحات: "دولتان لشعبين. مجددًا، هذا هو الطريق الوحيد لضمان الأمن الدائم لإسرائيل، والوسيلة الوحيدة لضمان تحقيق تطلعات الفلسطينيين المشروعة إلى دولة خاصة بهم".
وينطوي حل الدولتين على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وهو ما يرفضه الاحتلال، ويسعى لتدميره من خلال التوسع الاستيطاني في القدس والضفة الغربية المحتلة.
الصين وروسيا
وسبق أن اقترحت الصين - في ورقة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني- أن يكثف مجلس الأمن الدولي وساطته الدبلوماسية ويعيد إطلاق حل الدولتين. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد أن هناك حاجة لحل مستدام مبني على مبدأ لحل الدولتين وفق القرارات الشرعية.