على الرغم من إعلان حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، انسحابه من سباق المنافسة على نيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية 2024 وإعلانه تأييد الرئيس السابق دونالد ترامب، تشير التصريحات التي أطلقها بعد انسحابه إلى أن الصراع المرير بينهما لم ينته بعد.
ورصد موقع "أكسيوس" الأمريكي عددًا من التصريحات والتحركات التي أقدم عليها ديسانتس تؤكد هذه الفرضية.
انسحاب ديسانتس
نظم ديسانتيس حملة انتخابية قوية في ولاية أيوا، لكنه جاء بالمركز الثاني خلف ترامب بنحو 30 نقطة مئوية في الانتخابات التمهيدية للحزب في الولاية، في طريقهما للانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.
وفي رسالة فيديو مدتها 4 دقائق على حسابه الشخصي بمنصة "إكس"، قال ديسانتيس إنه بعد حصوله على المركز الثاني في ولاية أيوا: "من الواضح بالنسبة لي أن غالبية الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية يريدون منح دونالد ترامب فرصة أخرى".
وأضاف: "في حين كانت لدي خلافات مع ترامب... فإنه يتفوق على شاغل المنصب الحالي جو بايدن.. هذا واضح".
كما انتقد ديسانتيس منافستهما نيكي هيلي، قائلًا إن ترامب "يحظى بتأييدي لأننا لا نستطيع العودة إلى الحرس الجمهوري القديم الذي كان موجودًا في الفترات السابقة وهو شكل معاد تجميعه من النزعة النقابوية الدافئة التي تمثلها هيلي".
عداء مبطن
أشار الموقع إلى أن ديسانتيس هدّد في اليوم التالي لانسحابه من سباق الترشّح الرئاسي، باستخدام حقّ النقض "الفيتو" لمنع تمرير مشروع قانون جمهوري يقضي باستخدام أموال ضرائب في ولاية فلوريدا لدفع التكاليف القانونيّة لترامب.
كما ظهر ديسانتيس في برنامج "ستيف ديس" قبيل الانتخابات التمهيديّة في نيو هامبشاير، حيث حذّر من هشاشة وضع ترامب.
انتقد ديسانتيس في مقابلة تلفزيونية التنبؤات التي وصفت ترامب بالـ"جبار"، وأكدت حتمية فوزه بترشيح الحزب الجمهوري، مرجعًا ذلك لانخفاض نسبة المشاركة في انتخابات آيوا، وحذر من وجود مشكلة حقيقية في انخفاض حماس قاعدة الحزب لترامب.
وفيما يتعلق بانتخابات نيو هامبشاير التمهيدية، شكك ديسانتيس في توقعات المشاركة القياسية، متوقعًا مشاركة أكبر من الناخبين الليبراليين المعارضين لترامب.
كما وجّه حاكم فلوريدا انتقادات حادة لأداء ترامب خلال أزمة كوفيد-19، معبرًا عن دهشته من عدم مساءلة ترامب حول ذلك خلال الحملة الانتخابية.
مسرحية فاشلة
لم يتورع حاكم ولاية فلوريدا، عن توجيه انتقادات حادة إلى زملائه الجمهوريين السابقين في الكونجرس، إذ وصف تصرفاتهم بأنها "مسرحية فاشلة". وخلال إلقائه كلمة في فعالية، استفسر ديسانتيس قائلًا: "هل لاحظتم فارقًا في أي شيء يحدث منذ انتزاع الجمهوريين لأغلبية للمجلس في عام 2022؟"، مشيرًا إلى عدم رفع أي شخص يده للإشارة إلى تحسن الأوضاع تحت قيادة الجمهوريين.
ورغم ذلك، أيدت الغالبية العظمى من الجمهوريين في الكونجرس الرئيس السابق (ترامب)، مع توقع المزيد من الدعم بعد الأحداث في ولاية نيو هامبشاير.
مستقبل ديسانتيس السياسي
في حين يواصل ديسانتيس، البالغ من العمر 45 عامًا، خدمته كحاكم لفلوريدا حتى عام 2026، تثار تكهنات حول مستقبله السياسي، إذ إنه عندما سُئل عما إذا كان سيترشح مرة أخرى لرئاسة الولايات المتحدة في عام 2028، أبقى على حالة من عدم اليقين، قائلًا: "سنرى أي نوع من الترشح قد يفيد، إذا كان لدينا بلد بعد عام 2028"، هكذا أجاب بابتسامة ساخرة، فيما تعكس تعليقاته قلقه بشأن حالة البلاد والتحديات المحتملة التي قد تواجهها في السنوات المقبلة.
في تعبيره عن وجهة نظره حول عام 2024، وصف ديسانتيس العام كنقطة فاصلة في تاريخ أمريكا، مؤكدًا أهمية اتخاذ القرارات الصحيحة ومشيرًا إلى أن مستقبل البلاد قد يتأثر بشكل كبير بالقرارات المتخذة خلال هذه الفترة الحرجة.