أنهى حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتس، أشهرًا من الانتقادات والسخرية، بقراره الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ليحتفل الرئيس السابق ترامب، بالخطوة التي تقربه أكثر للبيت الأبيض، خاصة بعد إعلان ديسانتس تأييده.
وفي تجمع، أمس الأحد، بنيو هامبشاير قدّم "ترامب" الشكر لـ"ديسانتس"، وكان من الملحوظ رؤية ترامب يمتدح ديسانتس دون أن يطلق عليه اسم ""ديسانتيمونيوس" أو "ديسانكتوس"، ليضع حدًا للمنافسة الأكثر مرارة في حملة الجمهوريين لعام 2024، بحسب "واشنطن بوست"، إذ قال في بداية تصريحاته: "أود أن أشكر ديسانتس وأهنئه على قيامه بعمل جيد للغاية، لقد كان كريمًا جدًا وقد أيدني، أنا أقدر ذلك وأتطلع للعمل معه، إنه شخص رائع".
وسبق أن أعلن ديسانتس عبر الفيديو، إنهاء حملته قبل يومين من الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في نيو هامبشاير، قائلًا: "من الواضح بالنسبة لي أن غالبية الناخبين الجمهوريين يريدون منح دونالد ترامب فرصة أخرى".
انتقاد نيكي هيلي
وخصص ترامب وقتًا أطول لانتقاد نيكي هيلي، بدلًا من الإشادة بديسانتس، ووصفها بأنها أداة في يد المؤسسة السياسية، وأطلق وعودًا بالسلام والازدهار، وتعهد بعكس اتجاه التضخم وإنهاء حرب روسيا في أوكرانيا، وكرر ادعاءه بأن هزيمته أمام بايدن عام 2020 كانت بسبب الاحتيال.
مع العلم بأن قبل انسحاب ديسانتس، أعلن فيفيك راماسوامي أيضًا انسحابه وأنه سيؤيد ترامب في الانتخابات المقبلة.
انتصار هائل في آيوا
وفي يناير الجاري، حقق ترامب انتصارًا هائلًا في ولاية آيوا، وفاز بأكبر عدد من الأصوات في جميع مقاطعات الولاية، فيما خسر في واحدة فقط بصوت واحد.
وحصل ترامب على 51% من الأصوات مقابل 21% لديسانتس الذي انسحب لصالحه، فيما حصدت "هيلي" 19% فقط.
وبفوزه في ولاية أيوا، اتخذ ترامب الخطوة الأولى المهمة نحو أن يصبح مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، وبانسحاب ديسانتس تتعزز فرصه أكثر.
وقال ديسانتس الذي كان يعتبر في السابق منافسًا قويًا على ترشيح الحزب، إنه ليس لديه طريق واضح للنصر، مؤكدًا أنه يدعّم "ترامب" الذي يعد المرشح الأوفر حظًا.
فيما قالت نيكي هيلي إنها "الوحيدة" القادرة على التغلب على الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ترامب أم هيلي؟
ومع خروج ديسانتس، ليس هناك ما يضمن أن معظم أنصاره سيتجهون إلى هيلي، إذ إن الواقع يقول إن المزيد من أنصار حاكم فلوريدا سيختارون ترامب، بحسب استطلاع أجرته شبكة "سي إن إن" بالتعاون مع جامعة نيو هامبشاير، أوضح أن تقدم ترامب على هيلي ارتفع من 11 إلى 13 نقطة مئوية.
ورغم ذلك يعتقد العديد من مراقبي الحزب الجمهوري، أن أي مكسب أو خسارة من قرار ديسانتس بالنسبلة لهيلي، من المرجح أن يؤثر بشكل هامشي فقط، فيما قال وايت أيريس خبير استطلاعات الرأي في الحزب الجمهوري، إنه لا يعتقد أن انحساب ديسانتس مهم كثيرًا.
ومع اقتراب التصويت في هامبشاير، من الواضح أن فرص حرمان ترامب من الترشيح تتضاءل تحت أي ظرف من الظروف. وبكل المقاييس، يعد ترامب خصمًا أقوى بكثير مما كان عليه في عام 2016، وحتى في هذا الوقت فاز أقرب منافسيه، سناتور تكساس تيد كروز، في 12 ولاية فقط ضده، بحسب "سي إن إن".
مواجهة فردية
ووضع قرار ديسانتس، حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هيلي في نوع من المواجهة الفردية مع دونالد ترامب، ويبدو أنه من غير المرجح أن تنجح هيلي في إبطاء مسيرة الرئيس السابق نحو ترشيح الحزب الجمهوري للمرة الثالثة على التوالي.
ويشير تقرير لـ"سي إن إن"، إلى أن تأثير قرار ديسانتس الفعلي بالاستقالة قد يكون في أن تأييده لترامب - الذي انتقده بشكل متزايد في الأسابيع الأخيرة - قد يعزز الإشارة إلى أن جميع قادة الحزب الجمهوري تقريبًا، يرغبون في إنهاء المنافسة لكي يتمكن الحزب من التركيز على الانتخابات العامة ضد الرئيس جو بايدن.
وأوضح التقرير، أن هذه الرسالة تم إرسالها بالفعل، من خلال تسارع مسيرة أعضاء مجلس الشيوخ والحكام الجمهوريين الذين قدموا تأييدًا لترامب في الأسابيع القليلة الماضية.
وإذا لم تفز هيلي في نيو هامبشاير، فإن الأصوات التي تطالبها بالاستسلام لترامب قد تزداد صخبًا.
ومن المقرر أن تواجه هيلي ترامب، غدًا الثلاثاء، وجهًا لوجه في "نيو هامبشاير"، وهي المواجهة الثانية في سلسلة المنافسات التي تجري على مستوى كل ولاية لاختيار مرشح جمهوري للانتخابات العامة.