يتزايد القلق في ألمانيا والاتحاد الأوروبي بسبب الأداء القوي لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، قبل انتخابات الاتحاد الأوروبي، الانتخابات الإقليمية، في الربع الأخير من هذا العام، حيث حذر مسؤول كبير في الحكومة وزعيم الحزب الديمقراطي الحر من أن الإخفاقات السياسية الخارجية والبيروقراطية المفرطة وارتفاع تكاليف الطاقة، جميعها عوامل تغذي نموه في المجتمع.
ويتألف اليمين المتطرف في ألمانيا من مجموعة متنوعة من الجماعات والتنظيمات التي تتشارك في الأفكار المتطرفة والتوجهات القومية والعنصرية، وظهرت في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، وكان لها تأثير كبير في السياسة والمجتمع، وازداد تناميها خلال العقود الأخيرة، وذلك نتيجة لتحولات اجتماعية واقتصادية وسياسية، كان من أشهرها حزب البديل من أجل ألمانيا.
الأجندة المتطرفة
واعتبر وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، وفقًا لرويترز، أن أفضل سبيل لمواجهة تزايد شعبية اليمين المتطرف في ألمانيا هو مواجهة المشكلات التي تعزز وجودهم، موضحًا أنه لابد من تصغير تلك المشاكل، لجعلها غير هامة مثل الإخفاقات السياسية المستمرة في السياسات الخارجية، بجانب البيروقراطية في الأداء الحكومي، بجانب وضع حد لأسعار الطاقة التي لا يمكن تحملها.
وتتبنى الجماعات اليمينية المتطرفة في ألمانيا أفكارًا تتراوح بين العنصرية والتمييز العرقي والإسلاموفوبيا والتشدد الديني، وتهدف إلى تحقيق أجندتها المتطرفة من خلال الترويج للكراهية والتحريض ضد المهاجرين والأقليات، وتستخدم وسائل مختلفة لنشر أفكارها، بما في ذلك الاجتماعات العلنية والتظاهرات والحملات الإعلامية عبر الإنترنت، كما تتورط بعض الجماعات في أنشطة عنيفة وإرهابية.
حكومة شولتس
وكشفت "رويترز" عن احتلال حزب البديل من أجل ألمانيا المركز الثاني في استطلاعات الرأي على مستوى البلاد والأول في 3 ولايات شرق ألمانيا، وهو ما جعل المخاوف من إمكانية تشكيله للحكومة أمرًا واردًا، مشيرة إلى أن تصرفات حكومة المستشار أولاف شولتس، واحدة من أقل الحكومات شعبية في تاريخ ألمانيا الحديث.
في الوقت ذاته شدد زعيم الحزب الديمقراطي الألماني الحر، أن الأحزاب الرئيسية في ألمانيا بحاجة إلى سياسة واقعية جديدة للحفاظ على الطابع العالمي، والسيطرة على تدفقات الهجرة غير الخاضعة للرقابة، محذرًا من الأمر الأكثر خطورة على البلاد هو الاقتراح حزب البديل بإخراج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي اعتبره أكثر خطورة على أوروبا من خروج بريطانيا.
مكافحة التطرف
وانتقد الخبراء جميع الأحزاب السياسية، بسبب قيامهم بإضفاء الشرعية على حزب البديل المتطرف، عن طريق تركيزهم على موضوعات الهجرة والطاقة والسياسة الخارجية، مشيرين إلى أن ذلك لا يؤدي إلا إلى استياء المزيد من المواطنين الذين ترتفع أعدادهم بصورة مستمرة وفق استطلاعات الرأي.
وتعمل السلطات الألمانية، وفقًا لرويترز لمكافحة اليمين المتطرف والحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد، حيث تُطبق قوانين صارمة لمكافحة التمييز العنصري والتحريض على الكراهية، وتقوم الشرطة والمخابرات بمراقبة الأنشطة المشبوهة، حيث تعتبر الإشادة باليمين المتطرف أو المشاركة في أنشطتهم مخالفة للقانون.