الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"لعبة الانتظار".. صمت صيني ومحاولات لاستمالة الجيل Z في تايوان

  • مشاركة :
post-title
الرئيس المنتخب في تايوان لاي تشينج تي

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

أطلقت الصين، أمس الأربعاء، عددًا من الدوريات القتالية حول تايوان، في استئناف محتمل للترهيب العسكري بعد الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد، نهاية الأسبوع الماضي.

وأفادت وزارة الدفاع التايوانية، صباح اليوم الخميس، بأن جيش التحرير الشعبي الصيني أرسل 24 طائرة و5 سفن بحرية إلى منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية، خلال الـ24 ساعة الماضية.

ويُعد هذا أول توغل صيني كبير منذ نوفمبر الماضي، إذ قامت الطائرات الجوية والبحرية بدوريات مشتركة شملت عبور الحدود البحرية غير الرسمية.

ومع هذا، يرى محللون أن رد فعل الحزب الشيوعي الحاكم في الصين جاء "ضعيفًا نسبيًا" حتى الآن، على الرغم من نجاح الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان، الذي تكرهه بكين باعتباره "انفصاليًا"، في الاحتفاظ بالرئاسة.

وضع تفاعلي

جاءت الدورية الصينية في أعقاب إعلان حكومة ناورو، الإثنين الماضي، بقطع العلاقات مع تايوان وتحويل اعترافها إلى الصين.

وتعتبر الدولة الجزرية الصغيرة في أوقيانوسيا - ثالث أصغر دولة في العالم بعد الفاتيكان وموناكو - الحليف الدبلوماسي العاشر لتايوان الذي تمكنت بكين من قلبه، منذ فوز الحزب الديمقراطي التقدمي والرئيسة تساي إنج وين بانتخابات عام 2016.

وأصدرت بكين بيانات غاضبة للحكومات التي هنأت الرئيس التايواني المُنتخب لاي تشينج تي على فوزه.

ونشرت وسائل الإعلام الحكومية الصينية الناطقة باللغة الإنجليزية، خاصة صحيفة "جلوبال تايمز" الشعبية المتشددة، عشرات المقالات والافتتاحيات السلبية حول الانتخابات.

ومع ذلك بعيدًا عن هذه الأحداث، تؤكد هيلين ديفيدسون وإيمي هوكينز، مراستلا "الجارديان" البريطانية في تايوان أن "رد فعل بكين على الانتخابات خافت نسبيًا".

وأشارت "الجارديان" إلى أن الرد الصيني حتى الآن لم يقترب من نطاق الغضب الذي رأيناه سابقًا، بشأن تصرفات أخرى من جانب تايوان، مثل زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي - آنذاك - أو الاجتماع بين الرئيسة تساي وكيفن مكارثي.

ونقلت الصحيفة عن أماندا هسياو، محللة شؤون الصين في مجموعة الأزمات الدولية: "إنها بداية إيجابية للغاية لهذه الفترة، لكنني أعتقد أننا ما زلنا بحاجة إلى رؤية ما سيحدث".

ولفتت إلى أن الوضع الحالي "تفاعلي للغاية".

تظاهرة لرفض وسائل الإعلام الموالية لبكين في تايوان - أرشيفية
تعزيز النفوذ

قبل التصويت، انخرطت الصين في عمليات لتعزيز نفوذها بتايوان، لكنها خفّضت بشكل واضح نشاطها العسكري.

وربط المحللون الأفعال الصينية بتصور مفاده أن "أي تهديد قادم من بكين من شأنه أن يعزز من مركز الحزب الديمقراطي التقدمي، المؤيد للسيادة التايوانية".

وأشار المحللون أيضًا إلى التحسن الكبير الذي طرأ أخيرًا على العلاقات الصينية - الأمريكية،إذ كانت هناك محاولة منسقة من قبل واشنطن وتايبيه للإشارة إلى الاستمرارية وخفض درجة التوتر.

كما أن أحد العوامل الرئيسية وراء قياس رد فعل الصين، وربما الأكثر أهمية، هو أنهم لا يريدون تمزيق المكاسب التي تحققت في تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

ومع ذلك، قد يأتي رد فعل أقوى من الدولة الأضخم في آسيا، عندما يتم تنصيب الرئيس الجديد لاي، مايو المقبل.

وأشار جا إيان تشونج، أستاذ العلوم السياسية في جامعة سنغافورة الوطنية، إلى أنه من المرجح أن تكون هناك ضغوط متزايدة من بكين، في الفترة التي تسبق التنصيب.

وأكد "تشونج" أن بكين ستحاول - على الأرجح - اختبار لاي، أو حثه على القيام باستفزاز بعد تنصيبه "من المحتمل أن ترى الصين ما إذا كان بإمكانها إجبار لاي على ارتكاب خطأ أو إحباطه ودفعه إلى القيام بخطوة متهورة، التي يمكنهم بعد ذلك تصويرها على أنها استفزازية والسعي إلى اتفاق دولي بشأنها".

الجيل Z

رغم رفض أغلبية متزايدة من سكان تايوان احتمال الحكم الصيني، لكن جاء فوز لاي ليسمح لمكتب شؤون تايوان الصيني، الأحد الماضي، بالقول إن الحزب الديمقراطي التقدمي "لا يمثل الرأي العام السائد في الجزيرة".

والإثنين الماضي، نُشرت في وسائل الإعلام الرسمية الصينية أجزاء من خطاب الزعيم الصيني شي جين بينج في عام 2022، الذي سبق أن وصف توحيد تايوان مع الصين بأنه "حتمية تاريخية"، وحثت الصين على إعادة توحيد تايوان مع الصين.

ويرى "تشونج" أنه في ظاهر الأمر، يشير خطاب شي إلى استمرار - إن لم يكن تكثيف - الضغط المعرفي والنفسي والاقتصادي والسياسي في شكل عزل تايوان، واستمالة الكيانات والأفراد في تايوان، وممارسة الضغط على الشركات التايوانية. والتضليل وما شابه ذلك.

وفي السنوات الأخيرة، كان هناك قلق متزايد في بعض الدوائر من أن شعبية تطبيقات الوسائط الاجتماعية الصينية بين الشباب التايوانيين تؤثر على الجيل Z - الذي يتكون من مواليد فترة ما بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الأول من الألفية الثانية - في رؤية عالمية أكثر تأييدًا للصين.

وفي مقال نُشر في اليوم التالي للتصويت، كتب تشنج يونج نيان، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هونج كونج في شنتشن: "هناك حاجة لكسب القوى الجديدة من الجيل Z بشكل فعّال لتعزيز القرار".

وأكد أنه فيما يتعلق بقضية تايوان في العصر الجديد "يجب علينا - الصينيين - الاهتمام بمنصات الاتصال المبتكرة عبر المضيق، مع التركيز على استخدام منصات الوسائط الجديدة، لتعميم وتغيير هوية الشباب في تايوان".