لا صوت في الصين يعلو فوق صوت الانتخابات الرئاسية التايوانية، المقرر أن تعقد غدا السبت بمشاركة 3 مرشحين. وصبت وسائل الإعلام الصينية اهتمامها وتركيزها على عملية الانتخابات، وسط تحذيرات رادعة وقوية لأمريكا والحزب الديمقراطي التقدمي، الذي يسعى لاستقلال الجزيرة "تايوان" عن البر الرئيسي "الصين".
اتهامات الاستقلال
قال تشن بينهوا، المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان بمجلس الدولة الصيني، إن العلاقات الصينية التايوانية شهدت تدهورًا حادًا على مدار السنوات الثمانية الماضية، إذ تحولت من التطور السلمي إلى التوتر والتصادم، ما يبرهن بشكل كامل أن ما يُعرف بـ"طريقة تساي إنج ون" - الرئيس التايواني المنتهية ولايته- هي طريقة "استقلال تايوان" و"التصادم" و"إلحاق الضرر بتايوان"، وهي جذور الشر والفتنة التي تهدد استقرار تايوان وتفرق المجتمع وتضر بمصالح الشعب، حسبما ذكرت صحيفة "النور" الصينية.
وأشار إلى أن ما يدعيه المرشح عن الحزب الديمقراطي لاي تشينج هو أنه سيواكب هذه الطريقة، فهذا يعني أنه سيستمر في اتباع الطريقة الشريرة للتحدي الانفرادي والتصادم التواجهي القديم، وسيجعل تايوان تبتعد أكثر فأكثر عن السلام والازدهار، وتقترب أكثر فأكثر من الحرب والتراجع.
وأضاف تشن بينهوا أن لاي تشينج "المتحرك نحو الاستقلال" كان يتوقع سابقًا "دخول البيت الأبيض" وطرح "نظرية كارثة الجمهورية الصينية"، وفي 9 يناير، أعلن من جديد في مؤتمر صحفي نظرية "الاستقلال".. كل هذا يشير إلى أنه إذا تولى السلطة، فسيعزز بشكل أكبر أنشطة "الانفصال التايواني".
وأشار إلى أن "الاستقلال" والسلام في بحر تايوان لا يمكن أن يتفقا معًا، وأنه يتعارض مع مصلحة ورفاهية الأشقاء في تايوان.
الجيش يحذر
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الصينية، بأن الجانب الصيني يحث الولايات المتحدة مرة أخرى على أن تمتنع عن التحريض والتورط في قضايا مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، حسبما ذكرت صحيفة "أخبار الصين".
وأكدت الدفاع الصينية، أن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وعليه يجب على الولايات المتحدة عدم محاولة إثارة تحدي لإرادة الصين الثابتة في الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها.
ووفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار والقانون الداخلي للصين، تُعد مياه مضيق تايوان جزءًا من المياه الداخلية والمياه الإقليمية والمنطقة المجاورة والمنطقة الاقتصادية الخاصة للصين، ولا يوجد ما يسمى "مياه دولية" في القانون البحري الدولي. وتدعي الولايات المتحدة أن مضيق تايوان هو "مياه دولية" في محاولة للتلاعب في قضية مضيق تايوان وتهديد سيادة وأمن الصين، وهو ما تعارضه الصين بشدة.
وتدعو الصين الولايات المتحدة لتنفيذ التوافقات المهمة التي تم التوصل إليها بين زعيمي البلدين وخلق بيئة ملائمة لتطور العلاقات العسكرية بين البلدين بأفعال عملية.
الحرب أم السلام
قالت صحيفة "بكين ديلي" الصينية، اليوم الجمعة، إن المسؤولين الأمريكيين يقترحون إجراء زيارة غير رسمية إلى تايوان بعد الانتخابات، واصفة هذه الخطوة بأنها استفزاز صريح وواضح لبكين.
ومع ذلك، يبدو أن بعض اللاعبين في تايوان على استعداد للتحالف مع الولايات المتحدة، وربما حتى على حساب المصالح الأوسع للجزيرة.
وأكدت "بكين ديلي" أن اتهام البر الرئيسي الصيني بالتدخل في انتخابات تايوان "لا أساس له من الصحة".
وأشارت الصحيفة الصينية إلى أن سكان تايوان يواجهون خيارًا حاسمًا، فهم لا يحتاجون فقط إلى اختيار قيادة الجزيرة، بل يتعين عليهم أيضًا الاختيار بين الحرب أو السلام، اعتمادًا على سياسات القيادة المستقبلية.
"صين واحدة"
ومن جهتها، قالت ماو نينج المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، اليوم، إن نتيجة الانتخابات الرئاسية التايوانية لن تغير الحقيقة الأساسية المتمثلة في أن تايبيه جزء من الصين ولا توجد سوى "صين واحدة" في العالم، حسبما ذكر موقع "جلوبال تايمز" الصيني.
وأشارت "ماو" إلى أن زعماء الولايات المتحدة أكدوا مرارًا وتكرارًا أنهم ملتزمون بسياسة صين واحدة، ولا يدعمون "استقلال تايوان" أو "صين واحدة وتايوان واحدة"، ولا يسعون إلى استخدام مسألة تايوان كأداة لاحتواء الصين.
وأعربت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية أنها تأمل أن تحترم الولايات المتحدة هذه الالتزامات، وتتعامل مع القضايا المتعلقة بتايوان بحكمة وبشكل صحيح، وتوقف التفاعلات الرسمية مع تايوان، وتتوقف عن إرسال إشارات خاطئة إلى القوى الانفصالية الساعية "لاستقلال تايوان"، وتمتنع عن التدخل في انتخابات منطقة تايوان بأي شكل من الأشكال.