حذّر ريتشارد ديرلوف، رئيس المخابرات البريطانية السابق، من مخاطر إعادة انتخاب ترامب على دعائم الدفاع والأمن الأوروبيين المتمثلة في حلف الناتو، مبرزًا المواقف السابقة لترامب المتشككة من هذا الحلف ووصفه بـ"عفا عليه الزمن"، وتساؤلاته حول التزام واشنطن بالدفاع عن حلفائها.
وتكتسب مخاوف "ديرلوف" أهمية كبيرة في ظل استطلاعات الرأي التي تشير لريادة ترامب الساحقة بين المرشحين الجمهوريين لانتخابات 2024، إذ أفاد استطلاع لشبكة "إي بي سي نيوز" بأن 72% من الناخبين الجمهوريين والمستقلين المتحالفين مع الجمهوريين راضون عن ترامب كمرشح لهم، وهو ما يعني أن صعوده للسلطة مجددًا قد يشكل تهديدًا فعليًا للمصالح البريطانية كما حذر ديرلوف.
إشكالية ترامب
حذر الرئيس السابق لجهاز المخابرات البريطاني، خلال مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" من أن إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قد تمثل "إشكالية" للأمن القومي البريطاني، بسبب موقفه من حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وكان ريتشارد ديرلوف، الذي قاد جهاز المخابرات البريطاني "MI6" من عام 1999 إلى 2004، يناقش التهديدات المحتملة للمملكة المتحدة في عام 2024، مُشيرًا إلى الصراع الروسي الأوكراني و"سلوك الصين على المدى الطويل"، قبل أن ينتقل إلى السباق الرئاسي الأمريكي.
وقال "ديرلوف": "عليك أن تضيف التهديد السياسي، الذي أشعر بالقلق منه، وهو إعادة انتخاب ترامب.. الذي أعتقد أنه يمثل مشكلة بالنسبة للأمن القومي للمملكة المتحدة".
وأوضح أنه إذا تصرف ترامب، نظرًا لموقفه الانتقادي تجاه حلف شمال الأطلسي، على عجل وألحق الضرر بالحلف الأطلسي، فإن هذا يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة للمملكة المتحدة.
المظلة النووية الأمريكية لأوروبا
أضاف رئيس المخابرات البريطانية السابق: "لقد وضعنا كل بيضنا بالمجال الدفاعي في سلة حلف شمال الأطلسي، إذا كان ترامب جادًا حقًا بشأن تغيير التوازن، فإنني أعني أن المظلة النووية الأمريكية لأوروبا، في رأيي، ضرورية لأمن أوروبا ودفاعها".
خلال فترة وجوده في البيت الأبيض، استخف ترامب بحلف شمال الأطلسي، ووصفه بأنه "عفا عليه الزمن"، وشكك في أهمية الكتلة بالعالم الحديث، كما شكك في التزام واشنطن بالدفاع عن حلفائها، وقال إن أعضاء الناتو الآخرين لا يسهمون بشكل كافٍ.
موقف ترامب من الناتو
وقال الرئيس السابق أخيرًا لشبكة فوكس نيوز: "انظر، لقد استغل الناتو بلدنا، لقد استفادت الدول الأوروبية من ذلك"، مضيفًا أن موقفه تجاه الناتو يعتمد على ما إذا كانوا "يعاملوننا بشكل صحيح".
وعلى الرغم من الدعاوى القضائية العديدة المرفوعة ضده، لا يزال ترامب هو المرشح الأوفر حظًا لترشيح الحزب الجمهوري كمرشح للرئاسة.
شعبية ترامب
ويشير استطلاع لمحطة "آي بي سي نيوز" الأمريكية أن ترامب يحظى بتقدير جيد بشكل خاص من الجمهوريين والمستقلين ذوي الميول الجمهورية، وفقًا لـ3 مقاييس: الحصول على أفضل فرصة للفوز في نوفمبر، وكونه زعيمًا قويًا، وكونه المرشح الأكثر تأهيلًا للحزب.
وأظهر الاستطلاع أن 72% من البالغين المتحالفين مع الجمهوريين راضون عن ترامب مرشحًا، بينما حصل على 75%، مايو الماضي.
وبالمقارنة مع ترامب، فإن 57% من الديمقراطيين والمستقلين ذوي الميول الديمقراطية راضون عن بايدن مرشحًا عن حزبهم، وهو ما يعكس انخفاض شعبيته والحماس له للوصول للبيت الأبيض.
ووفقًا للاستطلاع فإذا كانت نتيجة الانتخابات التمهيدية، ستمثل معركة بين مرشحين لا "يتمتعون بشعبية كبيرة" وفقًا لقناة "سي بي إس"، فنسبة المؤيدين لبايدن تبلغ 33% وهي أسوء من أدنى مستوى تأييد حصل عليه ترامب في أثناء رئاسته وهو 36%.
وشارك في الاستطلاع 2228 مشاركًا، وأُجري باللغتين الإنجليزية والإسبانية، وفقًا للقناة الأمريكية.