تتجه أنظار الأمريكيين، غدا الاثنين، إلى ولاية أيوا، التي تشهد أول انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري لاختيار مرشحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية، المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل، ولا يزال الرئيس السابق دونالد ترامب، هو الأوفر حظا في السباق الجمهوري.
ترامب الأوفر حظا
ويتمتع "ترامب" بتقدم كبير على منافسيه على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة، حسبما أظهر الاستطلاع الأخير الذى اشترك في إجرائه "موين ريجيستر " و"إن بي سي نيوز" و"ميدياكوم" قبل انطلاق التجمعات الحزبية في أيوا، غدًا الاثنين.
وبشكل عام، قال 48% من المشاركين المحتملين في المؤتمر الحزبي إن ترامب سيكون خيارهم الأول، و20% يذكرون حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هايلي، و16% حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، في حين إن بقية المرشحين أقل من 10%.
وجاء ذلك بعدما أيّد السيناتور جيم ريش من ولاية أيداهو "ترامب"، مساء أمس السبت، قبل المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا، ما أعطى الرئيس السابق دعم ما يقرب من نصف مؤتمر الحزب الجمهوري قبل تجمع انتخابي واحد أو مسابقة أولية.
كما أمل "ريش" -أكبر جمهوري في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وكان رئيسًا خلال نصف فترة رئاسة ترامب- أن ينضم إليه الجمهوريون في ترشيح الرئيس السابق، وفقًا لموقع "بوليتيكو" الأمريكي.
أهمية أيوا
ويلعب تأثير التجمعات الحزبية في ولاية "أيوا" دورًا كبيرًا في عملية الترشيح، إذ يعتبر الفوز في المؤتمرات الحزبية في تلك الولاية عنصرًا رئيسيًا لتزويد المرشح بالزخم واهتمام وسائل الإعلام.
وتعقد المؤتمرات الحزبية في ولاية "أيوا" البالغ عدد سكانها 3 ملايين نسمة، كل 4 سنوات قبل الانتخابات الرئاسية، حيث يجري فيها التصويت المبكر لاختيار مرشح الحزب.
وبدأت أهمية ولاية أيوا في التزايد منذ أواخر الستينيات، إذ أصبحت أول ولاية تجمعية أو يجري فيها التصويت المبكر عقب التغييرات داخل الحزب الديمقراطي، التي كانت تهدف إلى تنويع عملية اختيار المرشحين.
وتنفذ أيوا نظامًا انتخابيًا معقدًا يتضمن مستويات متعددة من التجمعات الحزبية، الأمر الذي وضعها في المرتبة الأولى في الجدول الزمني. وتعتبر "أيوا" الولاية الأمريكية الأولى من حيث التصويت المبكر، ما عزز مكانتها بشكل أكبر.
وتتميز الولاية بقدرتها على اختبار المرشحين، إذ يسمح عدد سكانها المنخرطين والناشطين سياسيًا، إضافة إلى حجمها الصغير نسبيًا، بالتفاعل الوثيق بين الناخبين والمرشحين، وهو ما يعد فرصة للمرشحين الأقل شهرة لاكتساب قوة جذب، وللناخبين ليكون لهم تأثير ملموس على السباق الرئاسي.
كذلك يمكن أن يؤدي الأداء القوي في ولاية أيوا إلى إثارة ضجة إعلامية كبيرة وزخم إيجابي للمرشح، ما يؤثر غالبًا في الناخبين بالولايات اللاحقة، بينما يمكن أن يؤدي العرض الضعيف إلى شلّ الحملة الانتخابية.
وعلى جانب آخر، يرى البعض أن التركيبة السكانية في ولاية أيوا لا تعكس تمثيلًا حقيقيًا للناخبين الوطنيين، إلا إن عملية التجمع الحزبي فيها تعزز المناقشات، وتشجع على اتخاذ قرارات التصويت وزيادة مشاركة الناخبين.
ويرى محللون أن صغر حجم ولاية أيوا وكون أغلب سكانها من سكان الريف ذوي الأغلبية البيضاء قد يؤدي إلى إضعاف المرشحين الذين يتمتعون بدعم قوي في الولايات الأكثر تنوعًا واكتظاظًا بالسكان.
ويظل معيار الدقة فاصلًا، إذ لا تعد نتائج التصويت في المؤتمرات الحزبية دائمًا مؤشرًا موثوقًا للتنبؤ بالنجاح الوطني، ما يؤدي إلى اتهامات بتشويه الصورة الحقيقية لتفضيلات الناخبين.