يخشى المشرّعون الديمقراطيون من احتمال مناظرة الرئيس جو بايدن، لنظيره السابق، دونالد ترامب، خوفًا من أن يؤدي وضعهما معًا على مسرح واحد إلى رفع مستوى المرشح الجمهوري المحتمل.
ويرجع ذلك التخوف بعد ما تخطى ترامب بالفعل كل مناظرة تمهيدية رئاسية للحزب الجمهوري، إضافة إلى حرصه على مناظرة جو بايدن، إذ قال للمذيع هيو هيويت إنه يتطلع لمواجهة بايدن مقترحًا 10 مناظرات.
ولا يرغب المشروعون الديمقراطيون في سيناريو المناظرة، إذ يقول السيناتور الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأمريكي، ديك دوربين، عن احتمال مناظرة بايدن لترامب: "سأفكر في الأمر مرتين"، مشيرًا إلى أنه حضر بشكل شخصي إحدى مناظرات ترامب مع هيلاري كلينتون، وشاهده يقول أشياء "شنعية"، واصفًا المناظرة بأنها ستكون مجرد فرصه له لإظهار تطرفه.
بحسب موقع "ذا هيل"، يتحدث المشرعون الديمقراطيون علنًا عن ترشح بايدن بناء على سجل إنجازاته، لكنهم يعترفون سرًا بأنهم ينتظرون انهيار ترامب تحت وطأة أكثر من 90 تهمة جنائية، وميله للصراع والادعاءات الغريبة التي تنفر النساء، أيضًا يعترف المشرعون كذلك بأن تصور الناخبين لعمر بايدن، 81 عامًا، هو أكبر عائق سياسي له.
ويعتقد الديمقراطيون أن ترامب قد يستفيد من مناظرة مباشرة مع بايدن، إذا فاز في تلك المناظرة، لكنهم يقولون إن مصدر القلق الأكبر هو أن وضع ترامب بجانب بايدن على المسرح ومنحه وقتًا متساويًا أمام الجمهور الوطني سيكون له بعض التأثير على إضفاء الشرعية على المرشح الذي يدلي بانتظام بتصريحات مثيرة ويستمر في الادعاء بأن انتخابات 2020 مسروقة.
ويرى بعض الديمقراطيين، أن بايدن لا يجب حتى أن يظهر على بطاقات الاقتراع، لأنه بحسب اعتقادهم انتهك التعديل الرابع عشر، الذي يحظر على أي شخص أقسم اليمين لدعم الدستور وشارك لاحقًا في تمرد من تولي منصب فيدرالي.
ويقول أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، إن قرار مناظرة ترامب يعود بالكامل للرئيس الأمريكي وفريق حملته، لكنهم يؤكدون أن بايدن لا يجب أن يشعر أنه مجبر على مناظرة ترامب.
ويضيف السيناتور الديمقراطي كريس كونز، أن ترامب لم يفز بعد بترشيح الحزب الجمهوري، على الرغم من أنه يُنظر إليه على أنه المرشح الأوفر حظاً، قائلًا إنه لا يوجد سبب لتكريم ترامب كمرشح من خلال مناظرته، وخاصة أن ترامب رفض مناظرة أي من خصومه الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية.
وأكد كونز، أن حقيقة كون ترامب لم يكن قادرًا على التصرف بطريقة معقولة "خلال مناظرة 2020"، ورفضه مناظرة أي من خصومه الأساسيين، من شأنه أن يشكل حجة قوية جدًا لعدم تكريمه كمرشح، لكنه شدد على أنه لا يتحدث نيابة عن حملة بايدن.
ولا يتفق جميع الديمقراطيين على أن بايدن لا يحتاج لمناظرة ترامب، إذ قال جيمس كارفيل، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، إنه رغم أنها ستكون مناظرة محفوفة بالمخاطر إلا أن الأمر سيبدو سيئًا إذا تجنب بايدن خصمه.
وأوضح كارفيل، أن ترامب سيحصل على الشرعية كمرشح إذا فاز بترشيح الحزب الجمهوري، على الرغم من أنه سيُمنع من التصويت في معظم الولايات إذا تمت إدانته بأي من عشرات التهم الجنائية التي يواجهها الآن.
وأكد أن هناك من سيقوم بإجراء استطلاع للرأي، وسيعتقد 73% من الناخبين أنه يجب إجراء مناظرة، متابعًا: "يمكنك أن تفعل ذلك أو لا تفعله كما تراه مناسبًا، ولكن هناك عواقب لذلك". وتابع: "ترامب سيصرّح ويصرخ إذا لم يناظره بايدن".
واعترف كبير الاستراتيجيين في حملة الرئيس السابق كلينون عام 1992، إن عمر بايدن مشكلة، لكنه حذّر من تجنب المناظرة من ترامب، مشيرًا إلى أن ذلك سيؤدي لتسليط الضوء على هذه القضية، فعدم المناظرة سيؤدي بالتأكيد لتفاقم مشكلة السن، مؤكدًا أن قرار المناظرة، ستتم مناقشته وتحليله ومراجعته بشكل دقيق، مقترحًا أن يوافق بايدن على مناظرة واحدة.
ويقول الاستراتيجيون بحسب "ذا هيل"، إن بايدن سيكون لديه زخم أكبر لمناظرة ترامب إذا كان لا يزال يتخلف عنه في استطلاعات الرأي قبل أشهر قليلة من يوم الانتخابات.
تظهر بعض استطلاعات الرأي، مثل استطلاع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" بالتعاون مع كلية "سيينا" للناخبين المسجلين في جميع أنحاء البلاد، أن ترامب يتقدم على بايدن بين الناخبين المسجلين على مستوى البلاد.
فيما يرى الخبير الاستراتيجي الديمقراطي ستيف جاردينج أن ترامب فقد أي نفوذ في المطالبة بمناظرات متعددة في الانتخابات العامة من خلال رفض مواجهة منافسيه من الحزب الجمهوري، مثل حاكم فلوريدا رون ديسانتيس وحاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هيلي.
وبغض النظر عن "عمر" بايدن، أكد "جاردينج" أن بايدن لديه سبب قوي للمناقشة؛ لأنها ستمنحه فرصة للحديث عن سجله، الذي يتضمن 22 شهرًا متتاليًا من البطالة التي تقل عن 4%، إضافة إلى انخفاض أسعار الغاز، وعودة التضخم تحت السيطرة، لكن "جاردينج" أكد أن الاعتماد على إجراء نقاش قائم على الحقائق حول الاقتصاد مع ترامب يشكل "مخاطرة" لأن "ترامب لا يلعب وفق أي قواعد".