بعد ما يقرب من أسبوع من أعمال العنف والاضطرابات التي شهدتها دولة الإكوادور، عقب شنّ الحكومة عمليات واسعة ضد عصابات الاتجار في المخدرات، تعهد الرئيس دانييل نوبوا باستمرار " خطة فينيكس"، وذلك في الوقت الذي تم فيه إطلاق سراح 158 حارسًا و20 موظفا إداريًا، كانوا محتجزين منذ يوم الاثنين الماضي في سبعة سجون على الأقل.
وتهدف "خطة فينيكس" التي أطلقها نوبوا، إلى انتشال البلاد من "كومة الرماد" التي تحولت إليها بسبب العصابات المكسيكية ومجموعات المافيا الأجنبية، التي تقيم معسكرات على طريق رئيسي لتهريب المخدرات، وكشفت الرئاسة الإكوادورية عن نتائج الأيام الأولى من الحملة التي شهدت اعتقال ما يزيد على 850 متهمًا، بجانب قتل 5 إرهابيين وضبط 246 قطعة سلاح، وذلك خلال أكثر من 7800 عملية مشتركة بين الشرطة والجيش، قُتل خلالها فردان من قوات الأمن، وفق ما نشرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
حالة حرب
وكشف رئيس الإكوادور البالغ من العمر 36 عامًا، في أول مقابلاته منذ بدء الاضطرابات يوم الاثنين الماضي، أنه عازم على منع بلاده من أن تصبح "دولة مخدرات"، ويرى أن السبيل الوحيد للقيام بذلك هو شنّ الحملة المشددة على الجريمة المنظمة، والجماعات التي تجلب "الإرهاب" إلى نظام السجون والشوارع.
وحول اعتبار الحملة عشوائية واستخدامها ضمن وسائل قمعية للتشبث في السلطة، نفى رئيس الإكوادور تلك الادعاءات، مؤكدًا أن البلاد في حالة حرب وتقاتل عصابات منظمة مدججة بالسلاح، تتمتع بدعم مالي محلي ودولي، بجانب بنية من الإرهاب والإجرام المتماسك تصل إلى حدود الإكوادور نفسها.
الملاذ الأخير
وجاءت تصريحات رئيس الإكوادور في الوقت الذي تحولت فيه جواياكيل، وهي أكبر مدينة في الإكوادور، إلى مدينة أشباح، حيث ظلت شوارعها هادئة بشكل مخيف -كما تشير الصحيفة - عقب سلسلة من هجمات الحرق المتعمد وتفجيرات السيارات المفخخة وإطلاق النار وأعمال الشغب في السجون في أجزاء مختلفة من البلاد، والتي أودت بحياة نحو 15 شخصًا.
وأكد رئيس الإكوادور، أن قتال تلك العصابات مستمر كل يوم، والدولة قادرة على الفوز في تلك الحرب، ولن يتوقف القتال حتى يتحقق ذلك، كاشفًا أن تلك الحملة كانت بمثابة الملاذ الأخير لهم، بعدما انتهك من وصفهم بالمجرمين كل حق من حقوق الإنسان، مستبعدًا في الوقت نفسه " عسكرة الحرب" كما حدث في بلدان أخرى بأمريكا اللاتينية، مثل كولومبيا والمسكيك.
أسبوع دامٍ
وتلعب الإكوادور دورًا رئيسيًا في تهريب الكوكايين من أمريكا الجنوبية إلى الولايات المتحدة وأوروبا، وقد استهلكتها حرب العصابات في السنوات الأخيرة، حيث تقاتلت الجماعات المتنافسة من أجل السيطرة على النفوذ، ومع تدفق عصابات الجريمة إليها للحصول على أرباح تجارة الكوكايين، ارتفع معدل جرائم القتل فيها، في السنوات الخمس الماضية، ليبلغ رقمًا قياسيًا بـ7878 حالة في العام الماضي فقط.
وشهدت الدولة أسبوعًا داميًا من الاضطرابات، عقب الحملة التي شنتها الدولة، وأحدث اختفاء زعيم عصابة لوس تشونيروس الملقب بـ"فيتو"، من سجن لا ريجينال، حالة من الفوضى، إذ احتجز عشرات السجناء الموظفين والشرطة رهائن، كما أحدث أفراد العصابات سلسلة من الهجمات المنسقة في جميع أنحاء البلاد، وفجروا سيارات مفخخة وأشعلوا النار في المركبات والمباني، في واحدة من أسوأ أعمال العنف التي اندلعت في تاريخ البلاد الحديث.