بسبب الأرباح الخيالية المتوقعة في هذا المجال، تستعد شركات الأدوية العالمية لاقتحام "سوق السمنة المفرطة"، من خلال عقد صفقات لإنتاج أدوية جديدة، أو من خلال تطوير أدوية موجودة بالفعل، خاصة مع تهافت المستهلكين على تلك العلاجات الجديدة التي أثبتت قدرتها على خفض الوزن بنسبة تصل 20%.
سوق واعدة
نقلت "رويترز" عن بعض رؤساء شركات الأدوية العالمية، إن بعض التقديرات للحجم النهائي لسوق السمنة زادت إلى 150 مليار دولار سنويًا، بزيادة 50% عن أكثر التوقعات تفاؤلًا للمسؤولين التنفيذيين في الصناعة والمحللين قبل أقل من عام، مؤكدين أن السوق ستكون كبيرة بما يكفي لدعم العديد من الشركات، خاصة مع وجود ما يقرب من 115 مليون من البالغين والأطفال في الولايات المتحدة وحدها يعانون السمنة المفرطة.
ويعمل صانعو الأدوية على اختبار العديد من المنتجات لتحقيق فوائد صحية، مثل تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وانقطاع التنفس الانسدادي في أثناء النوم، كاشفين عن وجود أدوية تجريبية بالفعل تعتبر في منتصف مراحل التقييم، آملين أن تكون الآثار الجانبية لها أقل باستخدام جرعات أقل.
منافسة شرسة
ويتواجد في السوق الأمريكية بالفعل دوائان للحد من السمنة المفرطة، لكنهما وفقًا لرويترز ينتميان إلى فئة المنبهات التي تم تطويرها لتناسب مرض السكري من النوع 2، التي تقلل الرغبة الشديدة في تناول الطعام وتتسبب في إفراغ المعدة بشكل أبطأ، وهو ما يدفع المنتجات الجديدة للدخول في منافسة شرسة معهما.
وأكد مسؤولو شركات الأدوية، أن الطلب على تلك المنتجات والاحتياجات يعتبر هائلًا، وهو ما دفع بعضهم للدخول في شراكات ثنائية من أجل تطوير علاج للسمنة يلبي احتياجات الصحة العامة بشكل كامل، وتقوم في الوقت نفسه بقمع الشهية وحرق المزيد من السعرات الحرارية.
في الوقت نفسه، تشير رويترز، إلى أن هناك العديد من الشركات الأخرى التي ستركز على تطوير أدوية موجودة بالفعل في خطوط إنتاجها، في محاولة للبحث عن تكلفة أقل للسمنة بمراحلها المبكرة.
أفكار انتحارية
يأتي ذلك في الوقت الذي تراجع فيه هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أدلة تشير إلى وجود ارتباط بين أدوية إنقاص الوزن ودوافع الانتحار، ونقلت رويترز عن الإدارة إن مراجعتها الأولية لم تجد دليلًا على وجود ارتباط بين الأدوية والأفكار الانتحارية، لكنها لا تستطيع أن تستبعد بشكل قاطع احتمال وجود خطر صغير، بسبب البيانات المحدودة المتاحة، وهو الأمر الذي دفعها لتأكيد مواصلة دراسة الأمر.
وحذر محلل وخبير دوائي لرويترز من أنه على الرغم من أن سوق السمنة كبيرة وتكفي لاستيعاب العديد من اللاعبين الجدد، إلا أنه في النهاية ستظل تحديًا كبيرًا أمامهم، في ظل وجود أدوية بالفعل لمكافحة السمنة في السوق، بجانب وجود أدوية جديدة أخرى في مراحل متقدمة من التجارب جاهزة للاستخدام.