سلط تقرير جديد الضوء على مشكلة كبيرة تواجه إدارة بايدن في تطبيق نظام العقوبات الخاص بها ضد روسيا، عقب اندلاع الحرب مع أوكرانيا، إذ كشف عن استمرار تدفق المكونات الحيوية من الإلكترونيات وأنظمة الكمبيوتر إلى موسكو، التي يتم تصنيعها في الولايات المتحدة الأمريكية.
التهرب من العقوبات
أظهر التقرير الذي نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية، أن الهجوم الروسي الأخير بالطائرات دون طيار والصواريخ على أوكرانيا تم بفضل واردات التكنولوجيا الغربية، من خلال التهرب "واسع النطاق والمنهجي" من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها، إذ تستورد موسكو كل شهر تكنولوجيا بمليارات الدولارات من أجل مجهودها الحربي، وساعدها في ذلك توجيه التجارة عبر الصين وتركيا ودول أخرى.
ويستند التقرير إلى بيانات التجارة الروسية وتحليل الحكومة الأوكرانية للأسلحة الروسية التي عُثر عليها في أوكرانيا، إذ حددت الحكومة الأوكرانية مئات مكونات التكنولوجيا الغربية في الصواريخ والطائرات والدبابات، ومجموعة واسعة من أنظمة الأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى التي تم تدميرها في ساحة المعركة بأوكرانيا.
تكنولوجيا أمريكية وغربية
استوردت روسيا ما قيمته 8.7 مليار دولار من أشباه الموصلات وتكنولوجيا الاتصالات وغيرها من السلع ذات الأولوية العالية المنتجة في المقام الأول للاستخدام العسكري، خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2023، التي تدخل تحت موانع التصدير المفروضة على روسيا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى تدعم أوكرانيا، وفقًا للدراسة.
ووجد التقرير أنه خلال الفترة نفسها، استوردت روسيا ما قيمته 22.2 مليار دولار من الإلكترونيات ومكونات الكمبيوتر وغيرها من المكونات الحيوية، التي يمكن استخدامها للأغراض المدنية أو اعتمادها للاستخدام العسكري، وتبين أنه منذ بداية الحرب، فإن 72% من واردات التكنولوجيا الروسية للاستخدام العسكري جاءت من شركات مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة، ولفت التقرير إلى أن الشركات الروسية التي لها علاقة بالجيش تقوم بإخفاء المشتريات من خلال شبكة معقدة من المعاملات، ما يجعل من الصعب تعقبها.
تأثير هامشي
ونقلت نيوزويك عن باحثين بارزين في السلع العسكرية داخل المعهد، تأكيدهم أن العقوبات ليست فعّالة بما فيه الكفاية في الوقت الحالي، لافتين إلى أن وابل الهجمات الصاروخية والهجمات بطائرات دون طيار، التي تشنها روسيا داخل أوكرانيا كلها تمت باستخدام مكونات مصنوعة في الغرب.
وأظهرت النتائج الجديدة - كما يشير المحللون - إلى أن العقوبات المفروضة على موسكو لم يكن لها سوى تأثير هامشي، مشددين على أنه رغم أهميتها، إلا أنها في الوقت نفسه ليست بديلًا عن استراتيجية واضحة حول كيفية هزيمة الروس في الميدان، خاصة أن الحرب وصلت مرحلة حرجة، حيث تتحصن القوات الروسية في شرق أوكرانيا، بينما تكافح أوكرانيا للدفاع عن أراضيها دون مساعدة عسكرية إضافية من الغرب.
البيت الأبيض يدافع
بدوره؛ دافع البيت الأبيض عن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، بحجة أنها كان لها تأثير على إضعاف القدرة العسكرية الروسية، ونقلت المجلة عن جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، إن ضوابط التصدير والعقوبات التي فرضناها كان لها تأثير ضار على القدرة الصناعية الدفاعية الروسية.