الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

التعليم في أوكرانيا "ساحة معركة أخرى" بين موسكو وكييف

  • مشاركة :
post-title
اللغة والكتب الروسية في مدارس أوكرانية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بعدما أعلنت روسيا ضم أجزاء من أوكرانيا، أسرعت بجعل نظام التعليم في تلك المناطق تابعا لها، حيث أُجبر العديد من المعلمين على التدريس باللغة الروسية واتباع مناهج دراسية قادمة من موسكو. والتي تتضمن كتب تاريخ جديدة تبرر حرب أوكرانيا.

مع هذا، يحاول عدد من المعلمين في زابوريزهيا وخيرسون ودونيتسك ولوهانسك -المناطق المنضمة حديثًا لروسيا- تحدي تلك القيود. كما ذكر تقرير لـ "دويتش فيله"، حيث "أصبحت المدارس في شرق أوكرانيا ساحة معركة أخرى للاستيلاء على قلوب وعقول الأطفال".

وينقل التقرير عن معلمة أوكرانية قولها: "في الصباح، يذهب طفلي إلى المدرسة، حيث نضطر إلى التحدث باللغة الروسية مع طلابنا وتعليمهم كتبًا باللغة الروسية. وفي المساء نعطي دروسًا عبر الإنترنت باللغة الأوكرانية، ونعلمهم هويتنا".

صراع الهوية

قبل الحرب، كان الملايين من الأوكرانيين يتحدثون اللغة الروسية كلغة أولى. لذلك كانت قضايا اللغة والتاريخ والهوية بين الروسية والأوكرانية في قلب الصراع، حتى قبل العملية العسكرية الروسية.

في عام 2014، أصدرت كييف قوانين تنص على استخدام أوسع للغة الأوكرانية في الحياة العامة، بما في ذلك في المدارس والتلفزيون وبين العاملين في القطاع العام. وقتها، اتهمت موسكو الحكومة الأوكرانية بالتمييز ضد الأقلية الناطقة بالروسية.

ووفق التقرير، في أغسطس 2023، أجبر جنود روس المعلمين -تحت تهديد السلاح- على بدء العمل باللغة الروسية، واستخدام الكتب المدرسية الروسية، والعمل وفق المنهج الروسي.

وتسيطر موسكو حاليا على أقل من 18% من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014، وفقا لتقديرات معهد دراسة الحرب بالولايات المتحدة.

مناهج التعليم الجديدة في أوكرانيا تقدم للأطفال تبريرات للعملية العسكرية الروسية
تحد خطر

فيما وصفته القناة الألمانية بـ "تحدٍ لخطر الروس"، بدأ بعض المعلمين والطلاب وأولياء الأمور الأوكرانيين في "حفر ثقوب في حدائقهم لإخفاء أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف. أو الاختباء في العلية والسقائف القديمة من أجل دروس اللغة الأوكرانية عبر الإنترنت".

ووسط مزاعم أن آلاف الأطفال قد تم ترحيلهم قسرًا إلى روسيا وبيلاروسيا، روت إحدى الأمهات أنها رفضت إرسال ابنها البالغ من العمر 15 عامًا إلى المدرسة. لكنها واجهت فيما بعد رجالاً يرتدون الزي الروسي، وأخبروها أن ابنها "سيؤخذ إلى دار للأيتام في روسيا ما لم يبدأ في حضور الفصول الدراسية".

وعندما عاد الصبي إلى المدرسة، وجدها "مزينة برموز الدولة الروسية"، فيما تمركز أفراد مسلحون عند الباب وداخل المبنى.

شبكات خفية

في حديثها إلى "دويتش فيله"، حذرت الناشطة الأوكرانية فيوليتا أرتيمتشوك من أن جميع المواقع التي تقدم دروسًا عبر الإنترنت في أوكرانيا قد "تم حظرها"، ولا يمكن الوصول إليها إلا باستخدام تطبيق VPN.

كما دعت فالنتينا بوتابوفا، رئيسة منظمة "ألميندا" الأوكرانية غير الحكومية، حكومة كييف إلى "إنشاء مدرسة على الإنترنت مصممة خصيصًا للأطفال في الأراضي التي ضمتها روسيا".

ومن شأن مثل هذه المدرسة أن تسمح للأطفال بدراسة اللغة الأوكرانية والتاريخ والقانون.

وأشارت بوتابوفا إلى إن هذا الاقتراح "كان مطروحًا منذ سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014 وإنشاء حكومات موالية لروسيا في دونيتسك ولوهانسك".

لذلك، وبما أن كييف لم تنفذ هذا مطلقًا "فقد فقدت أوكرانيا جيلًا كاملاً من الأطفال في العقد الماضي"، على حد قولها.