بينما تصر كييف -منذ فترة طويلة- على أنها بحاجة إلى طائرات مقاتلة؛ لتحقيق تقدم عسكري كبير ضد روسيا، وتلح في طلب الدعم الأوروبي، قالت صحيفة "بيرلينجسكي" الدنماركية إن الطائرات المقاتلة الست من طراز F-16، والتي تبرعت بها كوبنهاجن لأوكرانيا -وكان من المُتوقع تسليمها بحلول العام الجديد- ستتأخر لمدة تصل إلى 6 أشهر، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الدنماركية.
وكان وزير الدفاع الدنماركي، ترويلز لوند بولسن، قد أعلن في أكتوبر الماضي، أنه سيتم إرسال الطائرات الأولى بحلول أبريل 2024. لكن، أشار بيان الوزارة، السبت، إلى وجود عدة عوامل تسببت في التأخير.
ومن بين هذه العوامل "عدم استكمال تدريب الطيارين الأوكرانيين، وحالة المعدات، والعوامل الجوية"، حسب البيان.
في الوقت نفسه، أعلنت الحكومة النرويجية، هذا الأسبوع، أن الطيارين الأوكرانيين سيبدأون التدريب على طائرتين مقاتلتين من هذا الطراز-تبرعت بهما النرويج- في الدنمارك.
الدعم الجوي
منذ شنت روسيا عملية عسكرية واسعة النطاق في أوكرانيا في فبراير 2022. أعلنت دول أوروبية، هي الدنمارك وهولندا والنرويج وبلجيكا، عن استعدادها لإرسال طائرات F-16 أمريكية الصنع إلى كييف. وهو ما رحّب به الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ووصفه بأنه "قرار تاريخي".
ووفق تقرير لصحيفة "بوليتيكو"، كانت الدنمارك واحدة من أوائل الدول التي تعهدت بتسليم المقاتلات الأمريكية إلى كييف، وهي "واحدة من أكبر المساهمين في الدفاع الحربي في أوكرانيا"، حسب وصفها.
وفي أغسطس الماضي، أعلنت رئيسة الوزراء الدنماركية، مته فريدريكسن، أن بلادها ستتبرع لأوكرانيا بـ 19 طائرة مقاتلة، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع زيلينسكي في قاعدة "سكريدستروب" الجوية بالدنمارك.
وقتها، أشارت فريدريكسن إلى أن اختيار الطيارين جارٍ، والتدريب على وشك البدء "وفي بداية العام الجديد، نأمل أن تغادر المجموعة الأولى -حوالي ست طائرات- إلى أوكرانيا. ونأمل أن يتم إرسال ثماني طائرات أخرى العام المقبل، والعام الذي بعده خمس".
وكانت الولايات المتحدة، في أغسطس الماضي، قد أشارت إلى موافقتها على إرسال الطائرات "عندما يتم تدريب الطيارين الأوكرانيين بشكل كامل على تشغيلها"، وفق بيان لمتحدث للخارجية الأمريكية.
بينما ذكر المتحدث باسم البنتاجون، الجنرال باتريك رايدر، أن فترة تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات F-16 "تعتمد على استيعاب الطيارين للبرنامج، وقد تستغرق بضعة أشهر".
طائرة مُتعددة المهام
تعتبر طائرات F-16 الأمريكية، واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة شهرة وثقة في العالم؛ والتي توصف بأنها "متعددة المهام"، إذ يمكن تسليحها بصواريخ وقنابل موجهة بدقة، وهي قادرة على الطيران بسرعة 2400 كيلومتر في الساعة، وفقًا للقوات الجوية الأمريكية.
ومن أبرز مهام الطائرة F-16 هو دعم القوات الخاصة في المناورة والقتال، وقصف مناطق معينة بالأسلحة والقنابل بدقة دون تأثر المناطق المحيطة؛ وكذلك مهام استكشاف مساحات كبيرة، والمشاركة في العمليات الجوية الاستراتيجية والقصف بأقل مستوى من الخسائر المدنية.
أيضًا، تتميز طائرات F-16 عن غيرها من الطائرات الحربية بكونها قادرة على أداء مهمتها بالهجوم في مختلف الظروف الجوية، بالإضافة إلى الهجوم على الأرض. والمناورة والدخول في القتال الجوي والعودة بمسافة تجاوز المسافة التي تدخلها بقية الطائرات المقاتلة.
ويصل أقصى ارتفاع يُمكن أن تصل إليه F-16 في الجو إلى حوالي 860 كيلو مترًا، وتحتوي على أنظمة خاصة تساعد الطيار على الرؤية بوضوح ومن جميع الاتجاهات. كما تتميز الطائرة بكونها مزودة بنظام تحذير يقوم بتنبيه الطيار في حال وجود أي تهديدات أرضية أو جوية.