تضاءلت إمدادات أوكرانيا من ذخيرة المدفعية الغربية، فمقابل كل خمس أو ست قذائف روسية، يرد الأوكرانيون مرة أو مرتين، ففي الوقت الذي تقترب الحرب من عامها الثالث تتخذ روسيا موقفًا هجوميًا، مدعومة باقتصادها الذي يقف صامدًا جراء الحرب، في ظل معاناة جارتها من نقص الذخيرة.
ولا تزال المساعدات الإضافية من الدعم الرئيسي لكييف، محظورة في الكونجرس، ومع هذا الانخفاض تضطر القوات الأوكرانية للارتجال على الخطوط الأمامية، ويقول ميخايلو فيدوروف، وزير التحول الرقمي الأوكراني، إن بلاده اتجهت بشكل متزايد لاستخدام طائرات دون طيار "FPV" بسبب نقص الذخيرة، إلا أنه أكد أنها لا يمكن أن تحل محل المدفعية بشكل كامل.
تقلص الدعم
ويقدم اعتماد أوكرانيا المتزايد على الطائرات دون طيار "FPV"، نظرة على ما قد تبدو عليه الحرب إذا تم تقليص تدفق الأسلحة الغربية إلى كييف بشدة، فمع توقف المساعدات الإضافية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، عانت كييف نقص الذخيرة والمال والقوة البشرية، إذ تم استنفاد العديد من الألوية في الهجوم المضاد، الذي فشل في تحقيق اختراق كبير، الصيف الماضي، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي تعاني أوكرانيا نقص الدعم، أدى ذلك إلى تكتيكات غير تقليدية كما حدث في الأسابيع الأولى من الحرب، إلا أنه لا يمكن للطائرات دون طيار أن تطير بقدرة أو سرعة المدفعية، كما أن قدرتها التدميرية أقل، إذ لا يمكنها حمل نفس القدر من المتفجرات، ولا يمكنها تفجير جدار خرساني.
انخفاض التكلفة
لجأ الأوكرانيون لتلك الطائرات لانخفاض تكلفتها وسهولة إنتاجها، في الوقت الذي يشتريها متطوعون من البائعين وتسليمها للجنود الذين يزودوها بالمتفجرات.
وسواء روسيا أو أوكرانيا، فقد ارتفع معدل استخدام الطائرات دون طيار، خلال الستة أشهر الأخيرة، إذ أظهرت فائدتها في الحقول المفتوحة والمسطحة في أوكرانيا، كما أنها أكثر دقة من الدفعية، ما يسمح لمستخدمها بتتبع المركبات المتحركة وحتى القوات المترجلة، في حين أن المدفعية تحتاج لعدة طلقات لإصابة الهدف.
وحتى الآن، كل ما يأمله الأوكرانيون هو النجاح في صد التقدم الروسي حول قرية روبوتين إلى الجنوب من بلدة أوريكيف، إذ تم إرسال بعض وحدات المدفعية في المنطقة إلى أجزاء أخرى من الجبهة.
ورغم أن اعتماد الأوكرانيين على الطائرات دون طيار يأتي بدافع الضرورة، يقول الجنود إن الأجهزة تعمل على تغيير خط المواجهة، ونظرًا لأن المدرعة الكبيرة تعتبر هدفًا قيمًا وسهل التحديد، حد كلا الجانبين من استخدامها على خط المواجهة وبدأوا في الاعتماد على الشاحنات الصغيرة وحتى الدراجات النارية، لكن باستخدام تلك الطائرات أصبح الأوكرانيون قادرين على ضرب المركبات الصغيرة ومطاردة الجنود.
ونتيجة لذلك أصبحت المنطقة الرمادية بين القوات، التي لا يسيطر عليها أحد أوسع، بحسب الجنود وهو ما يجعل التقدم أكثر صعوبة.
وقال قائد فرقة طائرات دون طيار، بالغ من العمر 33 عامًا، (لم تسمه الصحيفة) إنهم عندما وصلوا المنطقة قبل بضعة أشهر، كانت روسيا لا تزال تجلب الأشخاص والذخيرة عبر سيارات الجيب، ومع تدمير جميع الخدمات اللوجستية الخاصة بهم، عليهم الآن إحضار الصناديق وإجلاء الجرحى سيرًا على الأقدام.
هجوم روسي واسع النطاق
وبحسب الجيش الأوكراني، شنت روسيا هجومًا صاروخيًا واسع النطاق، اليوم الإثنين، على عدة مناطق أوكرانية، مشيرًا إلى أن جميع أنحاء أوكرانيا تحت إنذار الضربات الجوية.
وأوضحت القوات الجوية أن العاصمة كييف مهددة بهجوم صاروخي، وكتب على "تليجرام": "كييف.. احتموا"، فيما قال مسؤولون عسكريون أوكرانيون في كريفي ريه وزابوريجيا وخاركيف ودنيبروبتروفسك وخملنيتسكي، إن الهجوم الروسي طال تلك المناطق.