بعد أكثر من 72 ساعة على الزلزال القوي وتوابعه المستمرة، الذي ضرب الساحل الغربي الياباني، واعتبرته السلطات الأقوى منذ عام 1885، ما زالت فرق الإنقاذ تكافح من أجل العثور على ناجين أسفل أنقاض المنازل المدمرة، إذ لا يزال ما يقرب من 57 شخصًا في تعداد المفقودين، ويأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات استمرار ارتفاع فاتورة الخسائر البشرية والمادية.
وفي ظل التهديد بوقوع هزات ارتدادية وظروف جوية غير مستقرة، مع هطول أمطار غزيرة ودرجات حرارة منخفضة، أشار موقع "japantimes" أن ذلك الوضع السيئ يقلل مع الوقت جهود فرق الإنقاذ في العثور على ناجين آخرين، ويعود ذلك إلى أن معدلات البقاء على قيد الحياة تنخفض عادة بشكل ملحوظ بعد أول 72 ساعة.
البحث عن ناجين
وتسعى السلطات في الأماكن التي ضربها الزلزال وسلسلة من الهزات الارتدادية القوية، يوم رأس السنة، خاصة محافظة إيشيكاوا اليابانية، لتحديد مصير 51 شخصًا مفقودًا، كما أن مدينة واجيما وحدها، التي تم فيها تسجيل أكبر عدد من الوفيات نتيجة الكارثة، لا يزال 6 أشخاص يعتبرون في عداد المفقودين، بينما ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 80 شخصًا.
من جانبه؛ حث فوميو كيشيدا، رئيس الوزراء الياباني، جميع المشاركين في عمليات البحث عن الناجين أسفل الأنقاض، بمواصلة بذل مزيد من الجهد الشامل للعثور على المفقودين، خاصة بعد تلقي خدمات الإنقاذ ما بين 40 إلى 50 بلاغًا عن انهيار مبانٍ قد يكون العديد من الأشخاص محاصرين تحت أنقاضها.
خسائر الاصطدام
في السياق ذاته؛ قدرت الخطوط الجوية اليابانية، اليوم الخميس، أن اصطدام رحلتها "JL 516" بطائرة خفر السواحل اليابانية أدى إلى خسارة تشغيلية تبلغ نحو 15 مليار ين ياباني، أي ما يعادل 104 ملايين دولار أمريكي، والأمر الذي سيؤثر بدوره على توقعات الأرباح السنوية.
كما تقطعت السبل بنحو 13 ألف شخص بعد يومين من حادث الاصطدام، بسبب إلغاء أو تأجيل عشرات الرحلات الجوية الداخلية، التي كان من المقرر أن تصل مطار هانيدا في طوكيو، ونقلت "japantimes" عن مسؤول في الخطوط الجوية اليابانية، إن الشركة ألغت أكثر من 60 رحلة داخلية من وإلى مطار هانيدا، بعد الحادث على مدرج أكثر مطارات اليابان ازدحامًا.
وتأثرت أيضًا أسهم الشركة في البورصة اليابانية بشدة، الذي انخفض إلى 2.4%، مع استئناف عملية التداول، عقب عطلة رأس السنة الجديدة، قبل أن تتعافى اليوم بعد هذا الانخفاض بنسبة طفيفة تصل 0.5%.
مساعدات أمريكية
وفقًا للموقع الياباني، فإن اليابان قبلت عرضًا أمريكيًا للمساعدة في الدعم اللوجستي من الجيش وكذلك الغذاء والإمدادات الأخرى، في عمليات البحث والإنقاذ وإعادة البناء التي تقوم بها السلطات عقب الحادث، ونقلت عن السفير الأمريكي في اليابان، إن المساعدة ستبلغ في البداية نحو 100 ألف دولار، لكنها ستكون دفعة أولى.
وضرب زلزال عنيف بلغت قوته 7.6 درجة، شبه جزيرة نوتو بمحافظة إيشيكاوا، بعد ظهر الإثنين الماضي، على عمق مؤقت 16 كيلومترًا، بينما كانت البلاد تحتفل بيوم رأس السنة الجديدة، الأمر الذي تسبب في انهيار المنازل وتصدعات أرضية كبيرة، والتهام الحرائق لأكثر من 200 مبنى، بينما انقلبت سفن متعددة في ميناء سوزو.