يعاني أكثر من 30 ألف ياباني، بينهم أطفال ومسنون، من الجوع والعطش والبرد الشديد، ومخاطر الموت المفاجئ، إثر الانهيارات الأرضية المحتملة، بعد أن نجوا بأعجوبة من الزلزال المدمر، الذي ضرب الساحل الغربي الياباني بقوة 7.6 ريختر، وأدى إلى تسوية منازلهم بالأرض، ومقتل ما لا يقل عن 73 شخصًا، في آخر إحصائية حتى الآن.
انهيارات أرضية
وانقطعت إمدادات المياه والكهرباء والطعام، عن المناطق التي تضررت جراء الزلزال المدمر، ويقطن بها المواطنون اللاجئون الذين فروا من مساكنهم، وتعطلت إشارات الهواتف المحمولة، وأصبحت الطرق الرئيسية والفرعية مقطوعة بسبب الانهيارات الأرضية، وهو ما جعل الوصول إليهم ومساعدتهم صعبًا، إلا بواسطة طائرات الهليكوبتر، وفقًا لـ"رويترز".
وبعد نحو 17 ساعة من الزلزال الرئيسي، الذي ضرب بالتحديد جزيرة نوتو في يوم رأس السنة، سجلت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية 500 زلزال إضافيًا بالقرب من مركز الزلزال، ولكن وفقًا للمسؤولين، كانت بشدة متفاوتة، حيث كان منهم 118 هزة بقوة أقل من 3 درجات.
معاناة اللاجئين
"لم نحصل على رغيف خبز واحد".. هكذا وصف عمدة مدينة سوزو، الوضع المأساوي الذي يعيشه الفارون من جحيم الزلزال، عقب تقطع السبل بهم لإمدادهم بما يكفيهم من الطعام والشراب، مؤكدا في تصريحاته أن الذين نجوا من الموت بأعجوبة لا يمكنهم البقاء على قيد الحياة في هذه الأوضاع، خاصة المسنين بدون طعام ولا ماء.
وكشف المسؤولون عن معاناة رهيبة، طالت اللاجئين - طبقا لرويترز- وذلك خلال الاجتماع الإقليمي الطارئ الموسع، الذي عقدته الحكومة مع رؤساء البلديات التي تضررت من الأحداث، ووجه المسؤولون نداءً بضرورة سرعة إخلاء الطرق من السيارات المدمرة، تمهيدًا لإعادة العمل عليها، حتى يتم تسليم المساعدات سريعًا للأشخاص المحاصرين.
ووصف العمدة بأن المدينة تحولت إلى أطلال، بعد أن دمر الزلزال 90% من المنازل، لافتًا إلى أن الأضرار كارثية، والأشخاص الذين تم إجلاؤهم ينتظرون المزيد من المساعدات، وسط درجات حرارة متجمدة وأمطار غزيرة غير متوقع نتائجها.
أما عمدة مدينة واجيما، المتضررة من الزلزال، فكشف أن جهود الحكومة غير كافية لدعم 10 آلاف شخص في البلديات الخاصة بالمدينة، حيث تلقى 2000 وجبة فقط، لا يكفي ربع العدد اللاجئ، مشيرًا إلى أن الكثيرين ومنهم كبار السن والأطفال، يشعرون بالبرد الشديد، بعد أن انقطعت الكهرباء عن معظم المناطق، وأصبحت الطائرات الهليكوبتر هي وسيلة النقل الوحيدة.
جهود الإنقاذ
يأتي ذلك في الوقت الذي ما زال رجال الإنقاذ يواصلون جهودهم، بحثًا عن المحاصرين أسفل أنقاض المباني المدمرة، كان آخرهم - كما تقول "رويترز"- تمكنهم من إنقاذ امرأة محاصرة، كانت داخل هيكل خشبي، سحقه مبنى مكون من سبعة طوابق، وانهار على جانبه، وتعاني فرق الإنقاذ من الإعاقة الشديدة في عملها، بسبب الطرق المقطوعة والبنية التحتية المدمرة، بجانب المواقع النائية جدًا التي وقعت فيها تأثيرات الزلزال الكبير، مشيرين إلى أنه بعد مرور يومين على الحادث، مازال حجم الأضرار والإصابات والوفيات غير واضح، نظرًا لاستمرار عمليات البحث والانقاذ يوميًأ.
معركة مع الزمن
رئيس الوزراء فوميو كيشيدا أكد أنهم في معركة مع الزمن، معلنًا نجاح محاولات الحكومة ولو جزئيًا، في فتح طريق بحري لتوصيل المساعدات، وتمكنت بعض الشاحنات الأكبر حجمًا من الوصول إلى بعض المناطق النائية، ونقلت الوكالة مخاوف المسؤولين من هطول أمطار غزيرة في المناطق المتضررة من الزلزال مساء اليوم الأربعاء، ما يعني حدوث انهيارات أرضية يمكن أن تزيد من عرقلة الجهود المبذولة لتحرير المزيد من الأشخاص الذين ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض.